المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفيضان الذي حدث في عهد (أوسركون الثالث)
2025-01-14
الفرعون (أوسركون الثالث)
2025-01-14
الملك (أوبوت)
2025-01-14
تماثيل عظماء الرجال في عصر (بادو باست)
2025-01-14
الفرعون بادو باست
2025-01-14
مقدمة الأسرة الثالثة والعشرون
2025-01-14

التلوث الضوضائي Noise pollution
18-10-2015
تنصيص الإمام الهادي (عليه السلام) على خاتمية النبي (صلى الله عليه واله)
1-02-2015
إنشاء المناحل
3/11/2022
هل ترفع قاعدة الجب العقاب الأخرويّ
2024-07-27
المظاهر الطبيعية للنرويج
2024-09-08
احضار الشهود
21-6-2016


عدم الشجار أثناء الحمل  
  
221   08:57 صباحاً   التاريخ: 2024-12-15
المؤلف : السيد علي عاشور العاملي
الكتاب أو المصدر : تربية الجنين في رحم أمه
الجزء والصفحة : ص127ــ131
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-12-2021 1992
التاريخ: 21-9-2018 2058
التاريخ: 20-7-2018 1749
التاريخ: 2024-09-03 531

إن كل شجار تتعرض له الزوجة الحامل سوف يؤثر على حالتها النفسية، وهو مضر بصحة الجنين، على أن الشجار غالباً ما يؤدي الى الغضب والتوتر العصبي لدى الطرفين مما يؤثر تأثيراً مباشراً على الجهاز العصبي عند الجنين.

وقد حرّم الله الإضرار بالزوجة وظلمها وأذيتها فإذا كان الشجار سوف يؤدي الى ذلك فهو حرام أيضاً، وإلا إذا كان الشجار نتيجة تقصير من الزوجة أو لأسباب خارجة عن الاختيار أو لسوء تصرف الأولاد؛ نتج شجار بين الزوجين، فهنا على الزوج - كمسؤول عن المنزل - أن يتصرف بحكمة ولا يوصل الأمر الى ذروته بحيث يؤثر على الزوجة وجنينها.

كما على الزوجة مراعاة جو المنزل والحفاظ عليه هادئ والصبر قدر المستطاع وعدم إخبار الزوج بالشيء الذي يعكر مزاجه، إلا إذا كان من المسائل المهمة التي لها تبعات خطيرة.

شاهد علمي 

قال الدكتور عمارة: (إنّ الاضطرابات السلوكية والأمراض النفسية التي تصيب الطفل في حداثته والرجل في مستقبله، تكون نتيجة المعاملة الخاطئة للأبوين كالاحتكاكات الزوجية التي تخلق الجو العائلي المتوتر الذي يسلب الطفل الأمن النفسي)(1).

ويقول العالم جيرارد فوجان: (والأم التي لا تجد التقدير الكافي إنسانة وأم وزوجة في المنزل لا تستطيع أن تعطي الشعور بالأمن)(2).

فالشعور بالأمن والاستقرار من أهم العوامل في بناء شخصية الطفل بناءً سوياً متزناً، وهذا الشعور ينتفي في حالة استمرار الخلافات والعلاقات المتشنجة، والطفل في حالة مثل هذه يكون متردداً حيران لا يدري ماذا يفعل، فهو لا يستطيع إيقاف النزاع والخصام وخصوصاً إذا كان مصحوباً بالشدة، ولا يستطيع أن يقف مع أحد والديه دون الآخر، إضافة إلى محاولات كلّ من الوالدين بتقريب الطفل إليهما بإثبات حقه واتهام المقابل بإثارة المشاكل والخلافات، وكل ذلك يترك بصماته الداكنة على قلب الطفل وعقله وإرادته.

يقول الدكتور سوك: (إنّ العيادات النفسية تشهد آلاف الحالات من الأبناء الذين نشأوا وسط ظروف عائلية مليئة بالخلاف الشديد، إن هؤلاء الأبناء يشعرون في الكبر بأنهم ليسوا كبقية البشر، وتنعدم فيهم الثقة بالنفس، فيخافون من إقامة علاقات عاطفية سليمة ويتذكرون أن معنى تكوين أسرة هو الوجود في بيت يختلفون فيه مع

طرف آخر ويتبادلون معه الإهانات)(3).

بل نقول: إن تحويل البيت الأسري الى حلبة صراع مكشوفة هو على خلاف الفطرة وتعاليم السماء وما عليه بناء العقلاء، وهنيئاً للأسرة التي تبانت على حلّ مشاكلها على طاولة الحوار والتقييم، إن المشاكل منتظرة وليست بمستهجنة إلا أنّ سرّ النجاح يكمن في كيفية التغلب على المشاكل وأخذ القرار الشجاع في إنهائها وأن تكون بعيدة عن أعين الأطفال، وإن ظهر منها أمر أمامهم فعليهم وبجرأة الشجاعة الحكيمة أن يظهروا التفاهم السريع أمام عدسات أولادهم البريئة.

