المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18053 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



النعمة الظاهرة والباطنة  
  
169   09:08 صباحاً   التاريخ: 2024-12-11
المؤلف : الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
الكتاب أو المصدر : التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة : ج 6 ص24-27.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / مقالات عقائدية عامة /

النعمة الظاهرة والباطنة

قال تعالى : {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (20) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} [لقمان: 20، 21].

وردت روايات عديد في معنى الآية الأولى عن طريق أهل البيت عليهم السّلام نذكر منها : قال جابر : قرأ رجل عند أبي جعفر عليه السّلام : وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً ، قال : « أما النعمة الظاهرة فالنبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وما جاء به من معرفة اللّه عزّ وجلّ وتوحيده ، وأما النعمة الباطنة فولايتنا أهل البيت ، وعقد مودتنا ، فاعتقد واللّه قوم هذه النعمة الظاهرة والباطنة ، واعتقدها قوم ظاهرة ، ولم يعتقدوها باطنة ، فأنزل اللّه : {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ} [المائدة : 41] ، ففرح رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عند نزولها ، إذ لم يتقبّل اللّه تعالى إيمانهم إلا بعقد ولايتنا ومحبتنا » « 1 » .

وقال أبو أحمد محمد بن زياد الأزدي : سألت سيدي موسى بن جعفر عليه السّلام عن قول اللّه عزّ وجلّ : وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً فقال عليه السّلام : « النعمة الظاهرة : الإمام الظاهر ، والباطنة : الإمام الغائب » .

فقلت له : ويكون في الأئمّة من يغيب ؟ فقال : « نعم ، يغيب عن أبصار الناس شخصه ، ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره ، وهو الثاني عشر منّا ، ويسهّل اللّه له كل عسير ، ويذلل اللّه له كل صعب ، ويظهر له كلّ كنوز الأرض ، ويقرّب له كل بعيد ، ويبير « 2» به كلّ جبار عنيد ، ويهلك على يده كل شيطان مريد ، ذلك ابن سيّدة الإماء ، الذي تخفى على الناس ولادته ، ولا يحل لهم تسميته ، حتى يظهره اللّه عزّ وجلّ فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما » .

وقال ابن بابويه ( قدس اللّه سره ) : لم أسمع هذا الحديث إلا من أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ( رضي اللّه عنه ) بهمدان ، عند منصرفي من حجّ بيت اللّه الحرام ، وكان رجلا ثقة ديّنا فاضلا ( رحمة اللّه ورضوانه عليه ) « 3 » .

وقال علي عليه السّلام في قوله تعالى : وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً ، قال : « أما الظاهرة فالإسلام ، وما أفضل عليكم في الرزق ، وأما الباطنة فما ستر عليك من مساوىء عملك » « 4 ».

وقال أبو جعفر عليه السّلام : « حدثني عبد اللّه بن العباس ، وجابر بن عبد اللّه الأنصاري - وكان بدريا أحديا شجريا وممن محض من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، في مودة أمير المؤمنين عليه السّلام - قالا : بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في مسجده في رهط من أصحابه ، فيهم أبو بكر ، وأبو عبيدة ، وعمر ، وعثمان ، وعبد الرحمن ، ورجلان من قراء الصحابة : من المهاجرين عبد اللّه بن أم عبد ، ومن الأنصار أبي بن كعب ، وكانا بدريين ، فقرأ عبد اللّه من السورة التي يذكر فيها لقمان ، حتى أتى على هذه الآية : وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً الآية ، وقرأ أبيّ من السورة التي يذكر فيها إبراهيم عليه السّلام : {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } [إبراهيم : 5].

قالوا : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : أيّام اللّه : نعماؤه ، وبلاؤه ، ومثلاته سبحانه ، ثم أقبل صلّى اللّه عليه وآله وسلّم على من شهده من أصحابه ، فقال : إني لأتخولكم « 5 » بالموعظة تخوّلا مخافة السآمة « 6 » عليكم ، وقد أوحى إلي ربي جل جلاله أن أذكركم بأنعمه ، وأنذركم بما اقتصّ عليكم من كتابه ، وتلا : وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ الآية .

