المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



ضرورة التعلم  
  
178   05:41 مساءً   التاريخ: 2024-10-23
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص266ــ274
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

الزوج السعيد هو الذي يسعى إلى التعلّم ولو لأجل فهم ما يحيط به وما يكون عليه بعد موته.

والعلم ليس مقتصراً على شيء دون شيء آخر، لأن كل العلوم هي علمٌ بالآثار، نعم علم التوحيد والأخلاق والفقه أفضل للزوج لأنه يتقي الله في تعاطيه مع زوجته وفي العمل على نجاتها ونجاته يوم القيامة.

ومن هنا فعلى الزوج أن يفهم أهمية التعلّم من خلال ما أفاضه الفقيه الشهيد الثاني (911 ـ 965) حيث قال (قده): اعلم أن الله سبحانه وتعالى جعل العلم هو السبب الكلي لخلق هذا العالم العلوي والسفلي طراً، وكفى بذلك جلالة وفخراً، قال الله تعالى في محكم الكتاب تذكرة وتبصرة لأولي الألباب {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق: 12].

وكفى بهذه الآية دليلاً على شرف العلم، لاسيما علم التوحيد الذي هو أساس كل علم ومدار كل معرفة، وجعل سبحانه العلم أعلى شرفاً وأول مِنّة إمتن بها على ابن آدم بعد خلقه وإبرازه من ظلمه العدم إلى ضياء الوجود فقال سبحانه في أول سورة أنزلها على نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1 - 5]. فتأمل كيف افتتح كتابه الكريم المجيد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد بنعمه الإيجاد ثم أردفها بنعمة العلم.

فلو كان ثمة مِنّة أو توجد نعمة بعد نعمة الإيجاد هي أعلى من العلم لما خصه الله تعالى بذلك وصدّر به نور الهدایة وطريق الدلالة على الصراط المستقيم الآخذ بحجزة البراعة ودقائق المعاني وحقائق البلاغة. وقد قيل في وجه التناسب بين الأي المذكورة في صدر هذه السورة التي قد اشتمل بعضها على خلق الإنسان من علق وفي بعضها تعليمه ما لم يعلم ليحصل النظم البديع في ترتيب آياته أنه تعالى ذكر أول حال الإنسان وهو كونه علقة مع أنها أخس الأشياء، وآخر حاله وهو صيرورته عالماً وهو أجلّ المراتب، كأنه تعالى قال: كنت في أول حالك في تلك الدرجة التي هي غاية الخساسة فصرت في آخر حالك في هذه الدرجة التي هي الغاية في الشرف والنفاسة، وهذا إنما يتم لو كان العلم أشرف المراتب إذ لو كان غيره أشرف منه لكان ذكر ذلك الشيء في هذا المقام أولى.

ووجه آخر: أنه تعالى قال: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 3 - 5] وقد تقرر في أصول الفقه أن ترتب الحكم على الوصف مشعر بكون الوصف علة، وهذا يدل على أن الله سبحانه اختص بوصف الأكرمية لأنه علم الإنسان العلم، فلو كان شيء أفضل من العلم وأنفس لكان اقترانه بالاكرمية المؤداة بأفعل التفضيل أولى.

وبيّن الله سبحانه وتعالى ترتب قبول الحق والأخذ به على التذكر، والتذكر على الخشية، وحصر الخشية في العلماء، فقال {سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى} [الأعلى: 10]

{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28].

وسمى الله سبحانه وتعالى العلم بالحكمة وعظم أمر الحكمة فقال {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} [البقرة: 269]، وحاصل مـا فـســروه في الحكمة مواعظ القرآن والعلم والفهم والنبوة في قوله تعالى {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ} {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} [مريم: 12] {فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [النساء: 54] والكل يرجع إلى العلم.

ورجح العالمين على كل من سواهم فقال سبحانه وتعالى: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر: 9].

وقرن في كتابه العزيز بين عشرة: بين الخبيث والطيب {قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ} [المائدة: 100] وبين الأعمى والبصير، والظلمه والنور والحياة والموت، والجنة والنار والظل والحرور (1). وإذا تأملت تفسير ذلك وجدت مرجعه جميعاً إلى العلم.

وقرن سبحانه وتعالى أولي العلم بنفسه وملائكته، فقال {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18].

