المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفيضان الذي حدث في عهد (أوسركون الثالث)
2025-01-14
الفرعون (أوسركون الثالث)
2025-01-14
الملك (أوبوت)
2025-01-14
تماثيل عظماء الرجال في عصر (بادو باست)
2025-01-14
الفرعون بادو باست
2025-01-14
مقدمة الأسرة الثالثة والعشرون
2025-01-14



برامج المجتمع الطويلة الأجل  
  
94   01:33 صباحاً   التاريخ: 2025-01-09
المؤلف : جون باولبي
الكتاب أو المصدر : رعاية الطفل ونمو المحبة
الجزء والصفحة : ص 134 ــ 138
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-1-2016 1905
التاريخ: 25-1-2016 1757
التاريخ: 2024-09-23 310
التاريخ: 15-4-2016 2121

التنمية الاقتصادية:

ترتبت على تفكك المجتمع والأسر الكبيرة في المجتمعات الغربية الصناعية مشاكل خطيرة. والبحث في كيفية تعديل هذه الاتجاهات الاجتماعية أو في تخفيف أثرها على الحياة العائلية خارج عن نطاق هذا الكتاب. وعلى الرغم من ذلك فإنه لا يمكن تجاهل وضع خطة شاملة لحماية الأطفال من الحرمان. ولدى المجتمعات الأقل تقدما الكثير مما يمكن أن تمنحه للمجتمعات المتقدمة. وينبغي أن نذكر هنا نقطة واحدة وهي انخفاض المستوى الاقتصادي الشديد للأسرة ذات الأطفال.

وقد قرر بيفردج Beveridge أن الأسرة في انجلترا لا تزال هي السبب الأعظم الوحيد للفقر، وهي حالة تتجلى حقيقتها في كل مكان آخر في العالم الغربي. وقد أدى هذا إلى تقديم الإعانات العائلية في كثير من الأقطار. وهذه خطوة حيوية في الاتجاه الصحيح. وما دام الأمر كذلك فيجب النظر فيما إذا كان من الضروري تقديم مزيد من المعونة للأطفال دون سن الخامسة أو الثالثة، بعد أن اتضح أنهم يكونون في هذه السن عالة على غيرهم إلى أقصى حد ومعرضين للضرر من ناحية الصحة العقلية. وما دامت أم الأطفال الصغار أكثر فائدة لهم من الأطفال الذين هم في سن المدرسة، فإن هذه الأخيرة يمكنها أن تعمل بعض الوقت. وما دامت أم الأطفال الصغار ليست حرة، أو على الأقل يجب ألا تكون حرة في العمل لكسب قوتها فإن هناك حجة قوية لزيادة الإعانة الاجتماعية للأطفال في هذا السن المبكرة.

الرعاية الاجتماعية الطبية:

وهناك باعث إضافي لتقديم إعانات عائلية مناسبة ومتدرجة ألا وهو أن الفقر وما يترتب عليه من كثرة العمل ونقص التغذية، سبب قوى لاعتلال صحة الوالدين من الناحية الجسمية وبدرجة أقل من الناحية العقلية، وهذا كما هو مشاهد أهم أسباب حرمان الأطفال من الأمومة. ومع أنه يمكن أن يوضع لمعوقات الصحة الجيدة نظام اجتماعي واقتصادي يناسب كل إنسان فإن خدمات الصحة الشخصية هامة أيضاً. وهنا نذكر مرة أخرى أنه إذا أردنا تجنب انهيار الأسرة فيجب ان تكون الأولوية لوالدي أطفال الصغار وخاصة الأمهات.

ويحسن أن تقال كلمة هنا عن الحاجة إلى برامج طويلة الأمد للصحة العقلية. وإنه لمن الصعب حتى الآن وضع خطة لهذا الغرض بسبب عدم الاتفاق على مصادر اعتلال الصحة العقلية. وقد كان معروفاً منذ زمن طويل أن سبب بعض الحالات النادرة نسبياً هو العدوى، وأن بعضها الآخر موروث. ومع هذا بقيت الغالبية العظمى من الحالات لغزاً ومصدراً للجدل، وإن كان هذا قد تغير الآن، وتجمعت الشواهد على أن تجارب الطفل في أسرته في سني حياته الأولى تعتبر ذات أهمية كبرى في نموه العاطفي السليم. وقد تحقق الآن أن العجز الظاهر في الأشخاص الذين يعانون من الأمراض العقلية هو عجزهم عن أن يكونوا واثقين من أنفسهم أو أن تكون لهم علاقات صداقة وتعاون مع الآخرين. والقدرة على ذلك أساسية في طبيعة الإنسان كالقدرة على الهضم أو النظر. وكما يعتبر سوء الهضم وفقد البصر علامة على اعتلال الصحة، فذلك يصدق على العجز عن تكوين علاقات إنسانية تعاونية معقولة. ويتوقف نمو هذه القدرة إلى حد كبير على نوع علاقة الطفل بوالديه في سني حياته الأولى. ومن ثم تأتي الرغبة في التركيز بصفة خاصة على علاج ومنع الاضطرابات النفسية في عهد الطفولة.

