أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-07-2015
4989
التاريخ: 25-09-2014
5401
التاريخ: 25-09-2014
5494
التاريخ: 8/11/2022
1570
|
جملة من الآداب والتعاليم القرآنية
قال تعالى : {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ (53) هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (54) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55) إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56) لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (57) وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ (58) إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ } [غافر: 53 - 59].
قال الشيخ الطبرسي : ثم بين سبحانه نصرته موسى وقومه ، فقال : {وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى} أي : أعطيناه التوراة فيها أدلة واضحة على معرفة اللّه ، وتوحيده .{ وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ} أي : وأورثنا من بعد موسى بني إسرائيل التوراة ، وما فيه من البيان هُدىً أي : هو هدى أي : دلالة يعرفون بها معالم دينهم {وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ} أي : وتذكير لأولي العقول ، لأنهم الذين يتمكنون من الانتفاع به دون من لا عقل له . ويجوز أن يكون هُدىً ، و ذِكْرى منصوبين على أن يكونا مصدرين ، وضعا موضع الحال من الكتاب ، بمعنى هاديا ومذكرا.
ويجوز أن يكون بمعنى المفعول له أي : للهدى والتذكير.
ثم أمر نبيه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بالصبر فقال : فَاصْبِرْ يا محمد على أذى قومك ، وتحمل المشاق في تكذيبهم إياك إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ الذي وعدك به من النصر في الدنيا ، والثواب في الآخرة حَقٌّ لا خلف فيه {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} من جوز الصغائر على الأنبياء قال : معناه اطلب المغفرة من اللّه على صغيرة وقعت منك ، ولعظيم نعمته على الأنبياء كلفهم التوبة من الصغائر . ومن لا يجوز ذلك عليهم ، وهو الصحيح ، قال : هذا تعبد من اللّه سبحانه لنبيه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بالدعاء والاستغفار لكي يزيد في الدرجات ، وليصير سنة لمن بعده « 1 ». {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} أي : نزه اللّه تعالى ، واعترف بشكره ، وإضافة النعم إليه ، ونفي التشبيه عنه . وقيل : نزه صفاته عن صفات المحدثين ، ونزه أفعاله عن أفعال الظالمين . وقيل : معناه صل بأمر ربك بِالْعَشِيِّ من زوال الشمس إلى الليل وَالْإِبْكارِ من طلوع الفجر الثاني ، إلى طلوع الشمس ، وقيل : يريد الصلوات الخمس ، وروي عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال : « قال اللّه ، جل جلاله : يا ابن آدم ! اذكرني بعد الغداة ساعة ، وبعد العصر ساعة ، أكفك ما أهمك ».
ثم قال سبحانه : {إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ} أي : يخاصمون فِي آياتِ اللَّهِ أي : في دفع آيات اللّه ، وإبطالها بِغَيْرِ سُلْطانٍ أي : حجة أَتاهُمْ اللّه إياها يتسلط بها على إنكار مذهب يخالف مذهبهم إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ أي : ليس في صدورهم إلا عظمة وتكبر على محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وجبرية ما هُمْ بِبالِغِيهِ أي : ما هم ببالغي مقتضى تلك العظمة ، لأن اللّه تعالى مذلهم.
وقيل : معناه كبر بحسدك على النبوة التي أكرمك اللّه بها ما هم ببالغيه ، لأن اللّه تعالى يرفع بشرف النبوة من يشاء . وقيل : ما هم ببالغي وقت خروج الدجال . فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ من شر اليهود ، والدجال ، ومن جميع ما يجب الاستعاذة منه إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ لأقوال هؤلاء الْبَصِيرُ بضمائرهم . وفي هذا تهديد لهم فيما أقدموا عليه.
ثم قال سبحانه : {لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} مع عظمهما ، وكثرة أجزائهما ، ووقوفهما بغير عمد ، وجريان الفلك والكواكب ، من غير سبب أَكْبَرُ أي : أعظم وأهول في النفس مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وإن كان خلق الناس عظيما بما فيه من الحياة والحواس المهيأة لأنواع مختلفة من الإدراكات {وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} لعدولهم عن الفكر فيه ، والاستدلال على صحته . والمعنى : إنهم إذا أقروا بأن اللّه تعالى خلق السماء والأرض ، فكيف أنكروا قدرته على إحياء الموتى ، ولكنهم أعرضوا عن التدبر ، فحلوا محل الجاهل الذي لا يعلم شيئا.
{وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ} أي : لا يستوي من أهمل نفسه ، ومن تفكر فعرف الحق .
شبه الذي لا يتفكر في الدلائل بالأعمى ، والذي يستدل بها بالبصير . {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَلَا الْمُسِيءُ} أي : وما يستوي المؤمنون الصالحون ، ولا الكافر الفاسق في الكرامة والإهانة ، والهدى والضلال قَلِيلًا ما تَتَذَكَّرُونَ يجوز أن تكون ما مزيدة . ويجوز أن تكون مصدرية . فيكون تقديره : قليلا تذكرهم أي : قل نظرهم فيما ينبغي أن ينظروا فيه مما دعوا إليه.
إِنَّ السَّاعَةَ يعني القيامة لَآتِيَةٌ أي : جاثية واقعة لا رَيْبَ فِيها أي : لا شك في مجيئها . {وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ} أي : لا يصدقون بذلك لجهلهم باللّه تعالى ، وشكهم في إخباره « 2 ».
____________
( 1 ) أن القرآن نزل بإياك أعني واسمعي يا جارة ، كما ورد في روايات كثيرة .
( 2 ) مجمع البيان : ج 8 ، ص 448 - 451 .
|
|
علاج جفاف وتشقق القدمين.. مستحضرات لها نتائج فعالة
|
|
|
|
|
الإمارات.. تقنية رائدة لتحويل الميثان إلى غرافين وهيدروجين
|
|
|
|
|
قسم التطوير ينظّم ورشة عن التعليم الأخضر لعددٍ من طالبات جامعة العميد
|
|
|