وزاد في إكرامهم على ذلك مع الإقتران المذكور بقوله تعالى {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} [آل عمران: 7] وبقوله تعالى {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} [الرعد: 43]. وقال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [المجادلة: 11].

وقد ذكر الله سبحانه الدرجات لأربعة أصناف للمؤمنين من أهل بدر {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} [الأنفال: 2] إلى قوله: {لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [الأنفال: 4] وللمجاهدين {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ} [النساء: 95] الآية. ولمن عمل الصالحات {وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} [طه: 7]، وللعلماء {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [المجادلة: 11] ففضل أهل بدر على غيرهم من المؤمنين بدرجات، وفضل العلماء على جميع الأصناف بدرجات فوجب كون العلماء أفضل الناس.

وقد خص الله سبحانه وتعالى في كتابه العلماء بخمس مناقب: الأولى الإيمان {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا} [آل عمران: 7]، الثانية التوحيد {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ} [آل عمران: 18]، والثالثة البكاء والحزن {قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} [الإسراء: 107 - 109] الرابعة الخشوع {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ} [الإسراء: 107] الآية الخامسة الخشية {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28]. وقال تعالى مخاطباً لنبيه آمراً له مع ما آتاه من العلم والحكمة {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114] وقال تعالى {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [العنكبوت: 49].

وقال تعالى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت: 43].

فهذه نبذة من فضائله التي نبه الله عليها في كتابه الكريم.

وأما السنه فهي في ذلك كثيرة تنبو عن الحصر، فمنها قول النبي (صلى الله عليه وآله) من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين.

وقوله (صلى الله عليه وآله): طلب العلم فريضة على كل مسلم.

وقوله (صلى الله عليه وآله): من طلب علماً فأدركه كتب الله له كفلين في الأجر ومن طلب علماً ولم يدركه كتب الله له كفلا من الأجر.

وقوله (صلى الله عليه وآله): من أحب أن ينظر إلى عتقاء الدنيا من النار فلينظر إلى المتعلمين فوالذي نفسي بيده ما من متعلم يختلف إلى باب العالم المعلم إلا كتب الله له بكل قدم عبادة سنة، وبنى الله له بكل قدم مدينة في الجنة، ويمشي على الأرض وهي تستغفر له، ويمسي ويصبح مغفوراً له، وشهدت الملائكة أنه من عتقاء الله من النار . ...

وقوله (صلى الله عليه وآله) من طلب العلم فهو كالصائم نهاره القائم ليله، وأن باباً من العلم يتعلمه الرجل خير له من أن يكون له أبو قبيس ذهباً فأنفقه في سبيل الله. وقوله (صلى الله عليه وآله): من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيى به الإسلام كان بينه وبين الأنبياء درجة واحدة في الجنة.

وقوله (صلى الله عليه وآله): فضل العالم على العابد سبعين درجة، بين كل درجتين حضر الفرس(2). سبعين عاماً، وذلك لأن الشيطان يضع البدعة للناس فيبصرها العالم فيزيلها والعابد مقبل على عبادته.

وقوله (صلى الله عليه وآله) فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم، إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في الماء ليصلون على معلم الناس ـ الخبر.

وقوله (صلى الله عليه وآله): من خرج في طلب العلم فهو خارج في سبيل الله حتى يرجع.

وقوله (صلى الله عليه وآله): من خرج يطلب باباً من العلم ليرد به باطلاً إلى حق وضالاً إلى هدى كان عمله كعبادة أربعين عاماً.

وقوله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): يا علي لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير من أن يكون لك حمر النعم(3).

وقوله (صلى الله عليه وآله) لمعاذ: يا معاذ لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من الدنيا وما فيها. وروي ذلك أنه قال لعلي (عليه السلام) أيضاً.

وقوله (صلى الله عليه وآله): رحم الله خلفائي. فقيل: يا رسول الله ومن خلفاؤك؟ قال: الذين يحيون سنتي ويعلمونها عباد الله.

وقوله (صلى الله عليه وآله): إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً وكان منها طائفة طيبة فقبلت الماء فأنبتت الكلاء والعنب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس وشربوا وسقوا وزرعوا وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلاء، فذلك مثل من فقه في دين الله وتفقه ما بعثني الله به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به.

وقوله (صلى الله عليه وآله): لا حسد - يعني لا غبطة - إلا في اثنين: رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها.

