المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6311 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



دوافع الحسد  
  
135   07:03 مساءً   التاريخ: 2024-12-10
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الأخلاق في القرآن
الجزء والصفحة : ج2/ ص82-84
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / الرذائل وعلاجاتها / الحسد والطمع والشره /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-9-2016 1995
التاريخ: 4-4-2022 2482
التاريخ: 28-9-2016 2471
التاريخ: 2024-12-10 131

من المعلوم أنّ الكثير من الصفات الرذيلة تتناغم مع بعضها وبينها تأثير متقابل ، والحسد أيضاً من هذه الصفات حيث ينشأ من صفات قبيحة اخرى ، وهو بنفسه يُعد منبعاً ومصدراً لرذائل كثيرة أيضاً.

ويذكر علماء الأخلاق للحسد منابع كثيرة منها : العداوة والحقد بالنسبة إلى الآخرين حيث يتسبّب في أن يتمنّى الإنسان زوال النعمة عن الطرف الآخر الّذي يحمل له العداء ويبطن له الحقد.

والآخر هو الكِبر والغرور ، ولهذا إذا رأى المتكبر غيره يتمتّع بنعم أكثر منه فإنه يتمنّى زوالها بل يسعى في إزالتها أيضاً لكي يُحرز تفوّقه على الآخرين.

الثالث : حبّ الرئاسة حيث يتسبّب في أن يتمنّى الإنسان زوال نعمة الآخرين لكي يستطيع بذلك من تحكيم سيطرته وحكومته عليهم ، لأنّه إذا لم تكن قدرته وثروته وامكاناته الاخرى أكثر من الآخرين فإنه قد لا يستطيع أن يثبّت أركان حكومته عليهم.

الرابع من أسباب الحسد : الخوف من عدم الوصول إلى المقاصد الدنيوية ، لأن الإنسان يتصور أحياناً أنّ النعم الإلهية محدودة فلو أنّ الآخرين حصلوا عليها فيمكن أن يُحرم منها أو لا يصل إليه منها إلّا القليل.

الخامس : الاحساس بالحقارة والدونية ، فالأشخاص الّذين لا يجدون في أنفسهم اللياقة للوصول إلى المقامات العليا وحيازة المراتب السامية فإنّ ذلك يتسبب في ابتلائهم بعقدة الحقارة الّتي تدفعهم إلى تمني زوال النعمة من الآخرين وأن لا ينال الآخرون مكانة اجتماعية مهمة ليكونوا معهم سواء.

السادس : من أسباب الحسد هو البخل وخبث الباطن لأن البخيل ليس فقط غير مستعد لأن يبذل ما في يده إلى الآخرين ، بل يتألم عند ما يرى نِعم الله تعالى تصل إلى غيره ، أجل فإنّ ضيق الافق ودناءة الطبع وخساسة النفس تقود الإنسان إلى أن يعيش الحسد في واقع النفس ، وأحياناً تتوفر جميع هذه الأسباب والدوافع الستة للحسد لدى الفرد ، وأحياناً اخرى اثنان أو ثلاثة منها ، فتشتد خطورة الحسد بنفس النسبة.

ولكن الأهم من ذلك فإنّ الحسد يمكن أن يمتد بجذوره إلى عنصر العقيدة ومكامن الدين ، فمن كان يؤمن بالله تعالى وقدرته ولطفه ورحمته وعدالته وحكمته ، كيف يمكنه أن يجد في نفسه حالة الحسد للآخرين؟

إن الشخص الحسود يكاد يعترض على الله تعالى بلسان حاله وأنّه لماذا رزقت فلاناً تلك النعمة؟ وأين العدالة؟ وأين الحكمة؟ ولما ذا لا تعطيني مثله؟ بل قد يتصور نسبة العجز إلى الله تعالى عند ما يعطي غيره ولا يعطيه هو ولهذا يفضل أن تسلب تلك النعمة من ذلك الشخص وتصل إليه.

وعلى هذا الأساس فالحاسد في الحقيقة يعيش في حالة من اهتزاز دعائم الإيمان والتوحيد الأفعالي في واقعه الروحي ، لأن الإنسان المؤمن بأصل التوحيد الأفعالي يعلم جيداً أن تقسيم النعم الإلهية على العباد لا يكون اعتباطياً ، بل وفق ما تقتضيه الحكمة الإلهية ، ويعلم كذلك أنّ الله تعالى يملك القدرة في أن يرزقه أكثر وافضل من ذلك الشخص فيما لو كان يتمتع باللياقة لمثل هذه النعم والمواهب ، إذن عليه أن يسعى لتحصيل القابلية واللياقة لذلك.

ولهذا نقرأ في الحديث القدسي حيث يخاطب الله تعالى نبيه زكريا : «الْحَاسِدُ عَدُوٌّ لنِعْمَتِي ، مُتَسَخِّطٌ لِقَضَائِي ، غَيْر رَاضٍ لِقِسْمَتِيَ الَّتِي قَسَمْتُ بَيْنَ عِبَادي» ([1]).

وقد ورد شبيه هذا المضمون عن رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) حيث قال : «إنّ الله تعالى أوحى إلى موسى بن عمران : «لَا تَحْسُدَنَّ النَّاسُ عَلَى مَا آتَيْتُهُمْ مِنْ فَضْلِي ، وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ الَى ذَلِكَ ، وَلَا تَتَّبِعُهُ نَفْسَكَ ، فَانَّ الْحَاسِدَ سَاخِطٌ لِنِعَمِي ، ضَادٌّ لِقَسْمِيَ الّذي قَسَمْتُ بَيْنَ عِبَادي وَمَنْ يَكُ كَذَلِكَ فَلَسْتُ مِنْهُ وَلَيْسَ مِنّي!» ([2]).

والخلاصة أنّ الحسود لا يتمتع في الحقيقة بدعائم إيمانية وعقائدية راسخة وإلّا فإنه يعلم أنّ حسده ما هو إلّا نوع من أنواع الإنحراف عن خط التوحيد وعن الحقّ.

ويقول الشاعر في هذا المجال :

الا قل لمن كان لي حاسداً
 

 

أتدري على من اسأت الأدب؟!
 

اسأت على الله في فعله
 

 

إذا أنت لم ترض لي ما وهب! ([3])
 


[1] المحجّة البيضاء ، ج 5 ، ص 326.

[2] اصول الكافي ، ج 2 ، ص 307.

[3] سفينة البحار ، مادّة حسد.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.