المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الاهمال  
  
94   08:27 صباحاً   التاريخ: 2024-12-31
المؤلف : جون باولبي
الكتاب أو المصدر : رعاية الطفل ونمو المحبة
الجزء والصفحة : ص 111 ــ 116
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

تختلف أنواع الحالات التي يعتبر الوالدان فيها مهملين لأطفالهما. ويعزى الفشل دائماً إلى عدم العناية بالناحية الجسمية وحدها. وقد قام كثير من الباحثين الاجتماعيين المدربين بتجارب على الأطفال الذين كان الإهمال سبب قذارتهم وعلى الذين يعانون من سوء التغذية، فثبت أنهم في صحة عقلية ممتازة ولم يعانوا بشكل ظاهر من حرمانهم من المحبة، ولسوء الحظ نجد أن أولئك الباحثين، معنيون بالصحة الجسمية أو المظهر الجسمي حتى لوحظ أمر عجيب في العمل الاجتماعي نتيجة لذلك وهو أنفاق أموال كثيرة لتحويل طفل مهمل جسمياً ومعتنى به من الناحية النفسية إلى طفل معنى به جسمياً ولكنه محروم من كل مقومات الحياة العاطفية.

ويمكن على الأقل إدراك شكلين من أشكال الحرمان ـ حرمان جسمي وحرمان عاطفي ـ ومع أنهما قد يوجدان معاً في نفس الوقت، فإنه من الأهمية بمكان التمييز بينهما، مادام كل منهما يحتاج إلى علاج مختلف كل الاختلاف.

وسيتضح بوجه عام أنه بينما يرجع الإهمال الجسمي في أغلب الأحيان إلى العوامل الاقتصادية وإلى اعتلال صحة الأم وإلى الجهل، فإن الإهمال العاطفي يكون نتيجة عدم الاستقرار الانفعالي وأمراض الوالدين العقلية. وقد يساعد الخلل العقلي على وجود النوعين معاً.

ولقد كانت أسباب إهمال الوالدين اللذين يعيشان معاً لأطفالهما موضوع تقرير نشرته مجموعة من السيدات الإنجليزيات عام 1948 تحت إشراف السيدة إيفا هاباك (Mes. Eva Habback). وبينما نجد أنها قد رأت أن العوامل الخارجية والاقتصادية في انجلترا عام 1946 / 1947 لم تكن هي السبب الرئيسي وأن العوامل الشخصية ذات أهمية جوهرية أكثر، فأنها مع الأسف قد فشلت في بحث هذه العوامل الشخصية بالتفصيل. ومع أن المشاهدات التي استخلصت منها نتائجها لم تكن كافية إلى حد بعيد، فانه لا دليل على أن عناية كبيرة قد وجهت إلى عوامل الصحة النفسية، بل ربما كان العكس هو الصحيح.

وقد بحثت العوامل الخارجية والاقتصادية تحت أربعة عناوين، وكانت النتائج الرئيسية كما يأتي:

الفقر:

لم يكن عدم كفاية الدخل بصفة عامة هو المسئول مسئولية مباشرة عن الإهمال في عدد كبير من الحالات. ولو أن العجز التام عن تدبير النفقات المنزلية ربما كان أحد الأسباب، وهناك أمثلة كثيرة للسفه في الإنفاق.

حجم الأسرة:

كانت معظم الشواهد إلى جانب الرأي القائل بأن إهمال الطفل في الأسر الكبيرة العدد ليس أعظم منه في الأسر الصغيرة. ولكن هناك كثيراً من الأدلة على أن إنجاب الأطفال المتوالي يمكن أن يؤثر على صحة الأم...

الاحوال السكنية السيئة:

ومع أنه لا شك في أن الأحوال السكنية السيئة يمكنها أن تجعل الصعوبات الموجودة من قبل أكثر سوءاً، فقد قيل على الرغم من ذلك أن البيوت التي كثرت فيها حالات إهمال الأطفال لم تكن في الأحياء الفقيرة القذرة ولا في الأكواخ.

