المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الاحياء المائية وتعريف الاسماك
16-12-2015
مـتطلبـات الوحـدة الإنتاجية المـاليـة والتسويقـيـة المـثاليـة
2023-12-12
Unique Prime
30-9-2020
Dyad Symmetry
17-2-2018
مُقسم حثي inductive divider
13-5-2020
امتناع الادراك مع فقد الشرائط
11-08-2015


مخاطبة أبي محمد الأزدي للسان الدين  
  
358   02:08 صباحاً   التاريخ: 2024-08-18
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج6، ص:102
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1421
التاريخ: 2023-02-16 1244
التاريخ: 22-2-2022 2010
التاريخ: 18-1-2023 1156

مخاطبة  أبي  محمد  الأزدي  للسان  الدين 

وقال   في ترجمة   أبي  محمد عبد  الله  بن  إبراهيم  الأزدي  ما صورته : وخاطبني

لما  وليت  خطة الإنشاء  وغيرها  في  أواخر  عام  تسعة  وأربعين   وسبعمائة  بما نصه :

حشاشة  نفس أعلنت   لمذيبها            بتذكار  أيام  الوصال   وطيبها

ونادته   رحمى   أحيها   نفس  مدنف      تموت  إذا  لم تحيها  بوجيبها

فداو بقرب   منك  لا عج  وجدها          وفيض أما قيها   وطول   نحيبها

وقد   بلغت   حدا  به صح    في الهوى     وأحكامه   ثوب   الضنى  في نصيبها

وهل   يتداوى   داء  نفس  تعيسة                إذا   كان يوما   داؤها   من طيبها

لعل  أوار  الوجد  تخمد  ناره                    فيبرد  عنها    ما بها   من لهيبها

إليك   حداها  الشوق  يابدارها  الذي              يعز  عليها  منه طول  مغيبها

سلكت   بها سبل   الهوى  فهي تبتغي            لقاك  وتبغي  غفلة  من رقيبها

أجبها   بإبقاء  عليها   فإنها                         ستفنى   إذا   ما لم   تكن   بمجيبها

ومل  نحوها    بالود  فهي   قد أذعنت               كما  تذعن   الأقلام  لابن  خطيبها

وحيد   الزمان  الماهر  الباهر  الحلى               وجهبذ  آداب   العلا  وأديبها

إمام  معاليها  وبحر  علومها                           وبدر   دياجيها وصدر  شعوبها

                                                            102

  مصرفها   كيف  انثنت  ومعيدها         ومبدئها  حيث  انتهت ومصيبها

ورافع  أعلام البلاغة  والذي                أتى  ناثرا  أو ناظما بعجيبها

وحامل  رايات الرياسة   رفعة               قضى  المجد   تخصيصا  له بوجوبها

من الغر  ممن  أوجبت  لشبابها                معاليهم   الفضل  العظيم وشيبها

من آبناء  أرباب   المنابر  والألى              سما فخرهم   بين الورى   بركوبها

خلال  ابن عبد الله  طود  الحجى  أبي           محمد  باد  حسنها  من ضروبها

أجاد   وأجدى فاسل  عن ذكر  طيء            وحاتمها  زهوا  به وحبيبها

ففي كل  ما يبدي  محمد  عبرة                    محاسنها   تنبي   بسر   غيوبها

تجيب  القوافي   إن   دعا  ببعيدها                وتنقاد  طوعا   إن دعا  بقريبها

تخير  أخلاق  الكرام  فلم يكن                        نهى  ولهى   يرضى  بغير  رحيبها

تقدم  في دار الخلافة  حاجبا                              لينجدها  في سلمها  وحروبها

وقام  لها في ساحة العز كاتبا                              بمحضرها أسرارها  ومغيبها

فأبدى من أنواع   الفضائل أوجها                          تقر   لها بالحسن  عين لبيبها

هنيئا به   يمنا  بأسعد   ماثل                                   لغرناطة   قاض  بصرف  خطوبها

فللسعد  تأثير يجيء إذا جرى                             به قدر  كالريح  عند هبوبها

أموقد  نار  الفكر يقدح  زندها                            فيسبي   به الألباب سحر  نسيبها

حداني  إليك   الحب   قدما ومال بي                      حديث   لآمال   خلت  عن  غريبها

فقد   متها  نظما  قوافي  قصرت                         لديك  بذاوي  فكرتي    ورطيبها

وكنت  كمن  وافى  الدار  بالحصى                       يرفع  منها ساهيا   عن عيوبها

فصلها  وخذ بالعفو فيها  فلم  أصل                        لأبلغ  منها  فاغتفر  من ذنوبها

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.