المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17793 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



{وجاءوا على قميصه بدم كذب قال بل سولت لكم انفسكم امرا}  
  
422   02:45 صباحاً   التاريخ: 2024-07-12
المؤلف : السيد محمد الحائري – تحقيق: د. عادل الشاطي
الكتاب أو المصدر : النبأ العظيم في تفسير القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ج1، ص467 - 469
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف /

قال تعالى: {وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } [يوسف: 18]

}سَوَّلَتْ{ سَهَّلَت، مِن السَّولِ؛ وَهوَ الإِستِرخَاءُ في الأَمرِ، وَمِنهُ قَولُهُ تعَالَى:

}بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَميلٌ{ أَي: سَهَّلَت: }لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرَاً{ عَظِیمَاً ارتَکَبتُمُوهُ مِن یُوسُف، وَهَوَّنتُهُ في أَعیُنَکُم }فَصَبْرٌ جَمِيلٌ{ فَاَمرِي صَبرٌ جَمِیلٌ، أَو: فَصَبرٌ جَمِیلٌ أَمثَلُ وَأَحسَنُ وَاَولَى مِنَ الجَزَعِ الَّذِي لَا یُغنِي شَیئاً، وَفِي الحَدِیثِ: (إِنَّ الصَّبرَ الجَمِیل هُوَ الَّذِي لَا شَکوَى فِیهِ إِلَى الخَلقِ) [1].

رُوِي: إِنَّهُم ذَبَحُوا سَخلَةً، وَجَعَلُوا دَمَهَا عَلَى قَمِیصِهِ، وَقِیلَ: ظَبیَاً، وَلَم یُمَزِّقُوا ثَوبَهُ، وَلَم یَخطُر بِبَالَهُم أَنَّ الذِّئبَ إِذَا أَکَلَ إِنسَانَاً، فَإِنَّهُ یُمَزِّقَ ثَوبَهُ، وَقِیلَ: إِنَّ یَعقُوبَ(عليه السلام) قَالَ: أَرُونِي القَمِیصَ؟ فَأَرَوهُ إِیَّاهُ، فَقَالَ لـمَّا رَأى القَمِیصَ صَحِیحَاً: یَا بَنِيِّ، وَاللَّـهِ مَا رَأَیتُ کَالیَومَ ذِئبَاً أَحلَمُ مِن هَذَا! أَکَلَ إِبنِي، وَلَم یُمَزِّقَ قَمِیصَهُ [2].

وَرُوِي: أَنَّهُ أَلقَى ثَوبَهُ عَلَى وَجهِهِ، وَقَالَ: یَا یُوسُف، لَقَد أَکَلَكَ ذِئبٌ رَحِیمٌ، أَکَلَ لَحمَكَ، وَلَم یَشُقَّ قَمِیصُكَ؟! [3]

وَقِیلَ: إِنَّهُ کَانَ في قَمِیصِ یُوسُف ثَلَاثُ آیَاتٍ؛ حِینَ: }قُدَّ مِن دُبُرٍ{ [4] وَحِینَ أُلقِي عَلَى وَجهِ أَبِیهِ فَارتَدَّ بَصِیرَاً، وَحِینَ }وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ{ فَتَنَبَّهَ یَعقُوبُ: أَنَّ الذِّئبَ لَو أَکَلَهُ لَخَرَقَ قَمِیصَهُ [5].

وَقِیلَ: إِنَّهُ لـمَّا قَالَ لَهُم یَعقُوبُ ذَلِكَ، قَالُوا: بَل قَتَلَهُ اللُّصُوصُ، فَقَالَ: کَیفَ قَتَلوهُ وَتَرکُوا قَمِیصَهُ، وَهُم إِلَى قَمِیصِهِ أَحوَجُ مِنهُ إِلى قَتلِهِ؟! [6].

وَقِيلَ: إِنَّ البَلَاءَ نَزَلَ بِیَعقُوبَ عَلَى کِبرِه، وَبِیُوسُفَ عَلَى صِغَرِهِ بِلَا ذَنبٍ کَانَ مِنهُمَا، وَکُلُّ ذَلِكَ إِختِبَارٌ [7].

 }وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ{ أَي: أَستَعِينُ عَلَى دَفعِ مَا تَصِفُونَ، أَو: بِهِ أَستَعِینُ عَلَى تَحَمُّلِ مَرَارَة الصَّبرِ عَلَیهِ، وَهوَ عَلَى إِحتِمَالِ مَا تَصِفُونَهُ مِن هَلَاكِ یُوسُف [8].

قَالَ النَّبِيُّ(صلى الله عليه واله وسلم): (أُعطِي يُوسُفُ شَطرَ الحُسنِ، وَالنِّصفُ الآخَرَ لِسَائرِ النَّاسِ) [9].

وَقَالَ كَعبُ الأَحبَارِ: كَانَ يُوسُف حَسَنُ الوَجهِ، جَعدُ الشَّعرِ، ضَخمُ العَينِ، مُستَوِي الخَلقِ، أَبيَضُ اللَّونِ، غَلِيظُ السَّاقَينِ وَالعَضُدَينِ، خَمِيصُ البَطنِ، صَغِيرُ السُّرَّةِ، وَكَانَ إِذَا تَبَسَّمً رَأَيتَ النُّورَ في ضَوَاحِكهِ، فَإِذَا تَكَلَّمَ رَأَيتَ في كَلَامِهِ شُعَاعَ النُّورِ يَلتَهِبُ عَن ثَنَايَاه، وَلَا يَستَطِيعُ أَحَدٌ وَصفَهُ، وَكَانَ حُسنُهُ كَضَوءِ النَّهَارِ عِندَ اللَّيلِ، وَكَانَ يَشبَهُ آدَم يَومَ خَلَقَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَصَوَّرَهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُوحِهِ قَبلَ أَن يُصِيبَ المَعصِيَة، وَيُقَالُ: إِنَّهُ وَرِثَ‏ ذَلِكَ الجَمَال مِن جَدَّتهِ سَارَة زَوجَة إِبرَاهِیم، وَكَانَت أُعطِيَت سُدسَ الحُسنِ[10].

 

 

 

 


[1] الكشاف عن حقائق التنزيل، الزمخشري: 2/308.

[2] مجمع البيان في تفسير القرآن، الطبرسي: 5/374.

[3] نور الثقلين، الحويزي: 2/417ح 29.

[4] يوسف: 27.

[5] زبدة التفاسير، الكاشاني: 3/349.

[6] تفسير الرازي: 18/103.

[7] مجمع البيان في تفسير القرآن، الطبرسي: 5/375.

[8] مقتنيات الدرر، الحائري: 6/11.

[9] الكشف والبيان، الثعلبي: 5/204.

[10] مجمع البيان في تفسير القرآن، الطبرسي: 5/378.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .