وهي رياح محلية تهب من شمال أفريقيا أو غرب أسيا ومن اليابس تحديداً لتؤثر على حوض البحر المتوسط، ومنها ما يصل تأثيرها إلى جنوب أوربا كل هذه الرياح ترفع من درجة حرارة المناطق التي تمر عليها، ومعظمها يكون محمل بالأتربة والرمال لأنها تهب من مناطق جافة وخاصة الصحراء الكبرى. يعتقد البعض إنها رياح ترافق المنخفضات الجوية المارة بالمنطقة. فالرياح الحارة تكون دائماً في مقدمة المنخفض الجوي. ولكنني اعتقد إن سبب هبوبها يتعدى هذا السبب، حيث إن بعض منها كالخماسين تستمر لفترة طويلة تفوق الشهر، وهذا ينفي كونها مجرد رياح تهب في مقدمة المنخفض الجوي. إن اختلاف التسخين بين اليابس والماء في منطقة حوض البحر المتوسط قد تكون هي المسئولة عن ظاهرة الرياح المحلية في هذه المنطقة. ففي الشتاء يكون اليابس أبرد من الماء فيكون ضغطة عالي والماء خفيف بينما في الصيف يكون الماء أبرد من اليابس فيكون ضغطة عالي واليابس خفيف. هذا الاختلاف المحلي قد ينشط حركة الرياح بين مراكز الضغط المختلفة نتيجة التداخل الكبير بين الماء واليابس في المنطقة. لذلك تظهر في المنطقة أنواع كثيرة من الرياح المحلية. كما اعتقد أن هناك بعض أنواع الرياح التي تحمل أسماء مختلفة ولكنها هي في الحقيقة نوع واحد. فالاختلافات اللغوية في المنطقة مع الأصالة الحضارية فيها قد تكون عاملاً في هذا التنوع بالأسماء. من أشهر الرياح المحلية الحارة هي الخماسين، والسموم والقبلي، والسيروكو.