ثم قال لهم : قولوا الآن قولكم : ما أول نعمة رغبكم اللّه فيها ، وبلاكم بها ؟ فخاض القوم جميعا ، فذكروا نعم اللّه التي أنعم عليهم وأحسن إليهم بها من المعاش ، والرّياش ، والذرية ، والأزواج إلى سائر ما بلاهم اللّه عزّ وجلّ به من أنعمه الظاهرة ، فلما أمسك القوم أقبل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم على عليّ عليه السّلام ، فقال : يا أبا الحسن ، قل ، فقد قال أصحابك . فقال : وكيف لي بالقول - فداك أبي وأمي - وإنما هدانا اللّه بك ! قال : ومع ذلك فهات ، قل ، ما أول نعمة بلاك اللّه عزّ وجلّ ، وأنعم عليك بها ؟ قال : أن خلقني - جلّ ثناؤه - ولم أك شيئا مذكورا . قال : صدقت ، فما الثانية ؟ قال : أن أحسن بي إذ خلقني فجعلني حيا لا مواتا . قال : صدقت ، فما الثالثة ؟ قال : أن أنشأني - فله الحمد - في أحسن صورة ، وأعدل تركيب . قال : صدقت ، فما الرابعة ؟ قال : أن جعلني متفكرا راغبا ، لا بلهة ساهيا . قال : صدقت ، فما الخامسة ؟ قال : أن جعل لي شواعر أدرك ما ابتغيت بها ، وجعل لي سراجا منيرا . قال : صدقت ، فما السادسة ؟ قال : أن هداني لدينه ، ولم يضلني عن سبيله . قال : صدقت ، فما السابعة ؟ قال : أن جعل لي مردّا في حياة لا انقطاع لها . قال : صدقت ، فما الثامنة ؟ قال : أن جعلني ملكا مالكا لا مملوكا . قال : صدقت ، فما التاسعة ؟ قال : أن سخّر لي سماءه وأرضه ، وما فيهما ، وما بينهما من خلقه .

قال : صدقت ، فما العاشرة ؟ قال : أن جعلنا سبحانه ذكرانا قوّاما على حلائلنا ، لا إناثا .

قال : صدقت ، فما بعد هذا ؟ قال : كثرت نعم اللّه - يا نبي اللّه - فطابت ، وتلا : {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [إبراهيم: 34] ، فتبسّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وقال :

ليهنئك الحكمة ، ليهنئك العلم - يا أبا الحسن - وأنت وارث علمي ، والمبيّن لأمتي ما اختلفت فيه من بعدي ، من أحبّك لدينك ، وأخذ بسبيلك فهو ممن هدي إلى صراط مستقيم ، ومن رغب عن هداك ، وأبغضك ، لقي اللّه يوم القيامة لا خلاق له » « 7 » .

وقال أبو جعفر عليه السّلام في قوله : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَ وَلَوْ كانَ الشَّيْطانُ يَدْعُوهُمْ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ : « فهو النّضر بن الحارث ، قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم اتبع ما أنزل إليك من ربك . قال :

بل أتّبع ما وجدت عليه آبائي » « 8 » .

____________

( 1 ) تفسير القميّ : ج 2 ، ص 165 .

( 2 ) أي يهلك .

( 3 ) كمال الدين وتمام النعمة : ص 368 ، ح 6 .

( 4 ) الأمالي : ج 2 ، ص 104 .

( 5 ) يتخولنا بالموعظة : أي يتعهدنا . « النهاية : ج 2 ، ص 88 » .

( 6) السآمة : الملل والضجر . « النهاية : ج 2 ، ص 328 » .

( 7 ) الأمالي : ج 2 ، ص 105 .

( 8 ) تفسير القميّ : ج 2 ، ص 166 .

 

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .