المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الماشية في هولندا (The Netherlands (Holland
2024-11-08
أسبـاب الاهتـمام بـسلـوك المـستهـلك
2024-11-08
أهميـة وفـوائـد دراسـة سـلوك المـستـهلكـيـن
2024-11-08
المـفاتـيـح الرئـيسـة لـفهـم سـلوك المـستهـلك
2024-11-08
2024-11-08
الماشية الكندية
2024-11-08



أثر الخوف والقمع على التربية  
  
37   08:45 صباحاً   التاريخ: 2024-11-08
المؤلف : السيد علي عاشور العاملي
الكتاب أو المصدر : تربية الجنين في رحم أمه
الجزء والصفحة : ص344ــ345
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

قال علماء الأخلاق: تخضع نفسيات الأفراد في الأسرة إلى وضع حكومة الآباء. فالأب الذي يتحدث إلى أبنائه بلسان التهديد والعقاب فقط وتكون إطاعته له قائمة على أساس الخوف منه، ينعدم حب التعالي والترقي من نفوس الأطفال، ولا تظهر استعداداتهم الخفية ولا يفكرون في تحصيل الكفاءات لأنفسهم. وبصورة أساسية فإن الأطفال في أمثال هذه الأسر لا يدركون أنفسهم، ولا يلتفتون إلى وجودهم بين ظهراني المجتمع، لأنهم لم يسمعوا كلاماً من رب الأسرة حول إظهار شخصياتهم، فهو كان يتحدث معهم بلغة السوط والعصا فقط!.

أما في الأسر التي تقوم على أساس التعالي النفسي وحب الكمال، الأسر التي تهدف التربية فيها إلى إيجاد الكفاءة والفضيلة والصلاحية في نفوس الأفراد، تنعدم لغــة التهديد والعقوبة، بل يستند المربي حينئذ إلى شخصية الأطفال ويستفيد من غريزة حبهم للكمال في تشجيعهم على العمل المثمر الحر.

عن الحسن بن علي (عليهما السلام): أنه دعا بنيه وبني أخيه، فقال: إنكم صغار قوم، ويوشك أن تكونوا كبار قوم آخرين، فتعلموا العلم، فمن لم يستطع منكم أن يحفظه فليكتبه وليضعه في بيته(1).

قال: ((فالإمام الحسن عليه السلام لم يتحدث عن نفسه مع أطفاله ولم يهددهم بقوته، بل أشعرهم بأنهم صغار اليوم، وربما كانوا كبار الغد، وإن العظمة وذيوع الصيت في المجتمع يستلزم الكفاءة، فأخذ يحثهم على التعلم وتحصيل المعرفة))(2).

وقال: إن نظرة الإسلام إلى هؤلاء الحكام الظالمين... إلى هؤلاء الثلة الحقيرة التي تحكم الناس بقوة الحديد والنار... نظرة ملؤها الريبة والاحتقار ويعرفهم بأنهم أحقر الناس وشرّهم في مقام الحكم الإلهي عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((شر الناس يوم القيامة: الذين يكرمون اتقاء شرهم))(3).

كما ورد عنه (صلى الله عليه وآله) في حديث آخر: ((ويل لمن تزكيه الناس مخافة شرّه، ويل لمن أطيع مخافة جوره، ويل لمن أكرم مخافة شره))(4).

وفي حديث ثالث: ((ألا إن شرار أمتي: الذين يكرمون مخافة شرهم، ألا ومن أكرمه الناس اتقاء شره فليس مني))(5).

وقال: في أسرة كهذه تنعدم السعادة، ولا يوجد الهدوء الفكري واطمئنان الخاطر، حيث يسيطر الخوف والقلق على جميع أنحاء البيت، ويرى أعضاء الأسرة أنفسهم معرضين في كل لحظة لخطر التعذيب والقسوة... في هذه الأسر لا تقف آثار الاستبداد السيئة عند حد إيقاف الرشد المعنوي للأطفال فقط، بل تمنع أبدانهم عن الرشد الطبيعي من جراء الاضطراب والقسوة هؤلاء الآباء يجرون على أنفسهم وعوائلهم والمجتمع الذي يربي الأطفال له نتائج وخيمة لا تنجبر... هؤلاء مسؤولون - طبق الموازين الإسلامية - أمام كل ضربة أو كلمة بذيئة صادرة منهم تجاه عوائلهم... وإذا كانت طاعة الزوجة والأولاد معلولة للخوف من الشدة والقسوة والظلم، فإن هؤلاء الآباء مشمولون للأحاديث السابقة التي ترى أن من يطاع خشية شره لهو شرُّ الناس.

على هؤلاء الآباء أن يحكموا وجدانهم، وأن يكرهوا لغيرهم ما يكرهونه لأنفسهم، فكما أنهم - أنفسهم - ينفرون من الحياة في ظل الاستبداد والتعنت، والظلم والقسوة عليهم أن لا يرضوا ذلك لعوائلهم، ولا يعاملوا أزواجهم وأطفالهم معاملة الأسرى المحكوم عليهم بالإعدام(6) انتهى.

___________________________

(1) انظر منية المريد: 175 الباب الرابع.

(2) الطفل بين الوراثة والتربية - الشيخ محمد تقي الفلسفي: 1/ 398 المحاضرة الخامسة عشرة.

(3) الكافي لثقة الإسلام الكليني: 2 / 327.

(4) مجموعة ورام: 2 / 115.

(5) الكافي لثقة الإسلام الكليني: 2 / 327.

(6) انظر الطفل بين الوراثة والتربية - الشيخ محمد تقي الفلسفي: 1/ 385 المحاضرة الخامسة عشرة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.