الحملة الكبرى التي أرسلها «سنوسرت الأوَّل» لفتح بلاد النوبة العليا |
66
01:42 صباحاً
التاريخ: 2025-01-29
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-07
1042
التاريخ: 2023-09-16
1263
التاريخ: 2024-04-09
1106
التاريخ: 2023-07-22
1180
|
وتعد الحملة التي قام بها «سنوسرت الأوَّل» حتى «الشلال الثالث» من أهم الحملات التي قام بها ملوك الأسرة الثانية عشرة. ولا نعلم على وجه التأكيد إذا كانت الحملة السالفة الذكر وهي التي كما قلنا ذهب فيها ليضرب أهل «كوش» التعساء هي نفس الحملة التي قام بها في السنة الثامنة عشرة من حكمه أم غيرها. وكان غرضه من هذه الحملة إخضاع قبائل السودان وتثبيت حدود مصر الجنوبية إلى نقطة تبعد نحو 250 كيلو مترًا من جنوبي «وادي حلفا» التي تعتبر الآن الحد الشمالِي لبلاد السودان وبذلك تصبح كل بلاد النوبة السفلى وشمال السودان خالية من كل اعتداء أو غزو من جهة السود. وهذه الحملة التي قامت في السنة الثامنة عشرة من حكم هذا الفرعون كانت بقيادة قائد يُدعى «منتوحتب» الذي ترك لنا نقشًا في معبد «بهين» ﺑ «وادي حلفا» مُثِّلَ في أعلاه «سنوسرت الأوَّل» واقفًا أمام إله الحرب «منتو» الذي يقول للملك: «أحضرت كل أعمالك التي في النوبة تحت قدميك يأيها الإله الطيب». ويُشَاهَدُ بعد ذلك الإله يقود للفرعون عشرة أسرى من النوبيين كل منهم يمثل قبيلة. ونفهم من مغزى ما بقي من نقوش هذا المتن أن المقصود من هذه الغزوة هو قهر بلاد النوبة العليا وإذلالها، ويؤكد ذلك وجود هذه اللوحة في «بهين». وتدل نتائج أعمال الحفر في هذه الجهة على أنه من المرجح جدًّا أن المصريين كانوا قد أقاموا حصنًا في هذه الجهة. ويدل على ذلك أيضًا وجود نقش لمشرف على جنود ومشرف على مجندين وقائد جيش من عهد «سنوسرت الأوَّل» فنقرأ في سطوره الأخيرة الممزقة ذكر حصن ويحتمل كذلك الإشارة إلى حراسة حدود، وتدل نتائج الحفر في حصون بلاد النوبة الأخرى وبخاصة حصن «كوبان» على أن بلاد النوبة كانت فعلًا محتلة عسكريًّا في عهد «سنوسرت الأوَّل» وكان مسيطرًا عليها بوساطة الحصون، وإنه لمن المعقول التسليم بأن هذه الحصون قد تم بناؤها في زمن هذه الحملة التي قهر فيها أهل بلاد النوبة.
ومن المحتمل أنه قد أقيمت لوحة على مسافة عشرين كيلو مترًا من الجنوب الغربي من «أسوان» عُثِرَ عليها في قلب الصحراء بأمر ملكي غير أنه لم ينقش على هذه اللوحة طُغْرَاءُ الملك وكل ما نقش عليها هو السنة الثامنة عشرة ورسم رجل مسلح بالقوس والنشاب يقود أمامه أسيرًا. وتدل شواهد الأحوال على أن المصريين قد استعملوا العسف في فتح بلاد النوبة السفلى كما حدث ذلك في عهد الدولة الحديثة فيما بعدُ، فقد كان هَمُّ الفاتحين استغلال أهالي البلاد؛ ولذلك نجد النوبي الذي كان مستعدًّا لأن يعمل للمصري قد أصبح يُعَامَلُ معاملة العدو فيقول «سنوسرت الأوَّل»: «إن كل نوبي سيدفع الجزية بمثابة خادم ويعمل على حسب مشيئة هذا الإله تمامًا ستبقى سلالته أبدية، وبعبارة أخرى على كل نوبي أن يسير سيرًا حسنا في تقديم محصولاته لمصر.
واللوحة التي جاء فيها هذا النص عُثِرَ عليها في «وادي الهودي» على مسافة 28 كيلو مترًا في الجنوب الشرقي من «أسوان» وعلى مسافة 26 كيلو مترًا شرقي وادي النيل على مقربة من «دبود» وهو خاص بحملة كان قد أرسلها الفرعون للحصول على حجر الأمتست.
وعُثِرَ كذلك على لوحتين أخريين بالقرب من السابقة لأفراد مُؤَرَّخَتَيْنِ بالسنة التاسعة والعشرين من حكم «سنوسرت الأوَّل». والظاهر أنه قد أُرْسِلَتْ حملتان في نفس هذه الجهة كما يدل على ذلك نقشان عُثِرَ عليهما في «دبود» و«دهميت» مما يدل على أن هذه الطريق كانت هي المفضلة إلى الجهات التي يمكن استغلالها من هذا الجزء من بلاد النوبة. ويرجع نقش «دبود» إلى عهد الملك «أمنمحات الثاني» والآخر أُرِّخَ بالسنة الحادية عشرة من عهد الملك «أمنمحات الثالث».46 ومما يُؤْسَفُ له أن كلا النقشين وُجِدَ في حالة سيئة، غير أنه كان في الإمكان معرفة أنهما خاصَّان باستخراج الأمتست. وقد ذُكِرَ على كل منهما اسم رجل يُدْعَى «حنو». وهذا الرجل بعينه قد ذُكِرَ على صخور المحاجر الواقعة في الشمال الغربي من «توشكى» وكذلك يوجد فضلًا عن ذلك نقش آخر مُؤَرَّخٌ بالسنة العشرين الشهر الثاني من فصل «أخت» من حكم الملك «سنوسرت الأوَّل». وكذلك جاء اسم «سنوسرت الأول» على قطعة مثقال وزن عثر عليها في حصن «كوبان».
وأخيرًا وُجِدَتْ مائدة قربان باسم هذا الفرعون عُثِرَ عليها في بيت في جزيرة «أرقو» وهي الآن بمتحف بمديرية «مروي»، ومن المحتمل أنه أتى بها من «كرمة» ولكن المرجح أنها من «جزيرة أرقو».
|
|
خطر خفي في أكياس الشاي يمكن أن يضر صحتك على المدى البعيد
|
|
|
|
|
ماذا نعرف عن الطائرة الأميركية المحطمة CRJ-700؟
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة يستقبل المتولّي الشرعي للعتبة الرضوية المطهّرة والوفد المرافق له
|
|
|