وتتأثر أوربا مناخياً بأربع مناطق للضغط الجوى تتمثل في النطاق الأول وهو نطاق الضغط المرتفع الأزوري الدائم على المحيط الأطلسي الشمالي. والنطاق الثاني هو الضغط المنخفض الأيسلندي الدائم بشمال المحيط الأطلسي حول جزيرة أيسلندا Iceland شمال النطاق السابق، وحيث تلتقي التيارات القطبية الباردة بالرياح الغربية الدفيئة آتية من الضغط الآزوري حول جزر أزور Azores عند الخط عرض 40 شمالاً، ومساحة الضغط الأيسلندي المنخفض تنكمش صيفاً وتتسع شتاء حتى سواحل أسبانيا وتتحرك الأعاصير الناشئة من هذا انظام صوب شرق أوربا ولا سيما في الشتاء. وتتخذ مسالك خطوط الأعاصير. ويخضع غرب أوربا لتأثيرها طول العام بينما يمتد نفوذها شرقاً فى فصل الصيف. ونطاق الضغط الجوى الثالث ممثلاً في الضغط المرتفع شتاء على وسط وشمال آسيا لانخفاض حرارتها فتتكون كتلة عظيمة من الهواء البارد الجاف. ويمتد تأثيرها نحو أوربا المجاورة فى هيئة لسان من الضغط المرتفع. فتقف هذه الرياح الشرقية الجافة أمام الرياح الغربية الاعصارية التى تتركز في وسط وغرب وشمال أوروبا كما تمتد الأعاصير على جنوب الأوروبى شتاء بوجه خاص فيسود مناخ البحر المتوسط بمميزاته المعروفة.

والنطاق الرابع هو الضغط الجوى المنخفض صيفاً على جنوب غرب آسيا. مركزاً على شمال غرب الهند والأراضي المجاورة. ويمتد تأثير هذا النطاق حتى شرق حوض البحر المتوسط وكل جنوب شرقي أوربا. إذ تهب رياح غربية وشمالية غربية جافة عند وصولها إلى هذا الإقليم بعد عبورها للأراضي الأوربية.

هذا ونشير إلى مدى تأثير تيار الخليج الدافئ الذي تدفعه الرياح الغربية والجنوبية الغربية شتاء فى المحيط الأطلسي الشمالي نحو سواحل غرب وشمال أوربا فتظل موانيها مفتوحة طوال الشتاء بفضل دفئ مياه هذا التيار البحري .