أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-2-2019
3336
التاريخ: 23-6-2019
1813
التاريخ: 20-2-2019
2759
التاريخ: 1-2-2023
1311
|
الخطأ أو الجنحة[1] الّتي يرتكبها الشخص، نوعان:
أ. خطأ مرتبط بذلك الشخص فحسب، مثل: الغيبة[2] والتهمة[3]، حيث تصدران من المغتاب والمتَّهِم؛ إذ ليس لذلك ارتباط بحقّ المجتمع العامّ.
ب. خطأ يرتبط جانب منه بذلك الشخص، ويرتبط جانبه الآخر بالمجتمع، فله جنبتان: فرديّة واجتماعيّة؛ وذلك كالقاتل الّذي يقتل إنساناً، إذ له جنبتان: جنبة مرتبطة بالمجتمع، وجنبة مرتبطة بالفرد.
وفي الحالتَين، يستطيع صاحب الحقّ المجنيّ عليه التجاوز عن حقّه، والإغماض عنه؛ يعني إذا طلب القاتلُ العفوَ، ومنحه أصحابُ الحقّ (أب المقتول وأمّه أو ابنه) عفوهم، أو يتجاوز ويعفو المكذوب عليه والمتَّهَم بهتاناً[4] عن ظلمه، فهذا عمل أخلاقيّ، ويُعَدّ من الأعمال الشجاعة؛ إذ إنَّه يفوق العمل العاديّ.
قال الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) في حديث شريف: «يَا عَلِيّ، ثَلَاثُ خِصَالٍ مِنْ مَكَارِمِ الأَخْلَاقِ: تُعْطِي مَنْ حَرَمَكَ، وَتَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ، وَتَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ»[5].
2. عرفان الإحسان والوفاء
رَدَّة فعل الإنسان المحسَن إليه تجاه المحسِن، يمكن أن تكون أحد نوعَين: فبعض هؤلاء الأشخاص نراهم لا يعتنون بمَن أَحسَن إليهم، وينسونهم بمجرَّد أن يستوفوا غرضهم من الآخرين، ويدركوا عدم احتياجهم لِمَن أسدى إليهم يد الإحسان.
وبعضٌ آخر يعرفون حقَّ مَن أحسَن إليهم ومدَّ يد المعروف نحوهم، ويعملون بمقتضاه إلى آخر العمر، ولا ينسون ذلك الجميل أبداً، وحتّى إذا انقضت سنون عديدة، واتّفق أن احتاج ذلك المحسِن لشيء ما، نراهم يبادرون لمجازاته عرفاناً للجميل، عملاً بقوله تعالى: ﴿هَلۡ جَزَآءُ ٱلۡإِحۡسَٰنِ إِلَّا ٱلۡإِحۡسَٰنُ﴾[6].
3. الرحمة بالحيوانات
الرأفة بالحيوانات -حتّى الحيوانات النجسة والمُستقذَرة منها- مَظهرٌ أخلاقيّ. فالكلب مثلاً، وإن كان حاملاً للميكروبات الضارّة في جسمه أو لُعابه، إلَّا أنّ هذا لا يتنافى مع الشفقة عليه. وقد ورد أنّ رجلاً كان يسير في الصحراء، فرأى كلباً قد أجهده العطش، فكان لشدَّة عطشه يلطع مرطوب التراب[7]، وكانت بالقرب منه بئر ماء، فرقَّ قلبُ الرجل له، فأخرج له مقداراً من الماء بخفّه[8] وسقاه؛ فأنقذه من الهلاك.
بعد ذلك، نزل الوحي السماويّ على النبيّ بأنْ «شَكَرَ اللهُ لَهُ وَأدخلَه الجنَّةَ»
[1] الجنحة: الإثم والخطيئة والذنب.
[2] الغيبة: الْحديثُ عَنْ إِنسْانٍ في غَيبْتَهِ، بذِكْرِ عيُوُبهِ وَمَسَاوِئهِ، وَبمِاَ يكْرهَهُ وَيسُوؤه ذكْرهُ.
[3] التهمة: مَا يتّهَمُ بهِ المرْءُ مِنْ فعْلٍ إلىَ أنْ يثَبْتَ اتِّهاَمه أُوْ برَاَءتهُ.
[4] البهتان: الكَذِبِ وَالافْتِرَاءِ، اِخْتِلاَقُ الكَذِبِ.
[5] الصدوق، محمّد بن عليّ بن بابويه، الخصال، تحقيق وتصحيح عليّ أكبر غفاري، مؤسّسة النشر الإسلاميّ التابعة لجماعة المدرّسين بقمّ، إيران - قمّ، 1403هـ، ط1، ص125.
[6] سورة الرحمن، الآية 60.
[7] يلطع مرطوب التراب، «لَطَعَ الذِّئْبُ أَوِ الكَلْبُ الْمَاءَ»: شَرِبَهُ.
[8] الخفّ: مَا يُنْتَعَلُ فِي الرِّجْلِ، حِذَاءً أَوْ بَلْغَةً أَوْ نَعْلاً.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|