المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

السجود
2024-09-11
الطاقة المهدورة Spillage Energy
2-3-2020
مصادر تلوث التربة- مصادر طبيعية- انجراف التربة
3/9/2022
مسلسلة "براكت" Bracket series
12-2-2018
الوجــــــوب .
8-8-2016
اللغات الفصيحة
10-10-2014


الاسباب الداعية لاستمرار الظلم الاجتماعي  
  
1623   02:30 صباحاً   التاريخ: 24-11-2015
المؤلف : زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : النظرية الاجتماعية في القران الكريم
الجزء والصفحة : ص44-50
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قضايا إجتماعية في القرآن الكريم /

اذا كانت اكثرية افراد المجتمع مظلومة اجتماعياً ومحرومة من حقوقها الاساسية ، فلماذا لا تطيح هذه الكثرة بالطبقة المتحكمة القليلة العدد ؟ ولماذا يستمر الظلم الاجتماعي لأجيال عديدة وحقب زمنية طويلة دون ان يتزعزع النظام الاجتماعي الظالم ؟ لاشك ان الجواب على هذا السؤال يتطلب ملاحظة عاملين مهمين يتمسك بهما النظام السياسي الحاكم ؛ الاول : السيطرة على منابع القوة لحفظ النظام ، والثاني : ايجاد نظام فكري عقائدي يبرر للغالبية العظمى من افراد المجتمع أحقية هذا النظام في البقاء.

أ ـ السيطرة على منابع القوة الاجتماعية :

لاشك ان القاعدة الاقتصادية لجماعة ما تلعب دوراً مهماً في التركيبة الاجتماعية والثقافية للمجتمع ككل . بمعنى ان الجامعة التي لها قوة اقتصادية عظيمة ، تستطيع ان تترجم هذه القوة الاقتصادية الى قوة سياسية ، وتتمكن من خلالها السيطرة على المؤسسات الاجتماعية الاساسية ، كمؤسسات الحكومة ، والقضاء ، والتعليم ، والطب ، ونحوها . وقد اشار القرآن الكريم بشكل اجمالي الى اهمية المال في القوة الاجتماعية كما جاء على لسان موسى (عليه السلام) : {إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } [يونس : 88] ، وفي موضع آخر : {وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا} [الإسراء : 6] ، {كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا } [التوبة : 69] ، و {وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ } [القصص : 76]. والمال في النظام السياسي الظالم ، هو المحرك الاساس لكل المؤسسات الاجتماعية ؛ فالقانون في ذلك المجتمع يدافع عن الثري ولا يحمي الفقير . والمؤسسات المتلبسة بالدين في المجتمعات الرأسمالية تدعم النظام الاجتماعي الظالم ولا تنادي بالإطاحة به . وحتى المؤسسات التعلمية تمجد حسنات النظام السياسي ولا تنتقد أخطاءه وسلبياته . وبالتالي فان الطبقة الغنية الحاكمة تصبح هي الوطن والعرض والدين ؛ ومن يهاجمها فانما يهاجم كل المقدسات التي يؤمن بها الافراد في الطبقات الاجتماعية . وشخص كهذا ـ بعرفها ـ خارج عن الاجماع العام الذي أقره العرف الاجتماعي وأمضاه القانون.

ب ـ النظام الفكري لطبقة الاقوياء :

ولاشك ان النظام الفكري والثقافي لأي مجتمع هو النظام الفكري الذي تتبناه الطبقة الحاكمة . فطبقة العمال الحاكمة في المجتمع الشيوعي المندثر ـ مثلاً ـ تفرض ـ بكل قوة ـ الفكر الذي تتبناه وتؤمن به . وعندها ، يصبح الفكر الشيوعي هو الفكر المسيطر على الساحة الفكرية في المجتمع . والفكر الذي تؤمن به النظرية الرأسمالية يسيطر على كل توجهات المجتمع الرأسمالي . وهكذا ترى ان الافكار تابعة للحكام ، كما ان الاحكام تابعة للاسماء في المصطلح الاصولي . ويشير القرآن الكريم الى هذا المفهوم ايضاً عندما يتعرض لممارسات فرعون في اقناع الافراد بأنه هو الاله الذي ينبغي ان يعبد : {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي } [القصص : 38] ، {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ} [غافر : 36] ، فهو المستخف المستهتر بالقيم السماوية : {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء : 23] ، { قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} [غافر : 29] ، وهو الذي يبث الرعب في قلوب الناس : {عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ} [يونس : 83] ، وهو الذي يمتلك القوة والارادة الطاغوتية : {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ } [يونس : 79] ، {قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ} [الأعراف : 123] ، وهو الذي يؤمر فيطاع : {فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى} [طه : 60] ، {فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ} [طه : 78] ، { فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ } [الشعراء : 53] ، وهو الذي طغى واستعلى في الارض : {وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ} [يونس : 83] ، {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} [طه : 43] ، {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى} [طه : 79].

ولاشك ان احفاد فرعون اليوم يمارسون طرقاً فكرية تؤدي الى نتائج تشابه ما أدت اليه سياسة فرعون ، وهي السيطرة على الحكم والنظام الاجتماعي بالقوة . وأقرب مثال على ذلك هو سياسة النظام الرأسمالي الغربي ؛ فان أخطر فكرة يرهبها ذلك النظام هي فكرة ( العدالة الاجتماعية ) ؛ ولذلك فاننا لا نتحسس لصدى هذه الكلمة في الساحة الاعلامية أو الفكرية أو السياسية الرأسمالية . بل يحاول ذلك النظام بكل جهد استبدال كلمتي ( العدالة الاجتماعية ) بـ ( الحلم الامريكي ) . والحلم الامريكي فكرة مزيفة تحاول الايحاء لأفراد النظام الاجتماعي بأن جمع الثروة الاجتماعية وتراكمها مبني ـ حسب الفكرة الرأسمالية ـ على أساس الجهد والعمل (1) . ولكنها تتناسى بأن الثروة العينية الموجودة في المجتمع لما كانت محدودة بحدود توفر النقد المتداول ، أصبح تحقيق ( الحلم الامريكي ) اداةً لحرمان بقية الافراد الذين يعيشون على نفس الأرض الاجتماعية ؛ لأن أية زيادة مالية في دخل طبقة اجتماعية معينة يؤدي الى اختلال اقتصادي واجتماعي ونقيصة في الطبقات الاجتماعية الاخرى.