الأم العاملة:

لم يوجد دليل حاسم على أن ذلك كان سبباً في الإهمال.

ويمكن أن يكون التعطل في بعض المجتمعات الغربية الأخرى مع عدم ها وجود نظم مناسبة للتأمين، وما يتبع ذلك من فاقة، أهم سبب من أسباب انهيار الأسرة الذي يؤدي في النهاية إلى الإهمال. ولكن هذه الأحوال لم تكن سائدة في انجلترا في الوقت الذي كتب فيه هذا التقرير. ويؤكد التقرير من ناحية أخرى أهمية اعتلال صحة الوالدين الجسمية والعقلية، وكلاهما على ما يعتقد لم يقدر التقدير الكافي في الماضي.

وهناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن دراسة حالة النساء المهتمات بإهمال أطفالهن دراسة واسعة النطاق تثبت أن كثيراً منهن لم يكن غير متمتعات بصحة جيدة فحسب بل كن في الواقع في حالة صحية سيئة.

وهناك فشل ذريع في التعرف على العوامل النفسية. إذ ينظر الناس إلى سوء حالة المساكن وإلى الفقر والازدحام الشديد كأسباب للحرمان، ونادراً ما يأخذون في الحسبان الصراع العاطفي أو الشذوذ.

وهناك أيضاً النتائج التي توصل إليها مختلف موظفي العلاج الصحي الذين بحثوا حالات (الأسر المشكلة) وهي الأسر التي تعيش في عديد من المشكلات الاجتماعية، والتي توجد فيها حالات إهمال الأطفال بصفة دائمة، والتي لا تستجيب لإجراءات المعونة الاجتماعية العادية، فكثيراً ما يتضح أن الوالدين في الأسر المشكلة وبخاصة الأمهات غير مهذبين وأخلاقهم غير مستقرة. ومع أن الخلل العقلي متفش بينهم (الخلل العقلي أو ما يقرب منه وجد في نحو 25 % من الأمهات في الأسر المشكلة، وذلك في أحد المراكز الحضرية، وفي أحد المراكز الريفية في انجلترا) إلا أنه من المتفق عليه أن هذا ليس هو الإشكال الأعظم لأن كثيراً من المصابين بعجز عقلي قد يكونون آباء صالحين بدرجة كافية إذا توافرت ظروف عادية مناسبة ولم يكن لهم عدد كبير جداً من الأطفال. ومن ناحية أخرى فان المزاج المتقلب، الذي هو مظهر من مظاهر الفشل وعدم الشعور بالمسئولية، كما أنه مظهر من مظاهر السلبية، وسوء النظام في المنزل، كثيراً ما يكون من صفات أحد الوالدين أو كليهما، وأن يكن ذلك بصفة أعم من صفات الأم. أما عن حالة المنزل فأننا نقرأ: (لا توجد صحف ولا كتب ولا ساعة حائط ولا تقويم سنوي ولا أي شيء آخر من النظام أو الترتيب. وليست هناك محاولة للتخطيط أو للاقتصاد. وسرعان ما ينفذ المال بمجرد الحصول عليه، وغالباً ما ينفق على ملذات كثيرة التكاليف). ومن الواضح أن هذا العجز الأساسي عن التبصر في الأمور بالإضافة إلى المشكلات القائمة هو سبب ضعف استجابتهم للتعليم والإجراءات الأخرى التي تتخذ لمساعدتهم. ويبدو أن سوء المسكن قليل الأثر جداً في هذه المشكلة لأن صميم المشكلة هو سوء التربية وعدم القابلية للتهذيب.

