المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون (أوسركون الثالث)
2025-01-14
الملك (أوبوت)
2025-01-14
تماثيل عظماء الرجال في عصر (بادو باست)
2025-01-14
الفرعون بادو باست
2025-01-14
مقدمة الأسرة الثالثة والعشرون
2025-01-14
انعطاف صغير عند النجوم
2025-01-14

الشباب ومشكلة الإلحاد
19-4-2022
مبدأ عدم تقادم الجرائم التي تنتهك حقوق الإنسان
23-3-2017
الإمام المهدي ( عليه السّلام ) وغيبته في المتفق عليه من السنّة
2023-05-27
Course of acute inflammation
25-2-2016
العصر الحجري المعدني
16-10-2016
معنى كلمة عيب
17-12-2015


قواعد ادارة الخلاف / معرفة أثر الخلاف وسلبياته  
  
101   01:54 صباحاً   التاريخ: 2025-01-09
المؤلف : حسن علي الجوادي
الكتاب أو المصدر : قواعد النجاح لمختلف الشخصيات
الجزء والصفحة : ص 15 ــ 19
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-3-2021 2590
التاريخ: 17-1-2019 2525
التاريخ: 21-4-2016 2264
التاريخ: 13-1-2016 2476

الخلاف في حياتنا مشكلة واقعية، لا يمكن ان نهرب من حقيقته ببعض الكلمات الطيبة، فالحقيقة ان الخلاف يعد من اعقد المشاكل التي تعاصر البشرية، منذ اول يوم ظهر نبينا آدم (عليه السلام)، وحتى هذه اللحظة، فلا مهرب منه ابداً، هذا لا يعني ان نستسلم له خاضعين منكسي رؤوسنا لا نملك حولاً ولا قدرة!

ان ادارة الحوار بشكل رصين واسلوب ذكي خطوة في غاية الاهمية، فاغلب مشاكلنا تأتي من الضعف الاداري، اذ لا نتمكن من ادارة المشكلة او الخلاف، ولا نملك قاعدة مسبقة نتعامل على ضوئها تجاه اي مشكلة تطرأ علينا، ولعل بعضنا لم يفكر في ذلك اطلاقاً، والبعض الآخر لم يسمع يوماً شيئاً اسمه قواعد ادارة المشكلة او الخلاف، لأسباب عدة لا يمكننا حصرها الان، لكن دعونا نتعرف على تلك القواعد الرئيسة في ادارة الخلاف.

ـ معرفة أثر الخلاف وسلبياته

ان الخلاف او الاختلاف - وان كان بين المفردتين من الناحية العلمية فارق واضح - الذي يحصل بين الناس يقع على عدة مستويات، بعضها محمود لا شيء فيه، وهو سُنة طبيعية وقد حفلت النصوص القرآنية بهذا النمط من الاختلاف، كما يظهر ذلك في جملة من الآيات الكريمة منها قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ} [الروم: 22]، فهذا الاختلاف والتمايز واضح بين البشر ولا يمكن ايقافه، فربنا هو من رسم هذا الطريق ولا سيئة أو سلبية فيه، بل يدل على عظمة الله تعالى في خلقه واتقانه لصنعه، فالناس تختلف في اللون والكلام ولا يهم هذا الاختلاف، ففي الواقع لا يؤثر ابداً، الا ان الناس التي تغفل ولا تريد الرقي لها فتتمسك بكل قشة كي يلبوا رغبات انفسهم الامارة ووساوسهم، ومن هنا تتضح خفة عقول من يميز بين الألوان والاجناس، فلا فضل لعربي على اعجمي ولا ابيض على اسود ولا طويل على قصير ولا جميل على غيره، هذا ما أكده الدين الاسلامي، فقد روي عن النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) من خطبة له في حجة الوداع: (يا أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر، إلا بالتقوى) (1).

فجعل ديننا مقياس التفاوت بين البشر هو التقوى والايمان والدين والعمل الصالح، جاء في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13]، فمقتضى الخلقة والحكمة أصرت ان يكون هنالك ذكر وانثى وشعوب وقبائل وهذا بحد ذاته اختلاف بينكم، لكن الميزان هو التقوى والايمان والعمل الصالح.

