المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الخماســــين
12-10-2017
Other vowels
2024-04-09
إدارة الأفراد
2024-03-19
مقاطعة قريش حتى استشهادها (عليها السلام)
13-3-2019
الصيفة الهيكلية Skeletal formula
10-3-2018
صندوق ربط الكابل
17-10-2021


استخدام الأساليب اللينة وعدم الضرب  
  
129   09:52 صباحاً   التاريخ: 2024-10-31
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص251ــ252
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-1-2020 2192
التاريخ: 11-12-2018 2198
التاريخ: 16-10-2020 2346
التاريخ: 13-1-2016 2712

الزوج السعيد هو الذي يستخدم الأساليب اللينة والبناءة لإصلاح ما فسد بينه وبين زوجته، وبالتالي لا يضربها.

إن القرآن الكريم ذكر ثلاث مراتب في تعاطي الزوج مع زوجته الناشز أي تلك الزوجة التي لا تؤدي له حقوقه الزوجية، وهذه المراتب هي:

الأولى: الوعظ.

الثاني: هجر المضجع.

الثالث: الضرب غير المبرح، قال تعالى: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} [النساء: 34].

والزوج العاقل هو الذي لا ينتقل إلى المرتبة الثالثة إلا بعد استنفاذ الأغراض السلمية كافة.

أما من ناحية الضرب فليس المراد بالضرب هنا الضرب المتعارف بل المراد به ما يمنع الزوجة من عدم الإسترسال في النشوز والتخلف عن واجباتها الزوجية، فهو تماماً كمن يمنع القاتل من أن يقتل، والتلميذ من أن لا يدرس، والمريض من أن لا يشرب الدواء، والظالم من أن يظلم وهكذا.

ولهذا قال الفقهاء بأن الضرب هنا لا يجوز أن يكون بكسر عظم ولا بإدماء، وإذا كان الضرب لا كسر لعظم فيه ولا إدماء فكيف يكون؟؟ الجواب: أنه يطلق عليه بأنه ضرب» مجازاً لا حقيقة.

فالمهم هنا هو منع النشوز والتخلف عن أداء الحقوق والواجبات، فإذا حصل بالوعظ فيه، وإلا فبالهجر، وبعد ذلك يكون المنع مباشرة بالجسد أو بما يقوم مقامه كما لو منع الزوج زوجته عن طريق الجسد من الخروج من المنزل حال نشوزها أو كسر ما تحمله من أدوات تريد بذلك أذيته، أو أنه أمسكها بيديه مانعاً إياها من فعل المنكر أو التحرك بطريقة غير شرعية.

وهنا في الضرب لا بد وأن نذكر أمراً مهماً مفاده:

أنه لا يجب على الزوج أن يضرب زوجته، بل ورد في الروايات أفضلية ترك ذلك، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): أيضرب أحدكم المرأة ثم يظل معانقها(1).

أي كيف تعانقها وتقبلها ومن ثم تضربها فهذا مستهجن. وفي رواية أخرى ورد العجب ممن يضرب امرأته وهو بالضرب أحق منها(2).

وورد أنه كان للباقر (عليه السلام) امرأة تؤذيه فيغفر لها(3).

_______________________________

(1) وسائل الشيعة، ج20، ص 167.

(2) ميزان الحكمة مادة (زواج).

(3) وسائل الشيعة، ج 20، ص 169. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.