أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-29
1801
التاريخ: 24-7-2022
2489
التاريخ: 25-5-2018
1848
التاريخ: 9-1-2016
1865
|
((إن لم تكن مهاراتك العاطفية حاضرة بين يديك، وإن كنت تفتقر إلى الوعي بالذات، وإن كنت عاجزا عن إدارة عواطفك المزعجة، وإن لم تقدر على التعاطف وإقامة علاقات فعّالة، فمهما يبلغ مستوى ذكائك لن تقطع شوطا طويلًا)).
- دانیال جولمان، ((الذكاء العاطفي))
سواء أأدركنا ذلك أم لم ندرك، نحن ندرب أطفالنا باستمرار على كيفية التعامل مع العواطف. في الواقع، معظم تفاعلاتنا مع أطفالنا هي تبادلات عاطفية من نوع أو آخر. إن الطريقة التي نستجيب بها، نحن الآباء، لعواطف أطفالنا تشكل علاقتهم بالعواطف - عواطفهم وعواطف الآخرين – لبقية حياتهم.
من المؤكد أن إسكات طفلة منزعجة أو تهديدها أسهل من مساعدتها على معالجة عواطفها من حسن الحظ، الأطفال الذين يعلمون بالتجربة أن عواطفهم ستُسمَع يتعلمون تنظيمها. ولأن التدريب العاطفي يساعد طفلتك على تطوير الضبط الذاتي للعواطف في وقت أبكر مقارنة بأقرانها، فإنه في الواقع يجعل مهمة التربية أسهل. لكن دعنا لا ننس فكرتينا الكبريين الأخريين هنا - تنظيم النفس وتعزيز الاتصال عندما ندرب أطفالنا على مواجهة المطبات الهوائية، مهم للغاية في ذلك الوقت أن نبقى متصلين. في الواقع، عندما يقع الأطفال في قبضة عواطف قوية، فتلك إشارة إلى أنهم بحاجة إلى معاودة الاتصال بنا. ولما كان انزعاج أطفالنا يستثيرنا لا محالة، فإن قدرتنا على تهدئة أنفسنا تحدد ما إذا كنا قادرين على تدريبهم.
ما معدل الذكاء العاطفي (EQ)؟
الشخص الذي يتمتع بمعدل ذكاء عاطفي عال يتسم بالذكاء حيال عواطفه، تماما مثلما يكون الشخص الذي يتمتع بمعدل ذكاء عال (IQ) ذكياً في تفكيره. وجد العلماء أنه بينما تؤثر الجينات في معدل الذكاء، فإن الدماغ أشبه بعضلة، ويمكن نحته وتقويته، مما يسمح لنا برفع معدل ذكائنا الفطري. وبالمثل، بينما يولد البعض منا أكثر هدوءا، أو يتمتعون بقدرة أكبر على التحكم في اندفاعاتهم، يمكن صقل تلك الميول وتقويتها لرفع معدل ذكائنا العاطفي. المكونات الأساسية لمعدل الذكاء العاطفي العالي هي كما يلي:
* القدرة على تهدئة النفس. المفتاح لإدارة حالتنا العاطفية هو السماح لعواطفنا الكثيفة والاعتراف بها والتسامح معها حتى تتبخر، من دون أن نعلق فيها أو نأتي بتصرف نندم عليه لاحقا. تهدئة النفس هي التي تمكننا من إدارة قلقنا وإزعاجنا، والتي بدورها تسمح لنا بالتعامل مع المشكلات المشحونة عاطفياً بطريقة بناءة.
* الوعي الذاتي بالعواطف وقبولها. إن لم نفهم العواطف التي تكتسحنا، فسوف تخيفنا ولن نقدر على احتمالها. سنقمع جراحنا أو مخاوفنا أو خيبات أملنا. لدى تلك العواطف، التي لم تعد تخضع لتنظيم عقلنا الواعي، طريقة للانبثاق فجأة من دون ضوابط، كما يحدث عندما يضرب طفل في سن الروضة شقيقته بعنف، أو عندما نفقد أعصابنا (نحن البالغين) أو نلتهم نصف لتر من الآيس كريم. وفي المقابل، الأطفال الذي ينشأون في منزل توضع فيه حدود للسلوكيات، لكن ليست للمشاعر، يكبرون مدركين أن جميع عواطفهم مقبولة، وأنها جزء من كونهم بشرًا. يمنحهم ذلك الإدراك مزيدا من التحكم في عواطفهم.
