المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

معنى كلمة سلو‌
19-11-2015
العلاقة بين جغرافية الزراعة والعلوم الاخرى
28-4-2021
نضج وحصاد البنجر (الشوندر)
2024-04-17
العوامل الطبيعية المؤثرة في الإنتاج الزراعي - التضاريس
2-5-2021
العلم
21-8-2017
Leopold Klug
26-2-2017


إذا أعجبته امرأة أخرى فليلامس زوجته  
  
297   01:17 صباحاً   التاريخ: 2024-09-03
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص280ــ282
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

الزوج السعيد هو الذي يكون واقعياً في نظرته إلى النساء، فيعلم بأن ما عند زوجته عند غيرها، فزوجته من حيث التركيبة الجسدية هي كغيرها وغيرها كهي، بل إنَّ الزوجة المختارة من قبله إذا كانت جميلة ومتدينة فربما تكون أفضل من غيرها من هذه الجهة.

وللأسف فإن بعض الأزواج يدفعهم الوهم إلى اعتبار النساء متفاضلات من الناحية الجسدية بيد أن التأمل في الواقع يظهر عكس ذلك، نعم التفاوت موجود من ناحية القبح والجمال، والطول والقصر، والبياض والسواد، لكن هذا التفاوت غير موجود من جهة قضاء الحاجة وارتفاع اللذة.

ومن هنا فقد ورد في بعض الأخبار ما يدل على ذلك، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: إذا نظر أحدكم إلى المرأة الحسناء فليأت أهله فإن الذي معها مثل الذي مع تلك. فقام رجل فقال: يا ابن رسول الله، فإن لم يكن له أهل، فما يصنع؟ قال: فليرفع نظره إلى السماء وليراقبه وليسأله من فضله(1).

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إذا رأى أحدكم امرأة تعجبه فليأت أهله فإن عند أهله مثل ما رأى فلا يجعلن للشيطان على قلبه سبيلاً ليصرف بصره عنها فإذا لم يكن له زوجة فليصل ركعتين ويحمد الله كثيراً وليصل على النبي (صلى الله عليه وآله) ثم يسأل الله من فضله فإنه ينتج له من رأفته ما يغنيه(2).

وعنه (عليه السلام): أنه كان جالساً في أصحابه إذ مرّت بهم امرأة جميلة فرمقها القوم بأبصارهم فقال (عليه السلام): إن عيون(3) هذه الفحول طوامح، وإن ذلك سبب هيابها(4) فإذا نظر أحدكم إلى امرأة تعجبه فليلامس أهله، فإنما هي أمرأة كأمرأة، فقال رجل من الخوارج: قاتله الله كافراً ما أفقهه، فوثب القوم ليقتلوه فقال (عليه السلام): رويداً فإنما هو سب بسب أو عفو عن ذنب(5).

وورد في إحدى القصص(6) القصة التالية: يُحكى عن أحد سلاطين الإسلام الذين كانوا يهتمون برعاياهم، أنه كان يخرج في الليل متنكراً يتفقد البلد فشاهد جماعة استراب منهم، فجاء وسلم عليهم، وطرح عليهم سؤالاً يستشف ما عندهم.

السؤال: لو أرسل خلفكم الملك غداً وأخبركم أنه يقضي لكل واحد منكم حاجته، فما هي حوائجكم التي سوف تتقدمون بها؟ فذكر كل منهم أمراً يهمه، لكنه فوجىء من أحدهم أن قال له أطلب منه أن يتنازل لي عن زوجته.

وفي الصباح أرسل في طلبهم، ونفذ متطلباتهم ما عدا ذلك الشخص، إلا أنه أرسل خلف زوجته وأمر خادماته بتزيينها، وأمر لها بطقم من الملابس الجيدة والمصاغات، هذا والرجل لا يعلم بذلك، ثم استدعاه وقدم له طبقاً فيه بيض مسلوق كل بيضة قد صبغ قشرها بلون من الألوان، وأمره بأكل البيض وبعد الأكل سأله: أي بيضة كانت ألذ وأطيب؟

فقال: يا حضرة الملك كله على حدّ سواء.

قال: وكيف، وألوانه مختلفة؟

فقال: يا حضرة الملك هذه ألوان القشور أما البيض فطعمه واحد. قال الملك: وكذلك زوجتي مثل زوجتك إلا أن الثياب والمصاغات التي عليها جعلتك تتصورها من الحور العين أدخل على زوجتك الآن فستجدها مثل زوجتي، وفعلاً فقد كانت كذلك إن لم تكن أحسن منها.

___________________________

(1) وسائل الشيعة، ج 20، ص 105.

(2) م. ن، ص 106.

(3) وسائل الشيعة، ج 20، ص 105.

(4) م. ن، ص 106.

(5) م. ن.

(6) قصص وعبر، ص 52. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.