وقوله (صلى الله عليه وآله): من دعى إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من اجورهم شيئاً، ومن دعى إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً.

وقوله (صلى الله عليه وآله): إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو لا له.

وقوله (صلى الله عليه وآله): خير ما يخلف الرجل من بعده ثلاث: ولد صالح يدعو له، وصدقه تجري يبلغه أجرها، وعلم يعمل به من بعده.

وقوله (صلى الله عليه وآله): إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع. وقوله (صلى الله عليه وآله): اطلبوا العلم ولو بالصين.

وقوله (صلى الله عليه وآله): من غدا في طلب العلم أظلت عليه الملائكة، وبورك له في معيشته ولم ينقص من رزقه.

وقوله (صلى الله عليه وآله): من سلك طريقاً يلتمس به علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة.

وقوله (صلى الله عليه وآله): نوم مع علم خير من صلاة على جهل.

وقوله (صلى الله عليه وآله): فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد.

وقوله (صلى الله عليه وآله): أن مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء، يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، فإذا انطمست أوشك أن تضل الهداة.

وقوله (صلى الله عليه وآله): أيما ناشٍ نشأ في العلم والعبادة حتى يكبر أعطاه الله تعالى يوم القيامة ثواب اثنين وسبعين صديقاً.

وقوله (صلى الله عليه وآله): يقول الله عزَّ وجل يوم القيامة للعلماء: إني لم أجعل علمي وحكمي فيكم إلا وأنا أريد أن أغفر لكم على ما كان منكم ولا أبالي.

وقوله (صلى الله عليه وآله): ما جمع شيء إلى شيء أفضل من علم إلى حلم.

وقوله (صلى الله عليه وآله): ما تصدق الناس بصدقة مثل علم ينشر.

وقوله (صلى الله عليه وآله): ما أهدى المرء المسلم إلى أخيه هدية أفضل من كلمة

حكمة يزيده الله بها هدى ويرده عن ردى.

وقوله (صلى الله عليه وآله): أفضل الصدقة أن يتعلم المرء علماً ثم يعلمه أخاه.

وقوله (صلى الله عليه وآله): العالم والمتعلم شريكان في الأجر، ولا خير في سائر

الناس.

وقوله (صلى الله عليه وآله): قليل العلم خير من كثير العبادة.

وقوله (صلى الله عليه وآله): من غدا إلى المسجد لا يريد إلا ليتعلم خيراً أو ليعلمه فله أجر حاج تام الحجة.

وقوله (صلى الله عليه وآله): أغد عالماً أو متعلماً أو مستمعاً أو محباً، ولا تكن الخامس فتهلك.

وقوله (صلى الله عليه وآله): إذا مررتم في رياض الجنة فارتعوا. قالوا: يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر، فإن لله سيارات من الملائكة يطلبون حلق الذكر فإذا أتوا عليهم حفوا بهم.

قال بعض العلماء: حلق الذكر هي مجالس الحلال والحرام كيف تشتري وتبيع وتصوم وتصلي وتنكح وتطلق وتحج وأشباه ذلك.

وخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله): فإذا في المسجد مجلسان مجلس يتفقهون ومجلس يدعون الله ويسألونه. فقال كلا المجلسين إلى خير، أما هؤلاء فيدعون الله، وأما هؤلاء فيتعلمون ويفقهون الجاهل هؤلاء أفضل بالتعليم أرسلت لما أرسلت، ثم قعد منهم.

وعن سفيان بن غسان رضي الله عنه قال: أتيت النبي (صلى الله عليه وآله) وهو في المسجد متكئ على برد له أحمر فقلت له: يا رسول الله إني جئت أطلب العلم، فقال: مرحباً بطالب العلم. إن طالب العلم لتحفه الملائكة بأجنحتها ثم يركب بعضها بعضاً حتى يبلغوا سماء الدنيا من محبتهم لما يطلب(4).

_________________________________

(1) {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ * وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ * وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ * وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ} [فاطر: 19 - 22]. وقال تعالى: {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ} [الحشر: 20].

(2) الحضر بضم الحاء وسكون الضاد: العدو وحضر الفرس مقدار عدوّه.

(3) الإبل وربما تطلق على البقر والغنم: وسميت بذلك لما فيها من الخير والبركة.

(4) منية المريد، 23 - 27. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.