وهنالك الخلاف المذموم الذي يقطع روابط الاتصال بين البشر، ويجعلهم أمماً مختلفة تسود لغة الكراهية والعنف بينهم، وخير شاهد هو اليوم، فنرى العالم باسره كيف وقع ضحية الخلافات التي تنهار بسببها كل يوم روابط الاتصال والتعارف بين البشر، فترى الدماء والفساد يعلو الحياة، فلا رحمة ولا تفاهم ولا حياة كريمة ولا منهج مستقيم يسود العالم، فاحد أهم الاسباب التي أدت الى ظهور هذه الامراض والاحداث هو عدم وعي الخلاف وعدم ادراك اضرار الخلاف السلبي، ذلك الخلاف الذي حذر منه الدين والحكماء واهل العقل، الا أن اغلب البشر لا يهمهم اي تصريح حتى لو كان في صالحهم، ولم يأت الخلاف السلبي بثمرة وفائدة للناس ابداً، بل جر الويلات والانتكاسات لواقع الناس وما نراه اليوم من أثر الخلافات خير شاهد لذلك، وما عسانا ان نقول في مشهد مرير، واي جزء او اي مشهد تأخذ من الواقع المرير في البيت ام العمل ام الخارج، فكل ما تراه بعينيك سيحفر في قلبك ألماً له صداه الذي يأخذ اللب ويروع النفس، هل رأيت اماً كبيرة السن قد شردت؟ هل رأيت طفلاً يجول في شوارع التيهان لخلاف وقع بين والديه؟ هل شعرت بتعاسة الحياة؟ هل ناديت يوماً كفاكم ايها البشر خلافات؟ ان هذه الدنيا التي نعيش فيها، لم تخرج من الخلاف يوماً حتى اولئك الذين ينعتون أنفسهم بمختلف النعوت والاوصاف لم تخلو ساحاتهم من الخلاف والمشاكل.

هل كتب على الدنيا ان تكون هكذا؟ ام ان الانسان قادر على ان يجعلها المدينة الفاضلة رغم قصر المدة التي يمكث فيها؟ هل الخلاف هو من يجعل حياتنا معوجة وغير مرتبة ومنتظمة؟ وهل ثمة حلول لمسألة الخلاف ام لا؟

كل ما يمكن ان يقال للذين يريدون الحل ان يسعون في انفسهم إصلاحاً، اما اولئك المترفون البعيدون عن الحياة الحقيقية فهم لا يهمهم سوى الاموال كيف تدخل جيوبهم وبانتظار كلمات المدح والرثاء، والدخول مع سلاطين الارض محافظين بذلك على القابهم المجازية ومقاماتهم الخرافية، فيا أهل السعي والاخلاص والرقي، ان الخلاف كارثة تهدد مستقبل الأرض برمتها، فعلينا ان نبذل الجهد كل الجهد لصد هجمات الوساوس الشيطانية التي يمررها من خلال الخلاف، وقد جربتم ذلك ووجدتم ان دماء سالت ونفوساً أزهقت وارواحاً ذهبت ادراج الرياح بسم الخلاف، وهذه صور الأرض توضح لك خلاف البشر وما حصل بسببه، ويسرد لنا القرآن الحكيم القصص الماضية واحوال تلك الاقوام، من فجر الوجود في هذه الأرض والى نهاية الأرض ومن عليها، بلغة واضحة ليتعرف كل الناس على حياة من كان قبلهم من البشر، كل جيل ينقل لمن يأتي من بعده تلك الحوادث كي يعي ما عليه من تكاليف، وليكون نافذ البصيرة عارفاً بحاله وما يتطلب منه ان يفعله تجاه الحياة كلها بجميع مفاصلها، واهتمت بنقل خلاف المدارس الثقافية ودونته بشكل متفاوت من جهة المصداقية ما يعني ان نستمع لحديث التاريخ كل يوم، ونستمع لذلك الخلاف بشكل دقيق، لنخرج بنتيجة قطعية ملخصها:

ان الخلاف مهدد للبشرية على طول التاريخ، فلوحة الدم التي رسمت لم يغب عنها الخلاف، بل كان السبب الامثل لذلك، ومن هذه وتلك نستشف بكل ثقة ان الخلاف مهدد لنا ولمستقبلنا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ ميزان الحكمة: ج 11، ص 228. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.