المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



مرحلة الروضة (٣-٥ سنوات): تعلم إدارة الذات  
  
91   08:16 صباحاً   التاريخ: 2025-01-12
المؤلف : د. لورا ماركهام
الكتاب أو المصدر : آباء مطمئنون أبناء سعداء
الجزء والصفحة : ص206ــ208
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-12-2020 2311
التاريخ: 23-9-2020 2470
التاريخ: 18-8-2021 2864
التاريخ: 29-5-2022 2089

بحلول الوقت الذي يبلغ فيه طفلك سن الثالثة، يصير على دراية جيدة بالقواعد (لا تضرب أخاك الرضيع.!). إذن إن كان طفلك في سن الروضة يعرف ما الصواب، لكن لا يختار فعله، ما الذي يمنعه؟ إنه لا يستطيع تنظيم نفسه بما يكفي لاختيار الصواب. وذلك للأسباب التالية:

* لأنه فضولي. الأطفال في سن الروضة هم علماء بالفطرة. كيف تجعل أحمر الشفاه يدور للخارج وكيف يبدو على الحائط؟ إنه لا يحاول إساءة التصرف، هو فقط يتعلم كيف يسير العالم.

* لأنه مشغول، ولا يفهم سبب أهمية خططك. لن يتفق أي طفل ذي أربعة أعوام على أن غسل أسنانه في هذه اللحظة أهم من العثور على لعبته المفقودة. لا مفر من تكرار أنفسنا فنحن نساعد أطفالنا على تكوين عادات حياتية إيجابية بالعمل معهم مرارا لغسل أسنانهم وتعليق سترتهم ووضع ألعابهم بعيدًا. إنه ببساطة جزء من المسمى تقبله الوظيفي للآباء، ويستحسن تقبُّله عن طيب خاطر، تماما مثل غسل الملابس. حاول التعبير عن طلباتك في صورة دعوة للعب: (اركب على ظهري ودع حصانك يأخذك إلى الحمام). ليس بمقدور أي طفل في سن الروضة أن يقاوم لعبة ممتعة، حتى وإن أفضت به في النهاية إلى حوض الاستحمام أو أي مكان آخر يفضل عدم الذهاب إليه.

* لأنها تشعر بفقدان الصلة بنا، بصورة مؤقتة أو دائمة. يشعر جميع الأطفال الصغار بفقدان اتصالهم بآبائهم عند مكافحتهم الخوف والإحباط والكثير من العواطف المزعجة الأخرى المتراكمة على مدى يومهم. غالبا ما (يخزن) أطفال الروضة مشاعر الخوف والألم، في انتظار فرصة آمنة للشعور بهما والتعبير عنهما. وإذا قضوا اليوم بعيدا عنا، ثق بأنهم سيصلون إلى المنزل بـ«حقيبة مكتظة» بالمشاعر السلبية، مشاعر شق عليهم أن يسمحوا لأنفسهم بالشعور بها في وقت كانوا يحاولون فيه جاهدين أن يتصرفوا (كأطفال كبار) في المدرسة. إلى أن تسنح لطفلتك فرصة أن ينصت لها أحدهم، ستتطلع تلك المشاعر إلى الانسكاب وتقطع عنها الاتصال، وتدفعها إلى إساءة السلوك، وتحول بينها وبين أن تكون على طبيعتها المشرقة المعتادة. لذلك فإن أفضل ما يسعك فعله لطفلتك في سن الروضة هو منح الأولوية لإعادة الاتصال بها كلما اجتمع شملكما في نهاية النهار. كما أن الوقت المميز واللعب الخشن السعيد يساعدان الأطفال على التخلص من المشاعر المختزنة وإعادة الاتصال وتنظيم أنفسهم.

يصير الأبوان أشبه بجهاز تنظيم خارجي، مانحين الطفل ملاذا آمنا للتعامل مع المشاعر المعقدة التي من شأنها أن تدفعه إلى اختيار السلوك السيئ.

* لأن دماغه ما زال ينمو. ما زال يتعلم تهدئة نفسه حينما ينزعج، لذلك عندما يثور غضبه، لا يسعه كبح جماح ذلك الغضب سريعا. ربما هو قادر على استخدام كلمات من أربعة مقاطع، لكن لا يخدعنك ذلك، فلا يزال بإمكان اللوزة الدماغية القلقة لديه أن تهيمن على وظائف دماغه العليا (أهي تحب أخي الرضيع أكثر مني؟ خذ هذا إذن أيها الرضيع.!). من المهم أن نتذكر أنه ليس إنسانا سيئًا، بل هو صغير فحسب. وأن وظائف دماغه المنطقية لم تعمل بكامل قوتها بعد.

لكن طفل الروضة يتمتع بقدر أكبر بكثير من السيطرة على نفسه مقارنةً بالطفل الدارج، لذلك تُعد هذه السنوات حاسمة في تعليمه آداب السلوك الأساسية. ونفعل ذلك - كما لا بد أنك خمنت! - من خلال تنظيم عواطفنا للبقاء هادئين، والحفاظ على اتصال وثيق بطفلنا لكي يكون أكثر تقبلا لقدرتنا التأثيرية، واستبدال التدريب بالسيطرة لمساعدة طفلنا على تطوير مهارات إدارة الذات. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.