وهي عصيات موجبة لكرام، تتواجد بصورة طبيعية في البيئة المحيطة (التربة بشكل خاص) وكذلك في امعاء الانسان والحيوان.

مطثيات الكزاز C. tetani

عصويات موجبة لكرام تمتاز بتكوينها للسبور الطرفي، وهي شائعة في التربة والغبار وبراز الحيوانات. ويؤدي تلوث الجروح التي توفر ظروف لاهوائية الى تنمية سبورات هذه البكتريا والاصابة بمرض الكزاز tetanus (النادر الى حد ما في الدول الغربية) الفتاك نسبيا. يحدث الموت في 11% من الحالات التي معظمها من المرضى المسنين (أكثر من 60 عام) .ومرض الكزاز معروف كذلك بالفك المغلق lock jaw" وذلك  لعدم قدرة المريض على فتح فمه نتيجة للشلل العضلي .وندرة هذا المرض متأتية من اللقاح الممتاز واكثر الحالات المشاهدة الآن هي في البالغين الذين لم يأخذوا اللقاح من قبل. وحاليا حوالي 60% من الحالات هي في البالغين ممن اعمارهم فوق الخمسين عاما .انخفض مرض الكزاز في الفترة بين 1947-2001 من حوالي 600 حالة الى 27 حالة في عام 2001. وقد خفضت اللقاحات حالات الكزاز الولادي neonatal tetanus في دول العالم المتطورة ومن بينها في الولايات المتحدة الامريكية حيث لم يلاحظ سوى حالتين حتى عام 1989، حيث ولدت الحالتين من أمين غير ملقحتين من قبل.

وتكون حالات الكزاز في دول العالم الثالث حوالي النصف في حديثي الولادة حيث يصابون عن طريق الحبل السري الذي يقطع بواسطة سكين ملوثة. مما ينتج عنه موت العديد من المولودين حديثا (حوالي 270 الف في عام 1998) . وهذا يحدث عندما لا يـ يوجد لدى الام وقاية مناعية (تلقيح) يمكن ان تعبر الى الاطفال الرضع.

شكل (1) مرض الكزاز عند الأطفال حديثي الولادة

شكل (2) ظاهرة الفك المغلق عن الاطفال بسبب الاصابة بالكزاز

وتحدث الاصابة عادة عندما يدخل السبور الى الجروح والخدوش scratches حيث تنمو وتنتج ذيفان الكزاز. وهذه البكتريا ليست من الانواع الغازية بل تبقى موضعيا في الجروح. كما يمكن ان ينتقل الكزاز ايضا بواسطة العقاقير التي تؤخذ عبر الوريد ويرتبط ذيفان التيتانوسبازمين tetanospasmin (exotoxin) الى مستقبلات كنکلیوساید ganglioside على العصبيات neurons المثبطة في الجهاز العصبي المركزي حيث يكون الكلاسين glycine هو الناقل العصبي الشائع. وهذا يوقف الانتقال الايعاز العصبي المندفع إلى العضلات مما يؤدي إلى شلل تشنجي spastic paralysis. ويمكن ان يعمل الذيفان عند الصفائح النهائية للعصب المحيطي الحركي peripheral motor nerve end plates، او الدماغ او الحبل الشوكي او الجهاز العصبي الودي. ولأن هذا المرض يتضمن اشتراك العصبيات المثبطة لذلك ينتج عنه تقلص العضلات.

وعموما فأن الشكل الأكثر شيوعا للكزاز هو ان المريض عادة يعاني من الفك المغلق lockjaw (كززtrismus)، وهو تصلب في عضلات الفك والذي ينتج عنه عدم القدرة على فتح الفم أو الابتلاع مما يؤدي إلى ظهور ابتسامة ساخرة (تكشيرة سردونية risus sardonicus ). وقد يتأثر الكلام نتيجة لتشنج الحبال الصوتية وان تقلص العضلات الشديد يمكن أن يتسبب حتى في كسر العظام وينتج عن ذلك في كثير من الأحيان تشنجات تدوم لدقائق على مدى أسابيع ويمكن أن تستمر إلى ان تحصل الوفاة. وفي الغالب يعاني المريض من الحمى (ترتفع من 2 إلى 4 درجات) مع التعرق، وارتفاع معدل ضربات القلب وضغط الدم. كما يمكن ان يعاني مرضى الكزاز الراقدين في المستشفى من الاصابات البكتيرية المرتبطة بالمستشفيات nosocomial infections. وغالبا ما يكون الالتهاب الرئوي من مضاعفات المرض المتأخرة.

