المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



تنمية حس المسؤولية  
  
112   01:19 صباحاً   التاريخ: 2025-01-09
المؤلف : د. لورا ماركهام
الكتاب أو المصدر : آباء مطمئنون أبناء سعداء
الجزء والصفحة : ص296ــ299
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

(طفلي الصغير لا يحب الأوقات التي أطهو فيها أو أغسل الملابس أو الصحون. حسبته منزعجا من عدم انتباهي له. لكني سرعان ما أدركت أنه يحب المساعدة. يضع الملابس في الغسالة، ويجمع البطاطس لإحضارها إلى المطبخ، ويحضر لي شماعات الملابس. ونعم، يستغرق الأمر وقتا أطول بكثير مما لو كنت أنجزته، كله، بمفردي. لكنه يصرخ حرفياً بسعادة كلما كلفته بمهمته التالية. وانتهى بي الأمر أقل إحباطا بكثير).

كلنا يريد أن ينشئ أطفالا مسؤولين وكلنا يريد أن يعيش في عالم نشأ فيه الآخرون على تحمل المسؤولية، عالم لا يتغافل فيه الكبار عن مسؤولياتهم بوصفهم مواطنين. كما قال ابني عندما كان في الرابعة من عمره وهو يتفقد حديقة ممتلئة بالنفايات: (ألا يعلم الكبار أن عليهم تنظيف فوضاهم؟).

كيف إذن نربي أطفالنا على تحمل مسؤولية خياراتهم وتأثيرهم في العالم؟ لا يريد الأطفال أن يكونوا محبوبين فحسب. هم مثلنا يحتاجون إلى الشعور بأنهم ذوو أهمية في العالم، وأن حياتهم تقدم مساهمة إيجابية. يحتاج الأطفال إلى رؤية أنفسهم أناسًا قادرين على الاختيار – أي قادرين على اختيار ما ينبغي فعله. يحتاجون إلى ذلك من أجل تقديرهم لذواتهم، ومن أجل أن يكون لحياتهم معنى، وكذا من أجل أن يتعلموا التحكم في أنفسهم بمسؤولية في العالم. خلاصة القول، إن الأطفال لن يتحملوا المسؤولية إلا بالقدر الذي ندعمهم به ليتحملوها من خلال السقالات التي نبنيها لهم. كيف؟

* امنح طفلتك فرصة المساهمة في الصالح العام. اعترف بمساهماتها، حتى وإن كانت مجرد إبهاج الطفل الرضيع عندما يبكي. يحتاج أطفالك وهم يتقدمون في السن إلى التعايش مع نوعين من المسؤوليات: العناية بأنفسهم، والمساهمة في رفاه الأسرة. تشير البحوث إلى أن الأطفال الذين يساعدون في المنزل هم أيضًا أكثر ميلا إلى تقديم المساعدة في المواقف الأخرى، مقارنة بالأطفال الذين يسهمون فقط في العناية بأنفسهم.

* اعملي معه. تذكَّري أن هدفك ليس تنفيذ تلك المهمة، وإنما تنشئة طفل يستمتع بالمساهمة وتحمُّل المسؤولية. اجعلي المهمة ممتعة. وامنحي كل ما ينبغي منحه من مساعدة هيكلية ومساعدة مباشرة، بما فيها الجلوس معه ومساعدته لأول ثلاثين مرة يفعل فيها المهمة، إذا لزم الأمر. ضعي في حسبانك أن ذلك سيكون أصعب كثيرًا من فعل الأمر بنفسك، لكنه سيفعله بمفرده في نهاية المطاف. وسوف يأتي ذلك اليوم أسرع إذا كان يستمتع به.

* بدلا من الاكتفاء بإصدار الأوامر، اطلبي من طفلك التفكير. على سبيل المثال، بدلا من أن تقولي لطفلة تتلكأ: «نظفي أسنانك! ضعي ملابسك في السلة!»، اسأليها (ما الذي تحتاجين إلى فعله قبل الاستعداد للنوم؟). الهدف هو إبقاء تركيزها منصباً على القائمة، مساء بعد مساء، حتى تستوعبها وتبدأ بإدارة روتينها الخاص.

* كن قدوة في المسؤولية والمساءلة. (متعب أن نحمل هذه القمامة حتى نصل إلى السيارة، لكنني لا أرى سلة مهملات بالجوار ونحن لا نلقي القمامة في الشارع أبدًا). يتعلم طفلك المسؤولية من القدوة التي تقدمها. إذا لم تفِ بوعدك أن تجلب دفتر الملاحظات الذي يحتاج إليه إلى المدرسة أو أن تلعب تلك اللعبة معه يوم السبت، فلِمَ عساه يتحمل مسؤولية الوفاء بوعوده؟

* حمّل طفلك مسؤولية السلع المتضررة. إن ساعد الأطفال في دفع ثمن الكتب المفقودة من المكتبة والهواتف المحمولة، فسوف تصير فرص تكرار المخالفة ضئيلة.

* لا تتسرع في إنقاذ طفلك من موقف صعب. كن متاحا لحل المشكلات ومساعدته في تخطي مشاعره ومخاوفه وللتأكد من أنه لا يتهرب من الصعوبات ببساطة، لكن دعه يتعامل مع المشكلة بنفسه في حين تدعمه في كل خطوة.

* لا تصف طفلك أبدًا بأنه (غير مسؤول)، حتى في ذهنك، لأن الطريقة التي نرى بها أطفالنا دائما ما تكون نبوءة ذاتية التحقق. بدلا من ذلك، علمه المهارات التي يحتاج إليها ليكون مسؤولاً. إذا كان معتادا على فقد الأشياء مثلا، علّمه التوقف في اللحظة التي يغادر فيها أي مكان - منزل صديقه مدرسته تدريب كرة القدم - وإحصاء كل ما ينبغي أخذه إلى المنزل.

* علم أطفالك أن الاستقلالية ليست فقط حقا من حقوقهم، بل هي واجب، كما قالت إليانور روزفلت. تبين الدراسات أن الأشخاص الذين يتحملون المسؤولية في أي موقف يصادفونه يرون أنفسهم على استعداد لأن يكونوا مختلفين ومميزين ذلك هو الطفل الذي تحتاج إلى تنشئته. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.