أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-9-2016
1671
التاريخ: 9-2-2022
3124
التاريخ:
2294
التاريخ: 11-2-2022
2040
|
إنّ موانع المعرفة قد تكون أحياناً مؤقتة وقابلة للعلاج، وأخرى قد تكون دائمة وغير قابلة للعلاج. فالهوى والمعصية وآثارهما من الظلم، والكفر والإسراف وغيرها... إذا ظهرت بصورة عادة وملكة نفسانية راسخة ومتجذرة في النفس، ففي هذه الحالة تكون المانعية دائمة، والإنسان غير قادر على معرفة الله ولا إدراك الحقيقة.
أما إذا لم يتحوّل الهوى وآثاره إلى صفة ثابتة للروح فإنّ مانعيته من معرفة الله تكون مؤقتة وقابلة للعلاج، وبتعبير آخر كما أنّ الأمراض الجسمية ما لم تصبح مزمنةً، ولم تفسد المزاج بشكل كامل، فهي قابلة للعلاج، كذلك الأمراض النفسية ما لم تصبح مزمنة ولم تفسد مزاج القلب والروح الإنسانية بشكل كامل، فهي قابلة للعلاج أيضاً، أما إذا سرى المرض إلى كل القلب والروح، وانعدم الاستعداد لإدراك الحقائق بشكل كامل، ففي هذه الحالة لن يكون قابلاً للعلاج، وسوف يحرم الإنسان بشكل تام من معرفة الله.
يعبّر القرآن الكريم عن آثار هذه الأمراض بتعابير مختلفة مثل: القساوة، الختم، الطبع، والرين وغيرها.. فالقلب عندما يبتلى بمرض الهوى يصبح قاسياً على نحو تدريجي، حتى تعم القساوة القلب كله، فيصير كالحجر بل وأقسى أيضاً، وهنا لن يؤثر كلام الحق فيه، كالمسمار الذي لا يؤثر ولا ينفذ في الحجر.
يقول الله سبحانه مبيّناً هذه الحقيقة في القرآن الكريم: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء﴾[1]، فبعد نقل الحجج والدلائل الكثيرة والواضحة والقاطعة لبني إسرائيل، إلا أنها لم تؤثِّر في جذبهم نحو الحق سبحانه وتعالى.
وهذا يعني أنّ الحجاب قد يكون أحياناً سميكاً وصلباً إلى درجة أنه لا يمكن شقه أو اختراقه ليتمكن القلب من مشاهدة الحقيقة.
فعندما يسيطر الهوى على القلب، وبتعبير القرآن الجميل، عندما يصير الهوى إله الإنسان، فالله تعالى يقفل باب المعرفة القلبية، ويطبع على القلب ويختم عليه بقوة: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ﴾[2]، ﴿كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلوبِ الْمُعْتَدِينَ﴾[3]، ﴿كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللّهُ عَلَىَ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ﴾[4].
أما بالنسبة للموانع المؤقتة فيوجد نوعان من الدواء لمعالجتها وإزالة الصدأ الذي لم يفسد جوهر مرآة القلب بعد، أحدهما اختياري من خلال الذكر والتفكر ومجاهدة النفس، والثاني غير اختياري من خلال المحن والبلاءات التي تصيب الإنسان في الحياة الدنيا.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|