تأثير الأم على الجنين أكثر من الأب

قال علماء الأخلاق: بالرغم من أن الأب والأم كليهما يشتركان في صنع الخلية الأولى للطفل ويتساوى دورهما فيه - ولهذا نجد أن الأطفال يكتسبون بعض صفاتهم من آبائهم وبعضها من أمهاتهم - لكن الرحم هو الذي يصنع الطفل ويخرج تلك الذرة الصغيرة بصورة إنسان كامل.

وإن جميع الاستعدادات التي كانت كامنة في تلك الخلية الأولية تظهر إلى عــالـم الفعلية في رحم الأم، إذن فالمقدرات التفصيلية للطفل من الصلاح والفساد، والجمال

والقبح، والنواقص والكمالات، الظاهرية والباطنية كلها تخطط في الرحم.

هناك مئات التفاعلات والتأثيرات الاختيارية والاتفاقية تمر في طريق أصلاب الآباء وأرحام الأمهات، وتؤثر في الأطفال بصورة خفية حيث تظهر نتائجها جميعاً في الرحم.

والرحم هو آخر مراحل التأثيرات المختلفة الطارئة على تكوين الطفل، وعند عبوره هذه المرحلة يبدأ الحياة على الأرض.

إذن فالسعادة والشقاء التكوينيين للإنسان يجب البحث عنهما في آخر المراحل وهو رحم الأم. ولهذا نجد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) والأئمة الطاهرين (عليهم السلام) بالرغم من عنايتهم الشديدة بالتأثير المشترك لأصلاب الآباء وأرحام الأمهات حول سعادة الطفل وشقائه يوجهون جل اهتمامهم إلى رحم الأم فيقولون: ((السعيد سعيد في بطن أمه، والشقي شقي في بطن أمه))(4).

إن (رحم الأم هو المحيط الأول الذي ينشأ به الإنسان، ولهذا المحيط تأثيراته الإيجابية والسلبية على الجنين لأنه الإطار الذي يتحرك فيه، ويعتبر الجنين جزءاً من الأم، تنعكس عليه جميع الظروف التي تعيشها الأم، وقد أثبتت الدراسات العلمية تأثير الأم على نمو الجنين الجسدي والنفسي، فالاضطراب والقلق والخوف والكبت وغير ذلك يترك أثره في اضطراب الوليد عاطفياً)(5).

لقد (أثبت الواقع الاجتماعي والواقع العلمي بدراساته المستفيضة الأثر الحاسم للوراثة والمحيط الاجتماعي في تكوين الطفل ونشوئه، وانعكاسات الوراثة والمحيط عليه في جميع جوانبه الجسدية والنفسية(6) فأغلب الصفات تنتقل من الآباء والأمهات والأجداد الى الأبناء، كالذكاء والاضطراب السلوكي وانفصام الشخصية والأمراض العقلية والانضباط الذاتي، وصفات التسامح والمرونة، فيكونون وسطاً مساعداً للانتقال أو يكون في الأبناء الاستعداد للاتصاف بها، إضافة إلى انعكاس العــادات والتقاليد على الأبناء، نتيجة لتكرر الأعمال(7) ومن أكد الإسلام على الزواج الانتقائي، أي بانتقاء الزوجين من أسرة صالحة وبيئة صالحة)(8).

وعلى الزوجين الالتفات الى مسألة الشجار التي تعكر صفو المنزل وتلغي الأنس والمودة والرحمة بينهما، وأن الدنيا ساعة فلتكن طاعة ومحبة وبرّ وتربية، خاصة في أثناء الحمل الأمر الذي سوف ينعكس على الجنين ومستقبله.

________________________________

(1) أضواء على النفس البشرية، للدكتور الزين عباس عمارة: 302 ـ دار الثقافة بيروت ـ 1407 هـ ط 1.

(2) أضواء على النفس البشرية، للدكتور الزين عباس عمارة: 302 - دار الثقافة بيروت - 1407 هـ ط 1، عنه كتاب تربية الطفل في الإسلام: 18، مركز الرسالة، قم.

(3) مشاكل الآباء في تربية الأبناء: 45، عنه كتاب تربية الطفل في الإسلام: 19، مركز الرسالة، قم.

(4) الطفل بين الوراثة والتربية، الشيخ محمد تقي الفلسفي: 1/ 89.

(5) علم النفس التربوي، للدكتور فاخر عاقل: 46 - 47.

(6) علم النفس التربوي، للدكتور فاخر عاقل: 45 - 57 (دار العلم للملايين (1985م ط 11).

(7) علم النفس العام للدكتور انطون حمصي 1: 94 - مطبعة ابن حبان دمشق 1407 هـ .

(8) تربية الطفل في الإسلام 28، مركز الرسالة، قم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.