أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-01-08
147
التاريخ: 2023-07-27
2722
التاريخ: 2024-12-30
305
التاريخ: 2024-05-28
1060
|
الواقع أننا لا نعرف إلا القليل عن المعاملات التجارية بين مصر وبلاد النوبة في هذا العهد، والظاهر أن هذه المعاملات في بادئ الأمر قد ظهرت عندما كانت الروابط السياسية تسير على سبيل الود والمصافاة، وكان قوامها المنفعة المتبادلة بين البلدين، فكان المصري يدفع للمواطن النوبي أجره على الأعمال التي يؤديها له، كما كان يشتري منه البضائع الغفل التي لم يجنها بنفسه، وعندما تَأَزَّمَتِ الأحوال السياسية بين القطرين فيما بعدُ، كان لزامًا على النوبي أن يدفع جزية تُدْعَى «تنجو» لمرور تجارته عند الحدود.
وليس لدينا في مقابر المجموعة الثقافية «ب B» الفقيرة من مواد التجارة إلا أشياء قليلة مستوردة من الصناعات التي كانت تتبادل بين مصر وبلاد النوبة في هذا العهد، فالأواني المصنوعة من الحجر كانت معدومة بالمرة، ولم يوجد الخرز ضمن محتويات أثاث المقابر إلا نادرًا وكان بسيطًا في صنعه مع أنه كان من الممكن وضع أشياء ثمينة مع الموتى. ولم يذكر لنا المصري نفسه في نقوشه التي تركها لنا إلا ما جاء في فقرة واحدة في نقوش «سبني» التي تركها لنا عن رحلته التي قام بها لإحضار جثة والده، ولكن مما يُؤْسَفُ له أن الكلمة الحاسمة الهامة في هذا النقش وجدت مهمشة، وعلى ذلك فإن المعنى ليس مؤكدًا على الوجه الأكمل. وهاك ما وجد فيها: «قائد السفينة «أنتف» و … ينادون: إن السمير الوحيد والمرتل «مخو» والد «سبني» قد مات وقد أخذت جنودًا من إقطاعيتي ومئة حمار معي محملة بزيت العطور والشهد والملابس وأشياء من الفخار المصقول وأوانيَ من المرمر لِأُرَفِّهَ بها عن أهل هذه الأرض الأجنبية (؟)». ولسنا على بينة تامة من أن هذه السلع التي حملها معه «سبني» كانت للاتِّجار فيها مع بلاد النوبة، ولكن شواهد الأحوال تدل على أنها كانت للتجارة، وعلى هذا فإن المتن الذي نتحدث عنه هنا له قيمة عظيمة جدًّا لأنه ذكر لنا محاصيل لم نجدها في هذا العصر في قبور بلاد النوبة مثل الملابس وزيت العطور والشهد.
ومن بين المحاصيل الطبعية الحبوب، وهذه كانت من الأشياء التي يرحب بها السكان الذين كانوا فقراء نسبيًّا، وبخاصة أنهم كانوا لا يميلون للزراعة في بلاد النوبة السفلى. ويتفق مع ذلك في عصرنا الحالي وصف «بورخارت» في رحلته التي قام بها في هذه الجهات في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي. فقد كان في مقدور هذا الرحالة أن يشتري حب الأهلين عندما كان يقود البعث الذي جاء على رأسه لارتياد مجاهل هذه البلاد بما كان قد جلبه معه من مصر من مقادير عظيمة من الحبوب إلى بلاد النوبة، حيث كان لا يزرع فيها إلا في الأماكن الخصبة على شاطئ النهر وهي قليلة. هذا ولم يوجد في المقابر التي عثر عليها من هذا العهد (الدولة القديمة) ما يدل على أنه كانت توجد تجارة في مثل هذه المادة كما كان في ذلك منتظرًا.
|
|
هل تعرف كيف يؤثر الطقس على ضغط إطارات سيارتك؟ إليك الإجابة
|
|
|
|
|
معهد القرآن الكريم النسوي يقدم خدماته لزائري الإمام الكاظم (عليه السلام)
|
|
|