وإلى جانب هذه الاضطرابات الخلقية التي لا تقبل التغيير والتي قد تؤدي إلى زيادة الإهمال، فان هناك حالات القلق والضيق العابرة التي لو تعرضت لها الأم فإنها تحملها على إهمال واجباتها المنزلية وهذا قد يؤدي إلى أن يصبح المنزل تدريجياً مسكناً حقيراً قذراً. وقد تخمد عاطفة محبتها لأطفالها أو تصبح ممتزجة بالمرارة ونفاذ الصبر. ومع أن مثل هذه الحالات ما هي في الحقيقة إلا مرض يحتاج إلى عناية طبية، فإنها تظل غالباً بدون تشخيص حتى تسوء حالة المنزل إلى درجة لا تحتمل. ويمكن اعتبار ذلك إثما إجتماعياً في مثل هذه الظروف.

ولقد أكدت أبحاث الخبراء الاجتماعيين المبرزين في رعاية الطفل بالولايات المتحدة الأمريكية المرة بعد المرة أهمية مشاكل الوالدين العاطفية باعتبارها السبب الرئيسي في حاجة الأطفال إلى الرعاية، كما أكدت إلى أي مدى تعود مشاكل الوالدين الحالية إلى ما سبق أن عانوه في طفولتهم من الحرمان والشقاء. وأن سوء تهذيب الوالدين وعدم استقرارهما، وما يتبع ذلك من إهمال الطفل، هو بلا شك مظهر من مظاهر عدم المحبة وسوء التربية التي صادفتهم في طفولتهم، والتي اعتبرت أخيراً أنها الحصيلة المثلى للحرمان، وينتج عنها الفشل وعدم تحمل المسئولية والعجز عن إدراك المفاهيم المجردة وعدم القدرة على التعلم وعدم الاستعداد للتعاون والعلاقات المصطنعة والسلوك المشوش، وهي الصفات التي أصبحت مألوفة للقارئ. ومن المسلم به أن كثيراً من الآباء المشكلين لا تبدو عليهم كل هذه الظواهر. فالعجز في بعضهم قد يكون جزئياً ولكنه دون شك مستقر في أعماق نفوسهم، وهذه التركة الاجتماعية من الأطفال المهملين المصابين بالأمراض العقلية والذين شبوا ليصبحوا آباء مهملين مصابين بالأمراض العقلية، لم تلق إلا قليلا من العناية. ويظن على العكس من ذلك أن أولئك الذين بحثوا حالات الأسر المشكلة كانوا أكثر اهتماماً بالصفات الخاصة التي يمكن وراثتها والمسئولة عن سوء تربية وفشل الوالدين أكثر من اهتمامهم بأحداث طفولتهم المبكرة. ونظراً لأن الباحثين لم يوجهوا بعد عناية كافية إلى هذه الناحية من الموضوع، فإن الحقائق التي يمكن الوثوق بها نادرة. ومع ذلك فقد نشأت النظرية الرئيسية نتيجة لتحليل حالات 234 زوجا من الآباء الذين عهدوا بـ 346 طفلا من أطفالهم إلى بيوت الدكتور برناردو Pernardo في سنوات 1937 ولم تكن هناك في الحقيقة معلومات عن ماضي 60 % من الأمهات، 76 % من الآباء. وهذه في حد ذاتها إشارة لها أهميتها لأنه كما قرر الباحثون (لدينا فكرة عن أن حياة هذا النوع من الآباء كانت غير مستقرة وكانت تنقصهم الارتباطات الدائمة مما يجعل الوقوف على تاريخ حياتهم أمراً مستحيلا) وفي الحالات التي كان من الممكن فيها معرفة بعض المعلومات عن عهد طفولة الوالدين، وجد أن من الآباء، وحوالي 58 % من الأمهات محرومين من الحياة المنزلية الطبيعية في طفولتهم، وأغلبهم كانوا معوقين جسمياً أو عقلياً. وقد ظهر أن كثيرين منهم كانوا إما مهملين وإما أسيئت معاملتهم في طفولتهم. وليست هذه الأرقام دقيقة دائماً، ولكنها على ما يبدو لا تخطئ من ناحية تضخيم أهمية اضطراب الصحة العقلية. ومن المأمول عند البحث مستقبلا في موضوع الأسر المشكلة أن توجه العناية إلى نشأة الوالدين أنفسهم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.