أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-12-31
35
التاريخ: 2-8-2022
1396
التاريخ: 8-8-2022
1271
التاريخ: 9-8-2022
1188
|
يؤدي نمو السكان بفعل الزيادة الطبيعية والهجرة المستمرة الى نمو المستوطنات الصغيرة منها والكبيرة وبالتالي توسعها المساحي حيثما ساعدت العوامل الأخرى غير المحددة لهذا التوزيع إن كانت عوامل طبيعية أم بشرية ، ويقف النقل بشبكاته ونظمه عاملا مهما وراء ذلك النمو والتوسع وبالتالي توزيع المستوطنات على مستوى الإقليم ، و يعكس توزيع المستوطنات البشرية في أي اقليم تفاعل الخصائص المكانية الطبيعية والبشرية لذلك الإقليم وتعد شبكات النقل واحدة من العوامل البشرية التي تقف وراء ذلك التوزيع ، أن علاقة النقل بوجود المستوطنات السكانية وتوزيعها وتوسعها وقبل كل ذلك نموها قد تناوله الجغرافيون وفق رؤى عديدة ، فقد عد كول (Kohl) عام 1841 الطريق والمدينة بكونهما ثنائي يتصف بعلاقة وثيقة ، وعد فيدل دي لا بلاش عام 1900 الطريق بكونه صانع المدينة و أن الطريق يتحرك فيبذر بذور الحياة ممثلة بالمساكن والقرى والمدن ، أن ملاحظة خارطتي الاستيطان البشري وشبكات النقل البري او البحري او الجوي تاريخيا لأي اقليم جغرافي في العالم تؤكد انه في الوقت الذي كان للعوامل الطبيعية كالسطح والمياه والمناخ اثر في استقرار الإنسان وإيجاد المستوطنات والتجمعات السكانية ، فان شبكات النقل وامتداد خطوطها افضت إلى جذب مستوطنات جديدة ، وفي ذات الوقت تقود إلى توسع المستوطنات القائمة في حجومها السكانية وتوسعها المساحي ، وعليه نستطيع ان نقرر بان هناك علاقة متشابكة وبدرجة عالية من التفاعل المكاني بين بناء وإنشاء شبكات النقل واستقرار السكان وبين نمو المستوطنات والتجمعات السكانية ، وإذا كان الطريق البري أو المائي وحتى الجوي قد قاد إلى وجود تجمعات سكانية نمت حتى أمست مدن كبرى خصوصا عند تلاقي خطوط النقل ، أو تموضع تلك التجمعات على طول مساراتها ، فان المستقرات السكانية والمستوطنات الأكبر والتي نشأت بفعل تأثير العوامل الطبيعية كوفرة المياه مثلا قد جذبت مسارات شبكات النقل نحوها لتنطلق إلى أخرى تلبية لحاجات السكان المتزايدة اقتصاديا واجتماعيا . ( كما في الخريطة 2 - 2 ) .
إن لشبكات النقل الحديثة اتجاهين الأول يتمثل بنمو وتطور المدن مساحيا وسكانيا وتوزيعها وبالتالي التزايد المطرد لنمو هذه المدن لتصبح اكبر حجما حيث تنمو الضواحي الأبعد نسبيا عن مركزها ، والأكثر من ذلك نمو هذه التجمعات السكانية لتضم مدن أخرى كانت ابعد ولكنها اصغر حجما وينطبق ذلك على مدن القاهرة الكبرى ولندن وبغداد وطوكيو وباريس ، أما الاتجاه الثاني فيتمثل في إيجاد مراكز سكانيه ابعد من تلك القائمة فعلا عبر تشجيع السكان من خلال تسهيلات النقل للاستثمار الاقتصادي والاستقرار بعيدا عن التركزات القديمة والمتضخمة كما هو الحال في مدينة نصر الصناعية خارج مركز العاصمة المصرية القاهرة وهذا بدوره يؤدي إلى إيجاد نويات حضرية أخرى. تعد بومباي (موباي) الهندية الواقعة على سواحل بحر العرب مثالا على إثر النقل في قيام المدن وتوسعها، حيث نشأت هذه المدينة تاريخيا على أساس استقرار مجموعات من السكان بالقرب من سواحل ومياه بحر العرب في ثلاث مناطق تحيط بها المياه وتفصلها المستنقعات بفعل كميات الأمطار الموسمية ، ألا أن نهضة هذه المستقرات كانت بفعل حركة النقل البحري التجاري للقطن المصدر من الهند إلى بقية أنحاء العالم ، والنهضة الكبرى التي جعلت منها المدينة الأكبر حجما بالسكان والأكثر كثافة في وسائل النقل البرية كالسكك الحديد والوسائط البحرية كحركة السفن من موانئها حصلت بعد افتتاح قناة السويس عام ( 1869 م ) مما جعلها المحطة الرئيسة لعمليات النقل بين جنوب وجنوب شرق آسيا بضمنها الهند من جهة والدول الأوربية من جهة أخرى لكافة السفن العابرة لقناة السويس .
|
|
هذه العلامة.. دليل على أخطر الأمراض النفسية
|
|
|
|
|
ضمن سلسلة إصدارات قطوف.. المَجمَع العلمي يُصدر كتاب (الأسباب النفسية للضلال)
|
|
|