تخطيط السياحة في المدن عملية واسعة الحدود من حيث المضمون والاختصاصات والمجالات وهي مهمة وترتبط بقطاع السياحة في البلد بشكل عام باعتبارها مقاصد سياحية بحد ذاتها، وخاصة العواصم والمدن الكبيرة، وذلك لما تحويه من مقومات ومعالم سياحية وتسهيلات وخدمات مثل نمط العمارة - التسويق - المطاعم المتنوعة - البيئة الحضارية - الخدمات الإنسانية - التسالي - الأعمال - المراكز الحكومية - المؤسسات التعليمية ومراكز البحوث - مقرات المؤتمرات والاجتماعية الكبيرة - المتاحف - المسارح - المدن القديمة – المناسبات والاحتفالات. وغالباً ما يتجه السياح الأفراد إلى المدن الرئيسية في العالم للتمتع بما تمتلكه من تسهيلات وخدمات، لكن التنمية السياحية في المدن تتضمن بعض الصعوبات في مجال البيئة الكثافة والاستخدام الكثيف للموارد السياحية، ووجود أولويات في مجال استخدام الأرض قد تعيق تخصيصها للاستخدام السياحي، كما ان الاختلاف في حجم وطابع المدن والبلدات يضطر المخططين أحياناً إلى وضع خاصة لها وفق خصائصها، لكنها تبقى في إطار الخطة الإقليمية والوطنية. ومن ناحية أخرى تعتبر المدن والبلدات نقاط دخول للبلد وانطلاق منها المعالم السياحة التي يملكها وتكون مجهزة للسياحة إجراءات التخطيط للتنمية السياحية في الحضر تتم عادة وفق المنهج العام للتخطيط مسح تقييم أهداف لكن إغناء العرض السياحي المتوفر بمشاريع ومنشآت مبتكرة انتشر في ميادين السياحة في العالم، وأصبحت ضمن المعالم السياحية بل ومن البارز فيها مثل: مدن الملاهي الأبراج، حدائق الحيوان المطلات الجولات المنظمة المناسبات العروض الفلكلورية، الشوارع والأسواق المسلية مقاهي الرصيف الكورنيش النهري أو البحري، الملاهي الكازينوهات. وهي متنوعة وتجذب السياح وتزيد من معدلات إنفاقها ومتوسط فترة إقامتهم. المدن التاريخية أو المناطق التاريخية ضمنها إذا تم إعدادها للعرض السياحي فإنها تعتبر أساساً معالم سياحية هامة فيها، والمحافظة على تلك المناطق والمباني التراثية ضمنها بشكل خاص يبرز الأصول الحضارية للشعب والمنطقة، لكن التعامل مع تلك المعالم يقتضي الاستعانة بالمختصين والفنيين، وأحياناً بالحرفيين الماهرين من السكان المحليين إلى جانب المهندسين والمخططين، ويتضمن التخطيط اعتبارات المحافظة على الطابع الأصلي في الترميم والإصلاح، ووضع ضوابط الاستخدام بالنسبة لمرور الآليات وخاصة عندما تكون المنطقة واسعة وحساسة كما يجب أن تتم المحافظة على تكوينها الأصلي من حيث إبقاء الأزقة الضيقة والخصائص الأساسية التنظيمية والمعمارية للأبنية وواجباتها ونماذج أبوابها ونوافذها والبلاكين ومكوناتها الداخلية التراثية بحرة، نباتات خاصة الوان الزجاج، نقوش ورسوم بعض الأبنية التراثية والتاريخية يمكن الاستفادة منها بتوظيفها سياحياً وفق قواعد مناسبة لنوعيتها ومكوناتها، فقد تستخدم كمتاحف أو مركز مهن أنواع السياح يدوية وصناعات تقليدية، أو حتى كخدمات سياحية مثل مطعم أو فندق أو مسرح فلكلوري. وتؤكد تجارب دول عديدة النجاح الباهر لذلك التوجه والفائدة الاقتصادية منها، لأن معظم روادها هم من السياح ذوي متوسط الإنفاق العالمي. ولأهمية تلك المناطق توضح ضوابط وتعليمات صارمة تمنع أي تغيير في تلك المناطق دون إذن مسبق، وأن يكون تحت إشراف مباشر، ولهذا يمنح أصحاب تلك المباني تسهيلات وحوافز للمحافظة عليها، مثل الإعفاء من الضرائب أو قد تتحمل الحكومة نفقات الترميم والإصلاح لتلك المباني، وعندما تقضي الضرورة إقامة بناء جديد داخل تلك المنطقة فيجب أن يكون طراز البناء متوافقاً مع النسيج العمراني والتاريخي لها والفوائد والعوائد الاقتصادية من توظيف تلك المناطق سياحيا ستعود على سكان تلك المنطقة وعلى البلد بشكل عام، وتساعد في الترميم والإصلاح والمحافظة عليها كمعالم سياحية في المدينة أو البلدة.

  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (2) صلاح الدين خريوطي السياحة المستدامة، دار الرقماء دمشق الطبعة الأولى، 2004، ص 95-98