أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-29
842
التاريخ: 2024-04-01
1114
التاريخ: 2024-08-12
650
التاريخ: 2024-07-10
788
|
كشف «مريت» عن تمثال راكع من الجرانيت للملك «أوسركون الثاني» وبيده لوحة (راجع Petrie, Tanis Pl. XIV No. VI. p. 41 A. C. D) ، وقد برهن الأثري «دارسي» على أن هذا التمثال لم يكن كما ادعى «بتري» قد اغتصبه «أوسركون» من «رعمسيس الثاني». ونقوش التمثال تشمل صلاة للملك، ولكن الرحمات التي يصلي من أجلها لها أهمية سياسية عظيمة؛ إذ يرغب الفرعون في أن يحكم نسله على كهنة «آمون» العظام «ورؤساء» المشوش «وكهنة» أهناسية المدينة، وقد عرفنا مقدار قوة كهنة «أهناسية المدينة» من لوحة «حور باسن» التي تحدثنا عنها فيما سبق [راجع الأسرة الثانية والعشرون فراعنة الأسرة الثانية والعشرين]، وجَدُّ «حور باسن» هذا هو «نمروت» أحد أبناء «أوسركون الثاني» قد عينه الأخير الكاهن الأكبر للإله «حرشف» في «أهناسية المدينة» وحاكم الجنوب والقائد الحربي.
وقد كان توزيع البلاد بين هؤلاء الأشراف كما يأتي: كانت «طيبة» تسيطر على أقل تقدير على الأراضي التي بين بلاد النوبة السفلية حتى أسيوط.
وكانت «أهناسية المدينة» تسيطر على الأراضي من «أسيوط» حتى الدلتا.
هذا، وكان رؤساء «المشوش» يقبضون على زمام الأمور في مدن الدلتا كما كانت الحال من قبل، ومن ثم يظهر أن مصر كانت مقسمة في تلك الفترة تقسيمًا إقطاعيًّا، ولكن كانت كلها بحالة ما مسئولة أمام الفرعون الذي كان — على ما يظهر — يحكم في «بوبسطة»، وقد كانت صلاة «أوسركون الثاني»؛ لأجل أن يسيطر على هذه البلاد. وهاك ترجمة اللوحة …(1)
ليت نسلي — البذر الذي خرج من أعضائي يحكم … العظيم … التابعين لمصر الأمراء الوراثيون: الكهنة العظام «لآمون» ملك الآلهة، والرؤساء العظام لقوم «مي» (المشوش) … واللوبيون «كهك» (؟) كهنة الإله «حرشف» (حارسفيس) ملك الوجه القبلي والوجه البحري، في حين أني آمر خادمه أن يأتي إلى … (10) وقد استمال قلوبهم نحو ابن «رع مري آمون» ابن «باست-أوسركون» (الثاني)، ليته يضعهم … (11) وإنك ستثبت أولادي في الوظائف التي أعطيتها إياهم، ولا تدع الأخ يبتهج على أخيه، (أما عن) الملكة «كارعمع» فليته يمنحها أن تقف أمامي في أعيادي هذه، وليته (12) يمنحها أن يكون أولادها الذكور، و… ليتهم يعيشون حتى يسيروا على رأس الجيش وحتى يحضروا لي ثانية تقريرهم عن … (باقي المتن مهشم) (راجع Daressy, Rec. Trav. 18 p. 49; Br. A. R. IV §§ 745–7).
أما التمثال نفسه فهو قطعة فنية أصلية تدل على أن صناعة النحت كانت لا تزال في عهد هذا الفرعون حافظة لرونقها وبهائها في مدرسة النحت في الجرانيت، وهو كما قلنا يمثل الفرعون راكعًا منحنيًا بجذعه إلى الأمام ليقدم لوحة للإله وساقُه اليسرى إلى الخلف. ومما يؤسف له أنه وجد بدون رأس. وقد كتب اسم «أوسركون» على كتفه اليسرى، وألقاب الملك نقشت كاملة على القاعدة، أما اللوحة فقد كتب عليها المتن الذي ترجمنا ما تبقى منه. وعلى الرغم من أن النقوش تقول صراحة: إنه للملك «أوسركون الثاني»، فإن الأستاذ «فلندرز بتري» ينسبه للملك «رعمسيس الثاني»، ونحن نعرف ما الذي فعل هذا الفرعون في «بوبسطة» وما فعله في «تانيس» في المعبد الشرقي؛ فقبره كان كله كما قلنا مبنيًّا من أحجار منزوعة من مبانٍ أخرى، ومن جهة أخرى نجد أن تمثال «أوسركون» هذا يشبه تمثالًا صغيرًا «لرعمسيس الثاني» قال عنه «لجران»: إنه من القطع الفنية الممتازة الموجودة الآن بالمتحف المصري (راجع Legrain, Cat. Gen. II No. 42142).
وكذلك نفهم من لوحة السنة الثامنة التي نقشها الفرعون «رعمسيس الثاني» أنه كان يميل إلى التماثيل التي من هذا الطراز (راجع A. S. XXXVIII. p. 217) ، ومع كل هذا فإنا لا نلاحظ على تمثال «تانيس» أي أثر مادي يدل على أن «أوسركون الثاني» قد اغتصبه لنفسه، في حين أنا نجد تمثالًا اغتصبه «أوسركون» في «بوبسطة»، ويمكن مشاهدة وجود نقش قديم عليه (راجع Cat. Gen. du Musee du Caire. No. 540).
والواقع أن علماء الآثار المصرية يسلمون بسهولة أن النحاتين في العصر البوبسطي لم يكونوا مهرة لإنتاج قطع فنية جميلة، ولكنَّ كثيرًا من التماثيل التي كَشَفَ عنها «لجران» في خبيئة الكرنك يدل على أن هذا الحكم غير عادل، ولا أدل على ذلك من تمثال الملك «أوسركون الثالث» الذي يمثل هذا الفرعون راكعًا أمام سفينة مقدسة (انظر الصورة رقم 1)، وعلى ذلك فليس من شك في أن هذا التمثال من عمل «أوسركون الثاني».
شكل 1: تمثال لأوسركون الثالث.
................................................
|
|
يجب مراقبتها بحذر.. علامة في القدم تشير إلى مشاكل خطيرة
|
|
|
|
|
العلماء يحلون لغز بركان أدى إلى تجمد الأرض قبل 200 عام
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تبحث آلية إقامة الأسبوع الثقافي مع جامعة الموصل
|
|
|