تقع منابع كل من نهري دجلة والفرات في الاراضي التركية ثم يستمر مجراهما في دولتين عربيتين وهما سوريا والعراق، حيث يبلغ تعداد السكان بهما حوالي 35 مليون نسمة. علاوة على الحدود الواقعة بين سوريا والعراق التي لا تعتبر على اي حال حدوداً تنعم بالهدوء. فإن النهرين يعبران حدوداً يزيد موقعها الجغرافي كثيرا من المشاكل بين تركيا من جهة وسوريا والعراق من جهة أخرى. بالإضافة إلى ما يتعلق بحدود دولية بين دول ثلاث مستقلة، فأن الحدود التركية العربية تمتد متجهة نحو الشمال الشرقي لتشمل أيضا الحدود الفاصلة بين تركيا وإيران وتقسم كردستان إلى عدة أقاليم تركية وسوريه وعراقية وإيرانية ويشكل ذلك الواقع الجغرافي مصدرا لتعقيد الخريطة الجغرافية في هذه المنطقة من العالم. ويتضح هذا التعقيد عند دراسة الخريطة الهيد وسياسية لحوض دجلة والفرات. مع أن معدل هطول الأمطار مرتفع للغاية في المنابع التركية والإيرانية حيث يبلغ 1200 مليمتر فى العام، إلا انه متواضع في بقية أنحاء الحوض حيث ينخفض من الشمال الغربي في اتجاه الجنوب الشرقي ليسجل معدلا يبلغ فى المتوسط 200 مليمتر في العام جنوب العراق.

1- الفرات: يلتقي نهري دجلة والفرات بالعراق، ويصب في مهبطهما المشترك نهر القارون الذي تغذيه منابع إيرانية وعراقية. وتتلاقى الأنهار الثلاثة معا في شط العرب بسعة 43.8 كيلو متر مربع لتصب في الخليج العربي الفارسي.

ويبلغ طول نهر الفرات 2215 كيلومترا ( 400 في تركيا ،  475) في سوريا ، 1400 في العراق وإيراد الفرات السنوي من المياه هو 31.82 مليار متر مكعب في المتوسط . ويبغ الحد الأدنى للنهر 16.871 مليار متر مكعب في السنة في مقابل 43.457 مليار متر مكعب كحد أقصى سنويا. ويقدر متوسط إيراد النهر السنوي عند الحدود السورية التركية بحوالي 30.4 مليار متر مكعب فى العام ويشارك كلا من تركيا وسوريا على التوالي في متوسط هذا الإيراد بنسب 88، 12% على التوالي. أما العراق والعربية السورية فلا يساهمان في فيضان نهر الفرات إلا بقدر قليل.

2- دجلة : يبلغ طول نهر دجلة 1718 كيلو متر ومساحة حوضه 258 ألف كيلو متر مربع. متوسط الإيراد السنوي لنهر دجلة يتراوح ما بين 47 49.7 مليار متر مكعب في العام. ويقدر متوسط إيراد دجلة عند الحدود التركية ب 16.8 مليار (18.5 مليار في الموصل) علماً بأن روافده في إيران تزوده بحوالي 26.7 مليار متر مكعب. اما باقی الإيراد فتوفره الروافد العراقية بما في ذلك تلك التي تقع مصادرها جغرافيا داخل إيران وهي الأدهم والزاب الصغير والزاب الكبير ونهر ديالي . وعلى نقيض نهر الفرات فأن حصة فيضان دجلة الوافدة من تركيا لا تمثل سوى 45% من المجموع. فبينما لا تستطيع تركيا التدخل سوى جزئيا فيما يتعلق بمجرى نهر دجلة وإيراده إلا إنها تتحكم تماماً فى التصرف في فيضان نهر الفرات وهي تغذى إيراده بنسبة 88%. مع أن هناك بعض الإنشاءات القائمة أو الجاري تنفيذها على نهر دجلة، خارج نطاق جزئه التركي إلا أن السيطرة على مجراه تواجه عقبات وذلك بسبب انحداره الشديد وطوبوغرافيته المتميزة بوعورة تضاريسها. وينطبق ذلك تقريباً على كل الروافد الإيرانية والعراقية للنهر إذ أنها تزوده بما يزيد عن نصف إيراده السنوي. ويبين الجدول التالي بيانات عن دجلة والفرات وأن كان هناك بعض الاختلاف لما سبق ذكره يبلغ الإيراد السنوي لنهر قارون الواقع أسفل مجرى دجلة 15.5 مليار متر ولو ادمج في إيراد النهر موارد الروافد الرئيسية الخابور 1.5 مليون متر مكعب والساحور (90) مليون متر مكعب والبليغ (150) مليون متر مكعب لوجدنا أن اكثر من 98% من إيراد الفرات يأتي من تركيا .