تعتبر المساحة الجوية أحدث فروع علم المساحة التي يستخدم فيها التصوير الجوي بواسطة الطائرات. ويعتبر المسح الجوي الطريقة الوحيدة لرسم خرائط للمناطق التي لا يمكن الوصول إليها، وللمناطق المتسعة التي يصعب إجراء المسح الأرضي بها لزيادة تكاليفه أو لصعوبة التنقل فيها كمناطق للغابات والأراضي الوعرة والمستنقعات. وقد بدأ تقدم هذا الفرع من المساحة تقدماً سريعاً بعد الحرب العالمية الثانية. كما أنه يستخدم الآن في عمل خرائط مواقع المشروعات الهندسية الكبيرة كالخزانات والسدود الضخمة وفي رسم خرائط طبوغرافية وخرائط كتنورية كبيرة المقياس، وكذلك في رسم خرائط جيولوجية وخرائط تصنيف التربة وخرائط حصر المحاصيل الزراعية وكلها خرائط يستفاد بها في الدراسات الجغرافية الطبيعية ويحتاج هذا النوع من المساحة إلى عمل مكتبي يستنفذ وقتاً طويلاً، كما يتطلب حسابات كثيرة ودقيقة، فضلاً عن أنه يستخدم أجهزة أكثر تعقيداً من أنواع المساحة الأخرى.

والهدف الأساسي من هذا الباب ليس هو التعرف على الفن المساحي وأسسه الرياضية، الذي هو من صميم عمل المهندس الذي لا بد له من الإلمام بطرق وفن معالجة المشاكل المختلفة المتصلة بهذا العلم ولكننا نقصد به التعرف على بعض العمليات المساحية البسيطة والميسرة التي يقدر على تنفيذها الجغرافي عندما يتطلب الأمر ذلك. وعليه فإن هذا الباب سوف يركز الاهتمام على بعض طرق المساحة الأرضية والمساحة الجوية فقط كإطار عام لرسم الخرائط دون الدخول في التفاصيل والتي يمكن أن تبعدنا عن الهدف الأساسي للمنهج.