المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



من لسان الدين الى ابن رضوان  
  
359   02:13 صباحاً   التاريخ: 2024-08-18
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج6، ص:105-106
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-28 879
التاريخ: 2024-01-27 1001
التاريخ: 2024-01-02 923
التاريخ: 2-1-2023 1205

من لسان الدين الى ابن رضوان

وقال  في  الإحاطة   في  ترجمة  صاحب  القلم   الأعلى    بالمغرب  أبي   القاسم

ابن  رضوان  النجاري  ماصورته: ولما  ولي الإنشاء  بباب  ملك  المغرب  ظهر  لسلطاننا  بعض  قصور  في المراجعات  فكتبت إليه :

أبا  قاسم  لا زلت  للفضل  قاسما             بميزان  عدل  ينصر  الحق  من نصر

مدادك وهو المسك طيبا ومنظرا            وإلا   سواد القلب   والفود والبصر

عهدناه في كل  المعارف  مطنبا                   فما  باله  في حرمة  الود  مختصر

أظنك من ليل  الوصال  انتخبه                   إلينا  وذاك   الليل   يوصف  بالقصر

أردنا بك العذر الذي  أنت  أهله                     ومثلك   لا يرمى  بعي  ولا حصر

 

جواب ابن رضوان

فراجعني ولا أدري أهي من نظمه أم نظم غيره:

حقيق أبا عبد الإله بك الذي لمذهبه في البر يتضح الأثر وإن الذي نبهت مني لم يكن نؤوماً وحاشا الود أن أغمط الأثر ورب اختصار لم يشين نظم ناظم ورب اقتصار لم يعث نثر من نثر وعذرك عني من محاسنك التي نظام حلاها في الممادح ما انتثر ومن عرف الوصف المناسب منصفاً تأتي له نهج من العذر ما دثر.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.