تظهر اعراض الكزاز في المتوسط بعد حوالي ثمانية أيام من التعرض للإصابة بالكزاز (على الرغم من أن فترة الحضانة يمكن أن تكون قصيرة بقدر ثلاثة أيام وإذا طالت تكون بعد ثلاث أسابيع). ويبدو ان فترة الحضانة تعتمد على المسافة بين موقع الإصابة من الجهاز العصبي المركزي في حديثي الولادة متوسط فترة الكمون اسبوع تقريبا.

كما ان الكزاز الرأسي cephalic tetanus مرض نادر يشمل الأذن الوسطى. ويمكن أن تؤثر على أعصاب الجمجمة cranial nerves وان الكزاز المحلي هو نادر أيضا ويتجلى كتقلصات عضلية موضعية في منطقة الاصابة والحالات القاتلة منه تكون قليلة.

كما ان تلقيح الاطفال بذيفان الكزاز المضعف tetanus toxoid يمكن ان يزيل هذا المرض من المجتمع. ويتكون لقاح الكزاز من ذيفان الكزاز المضعف (باستخدام الفورمالين) والذي له القدرة على ان يحفز انتاج اجسام مضادة للذيفان anti-toxin antibodies ويمكن ان يأتي الذيفان في شكلين: راسب وسائل، والشكل الراسب منه يعجل التحويل المصلي بشكل أسرع ويرفع العيارية الضد سمية. وإذا تلقى الرضع نظام التلقيح بشكل كامل فيمكن ان تحقق له حماية بنسبة 100% تقريبا، كما ينبغي ان يأخذ الجرعة المعززة Boosters كل عشر سنوات.

شكل (3) شخص مصاب بالكزاز وتظهر عليه ظاهرة تقلص عضلات الفك والرقبة

والتشخيص عادة ما يعتمد على الاعراض السريرية ويمكن ان يستحصل على البكتيريا من الجروح فقط وفي حالات قليلة .

شكل (4) حالة متفاقمة للإصابة بالكزاز عند البالغين

المطثيات الحاطمة C. perfringens

تسبب هذه البكتريا مرض استعمار الجروح (الغرغرينا الغازية gas gangrene) بعد تلوثها بالتربة وبشكل اقل من القناة المعوية. واول ما لوحظت كان في زمن الحرب. ويشير مصطلح الغرغرينا الغازية إلى تورم الأنسجة نتيجة لإطلاق الغاز كأحد نواتج عمليات التخمير التي تقوم بها المطثيات والغرغرينا الغازية هو من نوع الغرغرينا الرطبة وعلى النقيض من الغرغرينا الجافة التي لا تسببها اصابة بكتيرية.

 تنتج البكتريا انزيمات عديدة محللة للأنسجة تشمل انزيم Lecithinase (وهو عبارة عن (alpha toxin وكذلك انزيمات محللة للبروتينات والسكريات .وينتج عن هذا المرض تنخر وتدمير الأوعية الدموية والأنسجة المحيطة بها، وخصوصا العضلات .يكون هذا الضرر بيئة لاهوائية في الأنسجة المجاورة وهكذا ينتشر الكائن بشكل منتظم. ويمكن ان تحدث الوفاة في غضون يومين. يستخدم في الوقت الحاضر العلاج بالأجسام المضادة للذيفانات بالإضافة الى المضادات الحيوية مع ازالة الانسجة المتضررة، ويعتبر هذا العلاج فعال الى الحد الذي جعل عملية بتر الاعضاء والموت بسببه نادر الحدوث.

 إنتاج ليسيثينيز Lecithinase بشكل فعال في مختبرات تشخيص هذه البكتريا. وتعتبر هذه البكتريا من المسببات المهمة للتسمم الغذائي التي تسبها سلالاتها المنتجة للذيفانات المعوية enterotoxin.

الشكل (5) الغرغرينة الغازية في الارجل

المطثيات الوشيقية botulinum .C

يعتبر التسمم الوشيقي نادر ولكنه أحد الاشكال القاتلة للتسمم الغذائي ويسببه ذيفان خارجي قوي يدعى بالذيفان الوشيقي botulinum toxin. يرتبط هذا الذيفان الى مستقبلات على الاعصاب المحيطية peripheral nerves حيث يكون acetylcholine هو الناقل العصبي. ويعمل هذا الذيفان على تثبيط اندفاع الايعاز العصبي مما ينتج عنه شلل انبساطي (رخو) flaccid paralysis وغالبا الموت الناتج من فشل الجهاز التنفسي او القلبي .لا تنو هذه البكتريا في الجهاز المعوي لذلك فهى تصنع الذيفان بشكل مسبق خلال فترة نمو السبور البكتيري المتواجد في علب الطعام الغير معقمة بشكل جيد (خصوصا في المنازل).

كما يمكن ان تصاب الجروح بالبكتريا الوشيقية ولكنه نادر الحدوث.

