المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



حمل الهدايا إلى البيت وتخصيص الزوجة بها وحمل الحاجيات  
  
235   09:37 صباحاً   التاريخ: 2024-09-29
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص235ــ236
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-02 249
التاريخ: 23-5-2018 1870
التاريخ: 28-7-2017 1821
التاريخ: 19-8-2019 2113

الزوج السعيد هو الذي يحمل الهدايا صغيرة أم كبيرة، رمزية أم ثمينة إلى زوجته كلما ولج منزله وأقبل إليها مع القدرة والإمكان.

ومن المعلوم بأن الزوجة تعتبر قدوم زوجها إليها بنفسه هدية إذا كانت ممن تحب، فكيف إذا حملت هذه الهدية هدية؟!!

ولا ريب بأن للبيت احتياجات لازمة وضرورية وهي لعموم الحياة الزوجية، وبجنب هذه الإحتياجات اللازمة والضرورية والتي تمثل عموم الحياة الزوجية هناك احتياجات خاصة وهي لخصوص الحياة الزوجية وتتجسد هذه الإحتياجات الخاصة بترجمة ما يكنه الزوج للزوجة من محبة وعشق وإيثار، وما تكنه الزوجة للزوج كذلك، ومن الوسائل التعبيرية لذلك ((الهدايا)).

فالزوج عندما يأتي بالحاجيات العامة والضرورية تقول الزوجة بلسان الحال: ((هذا لنا))!! وعندما يأتي الزوج بالهدية أو بما من شأنه ترجمة ما يختلج ويعتلج في صدره من مخزون عاطفي فإن الزوجة هنا تقول بلسان الحال: ((هذا لي))!! وفرق كبير بين ((هذا لنا)) الإلزامية والضرورية، وبين ((هذا لي)) التبرعية الإيثارية.

على أن كل ما ذكرناه لم يأت من فراغ لا على الصعيد المعاش والمحسوس المعتضد بالتجارب، ولا على صعيد الروايات الصادرة عن المعصومين (عليه السلام)، فعلى الصعيد المُعاش والمحسوس نجد أن الناس سيما الأزواج يجلبون الهدايا لذويهم وزوجاتهم، وهذه المسألة عند بعضهم عادة أو شبه عادة.

وأما على صعيد الروايات الصادرة عن المعصومين عليهم الصلاة والسلام فهناك جملة من الروايات التي تؤكد هذا المعنى ومن ذلك قوله (صلى الله عليه وآله): ((تهادوا فإن الهدية تسل السخائم وتجلي ضغائن العداوة والأحقاد))(1) والسخائم جمع سخيمة أي الضغينة والحقد والعداوة.

ومن ذلك ما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله كان كحامل صدقه إلى قوم محاويج))(2).

إنَّ الإسلام كرس مفهوم الهدية وأعطاه صبغة وجوبية ويتمثل هذا بالمهر الواجب قليلاً كان أم كثيراً، وقد عبر القرآن الكريم عن هذه العبارة بلفظ ((نحلة)) أي هدية، قال تعالى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} [النساء: 4].

بل حتى النفقة الواجبة من قبل الزوج على الزوجة هي بحد ذاتها هدية وصدقة فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((ما أنفق الرجل على أهلهِ فهو صدقة))(3). وأما بالنسبة إلى حمل الحاجيات إلى البيت فإنّه يستحب في الإسلام أن يحمل الزوج الحاجيات ويأتي بها إلى بيته ففي الحديث عن الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) أنه قال: ((لئن أدخل السوق ومعي دراهم أبتاع لعيالي لحماً وقد قرموا إليه أحبُّ إليَّ من أن اعتق نسمة))(4).

_______________________

(1) وسائل الشيعة، ج 140، ص 10.

(2) ميزان الحكمة، ج 40، ص 290.

(3) جامع السعادات، ج10، ص 385.

(4) م. ن، ص 386. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.