الإبداع في الإخراج التلفزيوني

البعد الإبداعي في العمل التلفزيوني وثيق الصلة بكل مرحلة من مراحل صناعة المضامين المرئية والمسموعة بدءاً بالكتابة، ويمتد إلى مرحلة ما قبل وأثناء وبعد عملية الإخراج، وما تفرضه من تصور خلاق سواء بالنسبة للديكور أم الإضاءة أم التصوير أم التوليف أم المزج بالنسبة لإنتاج المضامين التلفزيونية، على أن ما وفرته تكنولوجيات الاتصال المتطورة وبخاصة منها تلك التي تتعلق بأجهزة الإضاءة والتصوير والتسجيل والتوليف والمزج تبقى فعاليتها رهينة رؤية المبدع وقدرته على توظيفها توظيفاً خلاقاً، ذلك أن أي فكرة أو أي مشهد أو موقف درامي أو إعلاني قد يصل آلياً إلى المتلقي إلا أن التأثير الفاعل لذلك وثيق الصلة بالبعد البلاغي والجمالي للصورة والصوت وبالمخرج ورؤيته الإبداعية والاجتماعية للعمل التلفزيوني التي لا بد من أن ترتكز على موهبة أصيلة تعتمد على الخلق والابتكار، وعلى فهم المخرج لخصوصية مجتمعه كمفتاح أساسي من أساسيات الإبداع، والقدرة على التعبير عن قضايا هذا المجتمع ومشكلاته.

والحقيقة إن استخدام الأساليب الفنية الإبداعية للإنتاج يحقق عدداً من الأغراض والمهام على المستويين الفني الإبداعي والحرفي (الآلي) على النحو التالي:

1. فنياً Artistically:

1- التغلب على المشكلات الناجمة عن طبيعة التلفزيون كوسيلة، والقيود التي تفرضها الشاشة الصغيرة المسطحة ذات البعدين، والتي تفتقر إلى (العمق) أو (البعد الثالث)، ومن ثم تكون الصورة المعروضة محددة بذلك الإطار الضيق المسطح.

2- لفت نظر الجمهور وإثارة اهتمامه.

3- تحقيق التنوع في عرض المناظر واللقطات في أحجام وأشكال متعددة ومختلفة.

4- التحكم في المعلومات (سواء بالمبالغة في عرضها أم بتقليصها والتقليل من شأنها وأهميتها). 5- خلق الانطباع والانفعالات (الآثار العاطفية المختلفة) كالخوف والرعب والتوتر.

6- إضفاء عناصر الجمال والجاذبية على الموضوع (التكوين - اللقطات الناعمة – مرشحات - تصوير السماء والنجوم.. إلخ).

7- خلق الإحساس بالمسافات والمساحات والفراغ، وإبراز علاقة الأشياء ببعضها بعضاً (اتصالاً أو انفصالاً).

8- تحقيق الخداع أو الوهم، وذلك بواسطة المونتاج وحده أو عن طريق مجال رؤية الكاميرا أو زاوية المنظر، أو استخدام الخلفيات أو الإضاءة.

9- التعبير عن الوقت أو الحركة (نقل الإحساس بالوقت أي مرور الزمن، والإحساس بالحركة من خلال تصويرها بحيث تبدو أبطأ من الحركة العادية).

10- الإيحاء بحالات عضوية أو عاطفية أو شعورية (مثل الطيران أو فقدان الوعي أو الشعور بعدم التركيز).

11- تحقيق مؤثرات خيالية (التحول من شيء إلى آخر – النمو العملاقي – الانكماش والتضاؤل).

2. ميكانيكياً أو آلياً Mechanically

1- التغلب على قيود ومشكلات المعدات والأجهزة أو نقصها (التصوير بكاميرا واحدة).

2- التغلب على مشكلات الاستمرار الزمني أو المكاني أو زاوية التصوير، ويمكننا بواسطة اللجوء إلى القطع المباشر (Cut) أن نخفي عدد السنوات التي انقضت أو عدم مرور الزمن، فضلاً عن أن هناك القطع القافز Jump cut، والقطع العكسي Reverse cut ، ويمكن استخدامهما ببراعة في هذا الصدد.

3- الحصول على لقطات نوعية (مميزة أو خاصة) Specific تتجاوز وعورة التضاريس أو امتداد المساحة أو الأعماق.

4- إتاحة الفرصة أو الوقت اللازم لتحقيق الانتقال من مكان إلى آخر (حركة المؤدي أو الكاميرا أو رافعة الميكرفون).

5- تحقيق المسافات المطلوبة لوضع الأجهزة والمعدات في الأماكن المناسبة والمحددة لها، وتفادي المشكلات التي تنتج عن ظهور الكاميرات أو الميكرفونات في الصورة.

6- خلق الخداع أو الوهم في الحالات التي يتعذر فيها تصوير غرض ما كما هو في الواقع، أو يكلف تصويره جهداً كبيراً أو نفقات باهظة (الحرائق - عبور المحيطات.. إلخ).

7- إجراء عمليات التركيب والتحليل والتأليف (تجميد الكادر - وضع الإطارات حول المرئيات.. إلخ).