أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-9-2018
2252
التاريخ: 9-1-2016
2858
التاريخ: 30-3-2021
3232
التاريخ: 12-1-2016
2554
|
(الأطفال يحتاجون إلى الحب، خصوصا عندما لا يستحقونه).
- هارولد هولبرت
إحدى أهم الرسائل التي يمكننا منحها لأطفالنا بشأن العواطف هي أن الغضب شعور بشري عالمي يمكن إدارته والتحكم فيه. كيف نفعل ذلك؟ من خلال الاعتراف بغضبهم والاستجابة له، بدلا من تجاهله أو المعاقبة عليه. بمجرد أن يدرك الأطفال أن غضبهم مسموع ومستجاب يعبرون عنه بشكل أهدأ، بدلا من اللجوء إلى العدوانية. وفي المقابل، الأطفال الذي يتلقون رسالة مفادها أن الغضب ليس مقبولا ولا محترما يحاولون قمعه، مما يعني أن مشاعر الغضب تتوارى تحت البساط لا لشيء إلا لتنفجر فجأة من دون ضوابط العقل الواعي. ومن ثَمَّ فإن موقفنا تجاه غضب طفلنا يمكن إما أن يساعده على تعلم إدارته، وإما أن يدفعه نحو العدوانية.
وعلى الرغم من أننا لا نلاحظ ذلك عادةً عندما تجتاحنا موجة سخط، فإن الغضب في الواقع هو دفاع ضد مشاعر أعمق من الخوف أو الأذى أو خيبة الأمل أو أي ألم آخر. عندما تصير تلك المشاعر مفجعة أكثر مما ينبغي، نثور غضبا لمنع أنفسنا من الإحساس بالألم. نحتشد ضد التهديد المتصور بالهجوم، مدركين على نحو غريزي أن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم. يكون الهجوم منطقيًّا أحيانًا، لكن فقط عند وجود تهديد فعلي. وفي حين أن الأطفال يغضبون كثيرا بسبب هشاشة مشاعرهم، إلا أن التهديدات الفعلية نادرة في معظم الأوقات حينما يغضب الأطفال، يرغبون في مهاجمة شقيقهم الصغير (الذي كسر تذكارهم العزيز) أو آبائهم ((الذين كانوا (مجحفين في تأديبهم)) أو معلمهم (الذي أحرجهم) أو المتنمر في الملعب (الذي أخافهم).
يمكنك مساعدة طفلتك في التعامل مع غضبها بتذكر أن هذه الطفلة الغاضبة إنما تقصد أن تُريك أنها خائفة ومنفصلة وتتألم بداخلها. مهمتك هي الاعتراف بكلّ من الغضب والعواطف الكامنة تحته. بمجرد أن تُتاح الفرصة للأطفال للإحساس بمشاعر الهشاشة التي كانوا يتجنبونها، لا يعودون بحاجة إلى الغضب بوصفه دفاعًا، فيذوي بعيدًا.
عندما يعيش الأطفال في منزل يُعامَل فيه الغضب بطريقة صحية، يتعلمون بصفة عامة إدارة غضبهم بشكل مثمر. وذلك يعني:
* السيطرة على الاندفاعات العدوانية. عندما نتقبل غضب طفلتنا ونحافظ على هدوئنا، تُرسي المسارات العصبية - وتتعلم المهارات العاطفية - التي تحتاج إليها كي تهدأ من دون الإضرار بنفسها أو بالآخرين أو بالممتلكات. بحلول الوقت الذي يبلغ فيه الأطفال سن الروضة، ينبغي أن يصيروا قادرين على احتمال دفقات الأدرينالين وغيره من كيماويات (القتال) في الجسم من دون التصرف بناءً عليها وضرب أحدهم بعنف.
* الاعتراف بالمشاعر الأخطر الكامنة أسفل الغضب. بمجرد أن يسمح الطفل لنفسه بالشعور بحسرته على التذكار المكسور، أو ألمه من إجحاف أمه، أو خزيه بسبب جهله الإجابة في الفصل، أو خوفه من تهدید زميله يمكنه المضي قدما لا يعود بحاجة إلى غضبه لصد هذه المشاعر، فيتبخر الغضب.
* الحل البناء للمشكلات. الهدف هو أن يستخدم طفلك الغضب حافزا لتغيير الأمور حسب الضرورة كيلا يتكرر الموقف. قد يشمل هذا إبعاد تذكاراته عن متناول أخيه الصغير أو التماس مساعدة أبويه للتعامل مع المتنمر. وقد يشمل أيضًا الإقرار بمساهمته في المشكلة، حتى يعتزم أن يبلي بلاء أفضل في اتباع قواعد أبويه أو التحضير جيدا قبل الذهاب إلى الفصل.
من الواضح أن الأمر يستغرق سنوات من الإرشاد الوالدي للأطفال لتعلم هذه المهارات. لكن بحلول الوقت الذي يبلغ فيه الأطفال سن السادسة ينبغي أن يكون الدماغ قد تطور إلى النقطة التي يمكن فيها لمراكز التفكير أن تهيمن على رسائل الطوارئ المنبعثة من مراكز الدماغ الدُّنيا. الأطفال الذين لا يستطيعون التحكم في اندفاعاتهم العدوانية عند الانزعاج الشديد يرسلون إشارة مفادها أنهم بحاجة إلى مساعدة لمعالجة تراكمات العواطف وحنقهم الدائم. إذا استطاع الآباء مساعدة أطفالهم على الشعور بأمان كافٍ للتعبير عن الغضب واستكشاف المشاعر الكامنة تحته، سيستطيع الأطفال شيئًا فشيئًا تجاوز غضبهم والوصول إلى الحل البناء للمشكلات خلال سنوات الدراسة الابتدائية.
|
|
أهمية مكملات فيتامين د خلال فصل الشتاء.. 4 فوائد رئيسية
|
|
|
|
|
علماء: قرص الشمس سيبدو أكبر في عام 2025
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تنظّم ورشة علمية عن معايير الاعتماد البرامجي للتعليم الطبي
|
|
|