* السيطرة على الاندفاعات. يحررنا الذكاء العاطفي من ردود الفعل العاطفية الطائشة. الطفل (أو البالغ) ذو الذكاء العاطفي العالي يبدي أفعالاً وليس ردود أفعال، ويلجأ إلى حل المشكلة وليس إلقاء اللوم. وذلك لا يعني ألا تغضب أو تقلق أبدا، وإنما يعني ألا يطيش صوابك. نتيجة لذلك، تصير حياتنا وعلاقاتنا أفضل.
* التعاطف. التعاطف هو القدرة على رؤية الأمر والإحساس به من وجهة نظر الطرف الآخر. عندما تبرع في فهم الحالات الذهنية والعاطفية للآخرين، تحل الخلافات بشكل بناء، وتتواصل بعمق معهم. التعاطف بطبيعة الحال، يحسن قدرتنا على التواصل.
لماذا التدريب العاطفي؟
يأخذ معظم الآباء مهمتهم بوصفهم معلمين بجدية شديدة. نحن نعلم أطفالنا الألوان، وغسل الأسنان والصواب من الخطأ.
لكن في بعض الأحيان نغفل عن درسين مهمين يحتاج جميع الأطفال إلى تعلمهما: كيفية إدارة عواطفهم (ومن ثَمَّ سلوكهم)، وكيفية فهم مشاعر الآخرين. تشكل هاتان المهارتان جوهر ما أطلق عليه علماء النفس اسم معدل الذكاء العاطفي أو «EQ». إنه جزء أساسي من التنمية البشرية، وعلى الرغم من أنه يبدو معقدًا، فالإلمام به مهم بالنسبة إلى الآباء.
لماذا الذكاء العاطفي مهم؟ جميعنا نعلم الإجابة، إذا تفكرنا برهة. إن العواطف مهمة. لا يمكنك التصدي لمشروع ضخم إذا أجهز عليك القلق. لا يمكنك حل الخلاف الزوجي من دون أن تفهم وجهة نظر شريك حياتك. لا يمكنك التعامل مع النزاع في العمل أو مع صديق إن كنت لم تُدِر غضبك. بعبارة أخرى، إن قدرة الإنسان على إدارة عواطفه بطريقة صحية تحدد جودة حياته - ربما حتى بشكل أكثر جوهرية من معدل ذكائه. بل إن النجاح الأكاديمي للطفل يتحدد بمعدل ذكائه العاطفي بقدر ما يتحدد بمعدل ذكائه، لأن التعلم الفكري يعتمد على إدارة القلق وتحفيز أنفسنا. والأفضل من ذلك كله بالنسبة إلى الآباء، هو أن الأطفال الذين يتمتعون بذكاء عاطفي حاد يحسنون إدارة عواطفهم ومن ثُمَّ سلوكهم، لذلك يميلون إلى أن يكونوا منضبطين ذاتياً ومتعاونين في الوقت ذاته فينتفع الأطفال، وينتفع الآباء. ويربح الجميع.
كيف يطور الأطفال السمات الأساسية للذكاء العاطفي؟ يتعلمونها! ليس من شاشات التلفزيون، وليس من المدرسة، بل منك. أنت تدرب عواطف طفلتك كل يوم وبصفة خاصة، أنت تساعد طفلتك على إدراك مشاعرها والتعبير عنها بطرق تناسب عمرها، وهي الخطوة الأولى في تنظيم الذات. بمجرد تحررها من قبضة العواطف الجارفة، يمكنها توجيه الدفة لحل المشكلة التي أثارت تلك العواطف أيا تكن. لنلقِ نظرة على بعض الاستراتيجيات المحددة حتى يمكنك إتقان تدريب طفلك عاطفياً خلال مرحلة الطفولة سنبدأ بالطريقة التي يضع بها حديثو الولادة أسس الذكاء العاطفية في بنية أدمغتهم نفسها.
|
|
يجب مراقبتها بحذر.. علامة في القدم تشير إلى مشاكل خطيرة
|
|
|
|
|
العلماء يحلون لغز بركان أدى إلى تجمد الأرض قبل 200 عام
|
|
|
|
|
رئيس جلسة العلوم الهندسية: بحوث مؤتمر جامعة الكفيل تقدم حلولًا عملية قابلة للتطبيق
|
|
|