تأهيل الحشرات لمنافسة الإنسان

الحشرات منافس خطير للإنسان ، ولقد انتصر هذا المنافس على الإنسان في مناطق كثيرة في العالم ومازالت المنافسة قائمة بين الحشرات من جهة القوى.

وترجع هذه العوامل إلى :-

أ - عوامل انتشار الحشرات

بعضها يرجع إلى سعى الإنسان الدائب لتحسين مستوى المعيشة وتقدم المواصلات براً وبحراً وجواً هيا دون أن يدرى الإنسان ظروفاً مناسبة لانتشارها ولا ننسى أن الإنسان نفسه عائل من عوائل هذه الحشرات .

ب - صفات أخرى متعلقة بالحشرة نفسها

(1) صغر الحجم : هذا يجعلها تلتقى بكميات قليله من الطعام والماء ويجعلها تأوي الى مخابئ لا تستطيع غيرها من الحيوانات أن يشاركها فيها ، وصغر الحجم يساعدها على خفة الحركة والنشاط ومع أن حجمها صغيراً إلا أنها قوية ، فالنملة قادرة على حمل كتلة من الغذاء تصل أضعاف وزنها عدة مرات ، والبرغوت يستطيع القفز لأى ارتفاع يفوق طوله عشرات المرات ، والإنسان لا يستطيع أن يصل من وجهة النظر هذه الى قوة الحشرة أو خفتها.

(2) هيكلها الخارجي Exoskeleton صلب ومرن في آن واحد مع خفته يقاوم الصدمات ولا تؤثر فيه المؤثرات الكيماوية كالمذيبات العضوية والأحماض المعدنية المخففة .

(3) تعدد صور ونماذج تكاثر الحشرات من ولادة الى وضع بيض بكثرة وقد تتوالد الأطوار الغير كاملة كالعذارى واليرقات ، ويبلغ عدد الأجيال لبعض الحشرات كالمن 50 جيلاً في السنة ، وللحشرات قدرة تناسلية عالية جداً فذبابة الدروسوفيلا لها 25 جيلاً في السنة وتضع كل أنثى جيلاً في السنة وتضع كل أنثى 100 بيضة يفقس ما يقرب من نصفها ذكوراً والنصف الآخر إناث ، ولقد تخيل بعض العلماء أننا لو تركنا زوج واحد من الذباب المنزلي يتناسل في إبريل وعاش جميع أفراد نسله لبلغ عدده في أواخر أغسطس ما يكفى لتغطية سطح الكرة الأرضية بذباب عمقه 16 متراً وهذا بالطبع تخيل نظري ويمكن حدوثه لولا تدخل العوامل الطبيعية والبيئية للحد من هذا التكاثر وحفظ التوازن في البيئة بين أنواع المخلوقات المختلفة .

4) فاقت حشرات كثيرة في معيشتها . معيشة الإنسان . فالنحل العادي ونحل العسل والزنابير والنمل الأبيض تعيش معيشه اجتماعية متقدمة ، فاقت بعض النظم الاجتماعية البشرية فهي تتحكم في غرائزها الجنسية وتختزن الغذاء لوقت الحاجه في الشتاء .

5) للكثير من الحشرات وسائل دفاع فعاله ضد أعدائها ، فبعضها يهرب بسرعة وبعضها يتظاهر بالموت عند إزعاجها وتبقى عديمة الحركة كما في الخنافس وبعضها يقرر مواد ذات رائحة كريهة لطرد العدو وبعضها له آلات لسع خاصة للدفاع عن نفسها كالنحل والزنابير ولكثير من يرقات الأجنحة شعور لاسعة جوفاء عند قواعدها غدد تفرز مواد مهيجة للجلد عند لمسها.

6) المواءمة Adaptability ميزة في الحشرات عن غيرها من الحيوانات، فالحشرات يمكنها أن تعيش في بيئات متنوعة على مواد غذائية مختلفة وتحت ظروف جد متناقضة . وليس غريبا بعد ذلك أن ترى الحشرات في كل بيئة تنبض بالحياة ، وأنها تغزو مناطق الأرض على سعتها وتباين أجوائها وتتعدد حواضن طفيلياتها من حيوان ونبات . وقد يبدو خيالياً أن يقال أن هناك حشرات تتحمل درجات من الحرارة تقل خمسين درجة عن الصفر المئوي ، بينما تعيش أخرى في صحراء تصل درجة الحرارة فيها إلى سنتين درجة فوق الصفر المئوي . كما أن يرقات بعض أنواع الذباب شوهدت حية في برك البترول كما وجدت بعض الخنافس في مواد كيماوية بعضها سام .

7) الاصرار Persistence أو تصميم بعض الحشرات على تنفيذ غرضها في الوصول الى غذائها حتى ولو كلفها ذلك حياتها . والذباب مثل حي لهذه الظاهرة ، ولو تجمعت حشراته على قطعة حلوى ثم طردتها مرات ومرات ، فأنها تعاود الكرة باستمرار إلا أن يحال بينها وبين إلحاحها في الحصول على غذائها ولو بموتها.

8) كثرة المفاصل في الجسم وتكوينه من حلقات وعقل تسمح للحشرة بالحركة اليسيرة وقدرتها على الطيران بجانب القدرة على المشي السريع يجعل الحشرات فريدة بين كل الحيوانات الافقارية بهده الميزة.

9) للحشرات غدد تفرز مواد ذات أثر جاذب للجنسين لها أصوات ونداءات مختلفة على الشق الأخر . مما يجعل لقاء الجنسين والتناسل أمرا هينا مهما ترامت المسافة بينهما .

ويبقى سؤال نطرحه : من الذي سينتصر في المنافسة .. الإنسان أم الحشرات ؟

نأمل أن تبذل الجهود لدراسة الحشرات ومكافحتها واستغلال وتوجيه الحشرات النافعة ليتمكن الانسان من السيادة على الأرض وهذا وضعه الطبيعي بين كل مخلوقات الله سبحانه وتعالى و(الشكل التالي) صورة تخيلية تبين مدى منافسة الحشرات للإنسان . ونكرر من الذى سينتصر في النهاية الإنسان أو الحشرات !

صورة تخيلية تبين مدى منافسة الحشرات للإنسان

والسؤال المطروح : من الذى سينتصر في النهاية الحشرات أم الإنسان ؟