وهذا من الناحية العملية لا يعني فقط علاج الأطفال بل يعني أيضاً تقديم المساعدة للوالدين من ناحية الصحة العقلية وخصوصاً أمهات الأطفال الصغار اللاتي يستجبن بسرعة في أغلب الأحيان، وطالما أن الحاجة لمثل هذه المساعدة تفوق ما يقدم منها إلى درجة كبيرة، ولا يمكن تجنب وضع نظام للأولوية إذا أريد الاستفادة بحكمة مما هو موجود فعلا، فإن المكانة الأولى يجب أن تكون للوالدين اللذين هما أحق بالاهتمام واللذين يستجيبان بسرعة وبطريقة دائمة. ويعتقد أولئك الذين عالجوا حالات الوالدين وبخاصة أمهات الأطفال الصغار أنه ليست. هناك طريقة أفضل من هذه الطريقة لحفظ الصحة العقلية.

وبالإضافة إلى هذا فإن طب الصحة العقلية الوقائي يقتضي تقديم مساعدات مبكرة وفعالة للأسر التي تواجه صعوبات فعلا بما في ذلك إجراءات تجنيب الأطفال البعد عن بيوتهم. وأخيراً تقديم أفضل ما يمكن تقديمه للأطفال الذين لا يستطيعون البقاء في بيوتهم لأي سبب من الأسباب. وقد يكون من المستطاع، بمثل هذه الإجراءات، في مدى جيلين أو ثلاثة أجيال، تمكين كل الصبية والبنات من أن يشبوا ويصبحوا رجالا ونساء يتمتعون بالصحة والأمن الاقتصادي، وأن يكونوا قادرين على أن يهيئوا لأطفالهم حياة عائلية سعيدة وبهذه الطريقة يرجى تحسين الصحة العقلية والتخلص من كثير جداً من العوامل التي تسبب حرمان الأطفال من الأمومة في الوقت الحاضر.

وبهذا يكون برنامج حفظ الصحة العقلية الطويل الأمد هو العناية بالصحة العقلية لعائلات خاصة قد تكون كبيرة العدد.

ومن المعروف أن برنامج منع العائلات من الانهيار يتطلب جهداً ضخماً. وأن ذلك الجزء منه الذي يهتم أول ما يهتم بالخدمات الاجتماعية والنفسية مثل إرشادات الزواج وتوجيه الأطفال والعمل مع آباء الأطفال الصغار جداً في حاجة إلى عدد كبير من العاملين المهرة، الذين يحتاج تدريبهم والإنفاق عليهم إلى الوقت والمال. لكنه من المحتمل في نهاية الأمر أن يكون البرنامج أرخص كثيراً وأكثر فاعلية في حل مشاكل الأطفال المشردين من مجرد تهيئة دور ومؤسسات لهم.

والسؤال الذي يحتمل أن يوجه بالنسبة إلى وضع الموظفين الفنين في البرنامج وهم الذين لم يحصلوا على تدريب في الصحة العقلية - كالأطباء والمربيات والباحثين الاجتماعيين وغيرهم: هل يبعدون عن المساهمة؟ بالعكس - إن الجواب سهل وواضح. فإن العمل يمكن أن يتم على المستوى المطلوب إذا درب هؤلاء العاملون. ولقد وصل الطب الوقائي في أقطار الغرب إلى المرحلة التي أمكن فيها إلى حد بعيد التغلب على اعتلال الصحة الناشئ عن العدوى وسوء التغذية. وأصبح المختصون بشئون الصحة قادرين على توجيه وقتهم ونشاطهم نحو الصحة العقلية. وهذا شيء واقع، ولكنهم لكي يكون لعملهم أثره فإنه من الضروري إعادة تدريبهم على نطاق واسع وتغيير تطلعاتهم ووجهات نظرهم تغييراً جوهرياً. ولا يمكن تعلم مبادئ وتطبيقات العلاج النفسي ووقاية الصحة العقلية في أسابيع قليلة لا في أشهر قليلة بطريقة أيسر مما يتطلبه تعلم مبادئ وتطبيقات العلاج الجسمي الطبي والوقائي في الوقت الحاضر، وما لم يعرف مقدار التدريب بوضوح، وما لم يتضح مقدار تغيير وجهة النظر المطلوبة، فإن استخدام غير الأخصائيين في هذا العمل يعتبر عملا غير مجد. ويجب أن يلم كل أولئك الذين يتطلعون إلى العمل في هذا الميدان، إلماماً تاماً بسيكولوجية العلاقات الإنسانية، وأن يكونوا واعين للدوافع اللاشعورية وقادرين على تعديلها. ومثل هذا التدريب الفني الأولي والتدريبات التالية على نطاق واسع هو الحاجة ذات الأسبقية في الوقت الحاضر سواء في حفظ الصحة العقلية أو في وقاية الأسر. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.