الموظفون والحياة الاجتماعية في عهد إخناتون (معي) المشرف على الجنود. |
695
08:12 مساءً
التاريخ: 2024-06-13
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-10-2020
1801
التاريخ: 2024-04-26
942
التاريخ: 2024-04-26
757
التاريخ: 2024-05-18
819
|
يدل ما قصه «معي» عن نفسه — إذا صدقنا ما جاء في نقوشه — على أنه كان رجلًا في بادئ الأمر مغمور الذِّكر، وضيع النسب، فقير الحال، بل كان يتكفف لينال ما يسد به رمقه من خبز، ولم يلبث أن بلغ من المراتب أعلاها، غير أنه قد انطبق عليه المثل القائل «ضع متكففًا على صهوة جواد فلن يلبث بعد ذلك أن يمتطي ظهر الشيطان.» والواقع أن «معي» قد أساء كثيرًا استعمال حظوته لدى الفرعون، فلا غرابة في أن كان سقوطه من عليائه مفاجئًا ومثيرًا للعجب والدهشة، وبخاصة إذا علمنا أن شهرته كانت قد بلغت عنان السماء، وأن ثروته وقوته كانتا مضرب الأمثال. وقد كان أيامَ ابتسام الدهر له وعز سلطانه يحمل الألقاب التالية: الأمير الوراثي، والحاكم، وحامل خاتم ملك الوجه البحري، والسمير الوحيد، وكاتب الملك، والمشرف على جنود رب الأرضين، ومدير بيت «سحتب-آتون»، ومدير بيت «وع-ن-رع» (أي إخناتون) في «عين شمس»، والمشرف على ثيران معبد «رع» في «عين شمس»، والمشرف على كل أعمال الملك، وكاتب المجندين، وحامل المروحة على يمين الفرعون، وأذني «حور» الحقيقيتين، والمرافق للفرعون في «قارب الصقر». (راجع Davies Ibid, Pls. II, IV, PP. 4, 5 ). وتدل الحالة التي وُجد عليها قبر «معي» في «تل العمارنة» (رقم 14) على أنه لم يتم بناؤه نهائيًّا؛ إذ لا بد أن صاحبه قد غضب عليه الفرعون قبل أن يتم زخرفته. ومما هو جدير بالملاحظة هنا أن قبور عظماء عهد «إخناتون» كان يُخصص جزء كبير من مناظرها لأعمال الأسرة المالكة؛ فنشاهد هنا في قبر «معي» منظرًا فيه «إخناتون» والملكة «نفرتيتي» يتبعهما ثلاث من بناتهما، وهما يقدمان القربان للإله «آتون»، كما نشاهد «موت بنرت» أخت الملكة يتبعها قزماها «بارع» و«رع نحح» وهما ذكر وأنثى. وأسفل هذا المنظر كان يوجد في الأصل رسم «معي» وهو يتعبد، غير أنه مُحي تمامًا، وغُطي مكانه بطبقة من الجص (Davies. Ibid. Pl. III.)، ولكن الصلوات التي كان مفروضًا أن يتلوها قد بقيت. ولا غرابة في ذلك؛ لأنها كانت تمجيدًا للإله «آتون» والملك ( Davies ibid Pls. II, XIX, p. 16). ونشاهد منظرًا آخر، كان المقصود منه إظهار «معي» وهو يتسلم الهبات الملكية من الفرعون، وهو مطل من شرفة قصره، غير أنه قد خُط بالمداد وحسب (راجع Ibid Pl. V)، ويُشاهد في الجزء الأمامي من المنظر القاربان الملكيان وقد رَسَوَا في الميناء. وأهم يلفت النظر في هذه المقبرة ترجمة «معي» لنفسه وهي: التعبد للإله «حور أختي» (آتون الذي يمنح الحياة)، ولملك الجنوب والشمال العائش في الصدق، رب الأرضين، «نفر خبرو رع، وع-ن-رع» ابن الشمس العائش في الصدق، رب التيجان «إخناتون» العظيم في بقائه، وللوارثة العظيمة في القصر جميلة الوجه، الفرحة بالريشتين، محبوبة «آتون» الزوجة الملكية الأولى التي يحبها، سيدة الأراضي «نفرتيتي» العائشة مخلدة. حامل المروحة على يمين الفرعون … ومن عظمة ملك الجنوب … على الرغم من حلول الشيخوخة، ومن جسمه سليم على الرغم من مرور الزمن، والعظيم في حظوته، والسعيد في … ومن يسير في ركاب سيده، ومن كان رفيق قدميه طول الحياة، ومن حبه دائم، كاتب الملك، وكاتب المجندين، ومدير بيت «سحتب آب رع»، ومدير بيت «وع-ن-رع» في «عين شمس»، والمشرف على أعمال الملك كلها، والمشرف على جنود رب الأرضين، «معي» يقول: استمعوا أنتم لما أقول، أنتم أيها الرجال كبارًا وصغارًا؛ لأني سأقص عليكم النعم التي أفاءها الحاكم عليَّ. ولا ريب في أنكم ستقولون عندئذٍ: حقًّا! ما أعظم الأشياء التي عُملت لهذا الرجل المغمور الذكر! وعلى ذلك ستطلبون حقًّا له (أي للملك) أبدية من أعياد «سد» مدة لا نهاية لها بوصفه رب الأرضين، وعندئذٍ سيعمل لكم حقًّا مثل ما عمل لي الإله الذي يتصرف في الحياة! كنت رجلًا وضيع الأصل أبًا وأمًّا، ولكن الأمير وطد مكانتي؛ فقد جعلني أعظم … بفيضه، عندما كنت رجلًا لا أملك شيئًا، وقد جعل عدد عشيرتي ينمو من أجلي، وكثر عدد أخواتي، وجعل كل أهلي يعملون لي، ولما أصبحت سيد مدينة جعلني أصاحب الأمراء والسمار، على الرغم من أني كنت فيما مضى أشغل المكان الأخير، ومنحني المئونة والجراية يوميًّا، وإني أنا ذلك الشخص الذي كان يسأل قوته، وقد جعلني … وعلى الرغم من كل ذلك المدح والإطراء الذي كاله للفرعون، فإن صوره قد مُحيت محوًا تامًّا من قبره. وقد غُطي هذا النقش بوجه خاص بطبقة من الجص. وقد يكون السبب الداعي إلى ذلك هو أن الفرعون ربما رأى أن بقاءه يكون هجاء أبديًّا لحظوة الفرعون له. ولا نعلم — في الواقع — السبب في سقوط «معي» والغضب عليه، غير أن التاريخ قد قلب ظهر المجن «لإخناتون» فكان الجزاء من جنس العمل، فقد محى اسمه من آثاره كلها، في حين أن الحفائر الحديثة قد أعادت لذلك العصامي «معي» ما كان يرغب فيه — وهو تخليد اسمه — وأن يعرف الناس أن الأصل ليس هو كل شيء ولكن العمل والجد والمثابرة تغطي على كل شيء وترفع صاحبها إلى قمة المجد.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|