لا تستطيع بكتريا المطئيات الوشيقية C.botulinum  النمو بسهولة في القناة المعوية وذلك لتنافسها مع النبيت الطبيعي بالإضافة الى احتياجها الظروف اللاهوائية وبيئة منخفضة الحموضة. ويمكن ان يظهر الاستعمار بالمطثيات الوشيقية في الاطفال حديثي الولادة وذلك لكون النبيت الطبيعي لا يزال لم ينشأ بعد. مع ان التسمم الوشيقي في الرضع غير شائع الا انه يعتبر الآن أكثر اشكاله انتشارا. ففي الولايات المتحدة الامريكية هنالك حوالي 100 حالة تسمم وشيقي في السنة بحيث ان %75 منهم اطفال رضع و 25% منه متأتي من غذاء ملوث. وهنا يجب ان تعرف ان سبورات هذه البكتريا لها القدرة على البقاء لعدة سنوات.

وتظهر اعراض التسمم الوشيقي بعد تناول الغذاء الملوث بيوم او يومين ولكن احيانا تأخذ فترة اطول تمتد الى اسبوع قبل ان تظهر. وتتمثل الاعراض بتأثر الرؤية والبلع وقد يصاب المريض بالغثيان والامساك، يتبعه شلل العضلات الذي يبدأ عادة في الرأس، وعندما يصل التأثير الى عضلات الجهاز التنفسي ويكون نتيجتها الوفاة. طالما أن البكتيريا لا تنمو في الأمعاء الغليظة للناضجين، فإنه يمكن للرضع ان استيعاب سبورات هذه البكتريا الموجودة في كل مكان في البيئة مثل أكل العسل الملوث بالسبورات والذي يعتبر احد تلك المصادر .والاعراض المبكرة له هنا هي الامساك والشعور بالضيق العام، مع شلل العضلات وصعوبة البلع وشلل في عضلات الرأس بحيث يؤدي إلى ما يسمى بأعراض الطفل المرن floppy baby symptoms المميزة. كما ان ضعف عضلات الجهاز التنفسي يؤدي إلى صعوبات في التنفس وربما حتى الموت. وعندما تصاب الجروح الشديدة فأن الظروف مواتية لنمو المطثيات مما تؤدي إلى أعراض مشابهة للتسمم الغذائي بالمطثيات إلا أن الجهاز المعوي لا يشارك فيه.

وتستخدم الحقنة الشرجية في علاج البالغين لتنظيف القناة المعوية من الذيفان وحقن الجسم بالاجسام المضادة للذيفان (التي تنتج في الخيول). ومن المهم أن تعطى الاجسام المضادة للذيفان في وقت مبكر لتحييده وحماية النهايات العصبية من التضرر. ولا تستخدم الاجسام المضادة للذيفان المستمدة من الخيول مع الرضع الذين اصيبو به، ويستخدم بدلا من ذلك الغلوبيولين المناعي البشري المضاد للذيفان الوشيقي. ولا تستخدم المضادات الحيوية لعلاج التسمم الغذائي، على الرغم من أنها قد تستخدم لعلاج  الاصابات الثانوية، وذلك بسبب احتمال حدوث مزيد من الذيفانات المتحرر نتيجة لتحلل البكتريا. ويستند علاج الاطفال الرضع في مساعدتهم على التنفس ومن خلال أنبوب التغذية. ويمكن ان يتطلب علاج البالغين أيضا جهاز للتنفس الصناعي وربما وضع قصبة هوائية من خلال شق الرغامي tracheotomy.

وعادة ما يحدث الشفاء التام من التسمم الغذائي خلال أشهر وهي الفترة التي تحتاجها لاستبدال النهايات العصبية التالفة.

الشكل (6) - سبورات بكتريا C. botulinum الداخلية والحرة

المطثيات العنيدة C. difficile.

تتواجد هذه البكتيريا في الجهاز المعوي للعديد من الاطفال لذا يمكن ان تنموا فيه وتستعمره خصوصا عندما يستبدل النبيت الطبيعي للأمعاء عند استخدام العلاج بالمضادات الحيوية. وتعتبر المطثيات العنيدة C. difficile منتجة للذيفان المعوي لذا يمكن ان يؤدي الى التهاب القولون الغشائي الكاذب pseudomembranous colitis. وتشمل الأعراض تقلصات في البطن واسهال مائي يبدء بعد بضعة الأيام (4-8) من بدء العلاج بالمضادات الحيوية. وفي الحالات الخفيفة من الاصابة بهذا البكتريا لا نجد هناك دم في الإسهال، ولكن في الحالات الشديدة منه، يمكن ان يحصل اسهال دموي وانتفاخ البطن والحمى. ويشمل العلاج وقف استخدام المضادات الحيوية مثل أمبيسيلين ampicillin. ولكن تتطلب الحالات الشديدة العلاج بمضادات حيوية خاصة مثل الفانكومايسين vancomycin.