وعلى ضوء ما ذكرناه ، فان الطبقة الرأسمالية الغنية المتحكمة بشؤون النظام الاجتماعي تحاول ادانة الفقراء والمظلومين ووصمهم بالفشل الاقتصادي في جني الاموال ، فتزعم بأن الفقراء والمستضعفين لو كان لهم قدر من الذكاء والمهارة لما استغرقت رحلتهم من صحراء الاحلام الى شاطئ الواقع وقتاً طويلاً . وهذا الالصاق الفكري تستخدمه الطبقة الرأسمالية الحاكمة حتى تبقى متمسكة بمواقعها السياسية والاجتماعية القوية . وهذا الاسقاط النفسي بلوم الفقراء على فقرهم وتشجيعهم على الايمان بالحظ والمصير المكتوب ونحوها يخدم النظام الطبقي الرأسمالي لأنه يحاول تخدير الفقراء الى امد غير محدود . ولذلك ، فان أية حركة فكرية تحاول ايقاظ الغافلين من غفلتهم ونومهم تواجه بأقسى واعنف الوسائل.

والاسلام بكل ابعاده العبادية والاجتماعية ، خصوصاً فيما يتعلق بفكرة العدالة الاجتماعية ، يمثل هذه الحركة الموضوعية التي تحاول ايقاظ هؤلاء النائمين من نومهم العميق ، ولذلك فان محاربته تستدعي استخدام اقسى وسائل البطش والتنديد ؛ على عكس الديانات الاخرى التي تشجعها الانظمة الاجتماعية الظالمة ، كالهندوسية مثلاً التي تؤمن بأن روح الفرد المطيع تحل في اجسام افراد الطبقة العليا في المجتمع ، وروح العاصي لتعاليم الهندوسية تحل في اجسام افراد الطبقة الفقيرة (2) ؛ لأن الفقر ما هو الا عقابٌ للأرواح العاصية ، فلا يستطيع حينئذ ان ينتقل الافراد من الطبقة الفقيرة المحكومة الى الطبقة الثرية الحاكمة.

والنظام الكنسي النصراني في القرون الوسطى كان عونا للنظام الاقطاعي السائد في اوروبا . فطالما كان الملك مفوضاً من قبل الله سبحانه وتعالى بالتصرف بأرواح واموال واعراض الناس ، فان الجرائم المنسوبة للطبقة الحاكمة انما هي نتيجة طبيعية للارادة الالهية والعمل الرباني ، وليس للأفراد دخل في تغييرها أو ادانتها ! اذن ليس غريباً ان نجد افراداً عاشوا آثار تلك الافكار مثل ( كارل ماركس ) وغيره آمنوا ـ بعد ان رأوا بأم أعينهم فظائع سلوك رجال الكنيسة ـ بأن الدين أفيون الشعوب . وليس هناك شك بأنهم كانوا يقصدون النصرانية الكنيسة في ذلك ، لأنهم رأوا آثار احكام بابوية القرون الوسطى الزاعمة بأن النظام الاجتماعي الظالم لا يجوز تغييره أو ادانته عن طريق الثورة والعنف ، لأن ذلك النظام ما هو الا تصميم الهي للبشرية المعذبة ! وحتى ان فكرة الاستعمار الاوربي للمناطق الآمنة في افريقيا وآسيا لنهب ثروات العالم الاسلامي في القرون الاربعة الاخيرة ، صورت من قبل الطبقة الرأسمالية على انها من أنبل قضايا الرجل البيض . وكان هدفها بالأصل ـ بزعمهم ـ رفع غائلة البدائية والمرض والفقر عن رجال المجتمعات المتخلفة ، ورفع علم الحضارة والتقدم في ثنايا تلك المجتمعات (3) . وربما اعتقد فقراء المجتمع الرأسمالي في الماضي ان ادعاءات الرجل الاوروبي الابيض فيما يتعلق بفقراء العالم صحيحة ؛ ولكن تبين لهم فيما بعد ان الذي استعبدهم لقرون طويلة لا يمكن ان يعدل مع افراد آخرين يختلفون عنه في الجنس واللغة والدين.

وعليه ، فان النظام الفكري للطبقة الحاكمة هو الذي يبقي الظلم الاجتماعي قائماً ، مع ان الطبقة الحاكمة قليلة العدد والطبقة المحكومة تمثل أغلبية أفراد النظام الاجتماعي ، ويأتي المال الذي يعكس منابع القوة الاجتماعية ليتوج سيطرة نظام الظلم الاجتماعي على كل مقدرات الحياة الانسانية.

___________________________

(1) ( كريستوفر جنكز ) وآخرون . من الذي يسبق ؟ العوامل الحاسمة في النجاح الاقتصادي في امريكا . نيويورك : الكتب الاساسية ، 1979 م.

(2) ( لويس رينو ) . الهندوسية . نيويورك : برازيلر ، 1962 م.

(3) ( جوزيف كونراد ) . قلب الظلام . نيويورك : سانت مارتن ، 1989 م.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .