أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-01
2151
التاريخ: 4-2-2021
2846
التاريخ: 2023-04-20
1366
التاريخ: 22-4-2019
1768
|
يتضّح ممّا تقدّم وجود بعض الفوارق بين النشأتين الدنيويّة والأخرويّة[1]، أبرزها:
1- التغيّر والثبات:
هذا العالم محكوم بالحركة والتغيّر، فالطفل يكبر فيصبح شاباً ثمّ شيخاً ثمّ يموت، والجديد في هذا العالم يتغيّر فيصير قديماً، كلُّ شيء يتطوّر ثمّ مآله إلى الفناء.
وأمّا العالم الأخرويّ، فلا شيخوخة فيه ولا قِدَم، لا موت ولا فناء، كلّ شيء ثابت.. إنّه عالم البقاء، وعالم الاستقرار.
2- الحياة الخالصة والمشوبة:
في الدنيا تختلط الحياة بالموت، فالجمادات والنباتات كلّ واحدٍ منها يتبدّل إلى الآخر، جسمنا هذا حيّ الآن، وقد كان مَيْتاً وجامداً في زمان مضى، وسيموت ويعود إلى الجمود مرةً أخرى، قد يموت جانب معيّن منّا ويبقى الجانب الآخر، يموت جهاز دون بقيّة الأجهزة. وأمّا الآخرة، فحياة خالصة لا يشوبها موت، كلّ شيء فيها حيّ: أرضها، وجواهرها، وأحجارها، وأشجارها.
قال تعالى: ﴿وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾[2].
وهكذا، فالأعضاء والأجسام التي لا شعور لها في هذا العالم، تشعر وتتكلّم هناك، تُختم أفواه وتُغلق، وتُترك الأعضاء تتكلّم وتنطق، قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾[3].
وقال تعالى: ﴿وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾[4].
3- البذر والحصاد:
الدنيا مزرعة ودار بذر، والآخرة دار حصاد. والدنيا دار عمل، والآخرة دار جزاء.
يقول أمير المؤمنين عليه السلام: "وإنّ اليوم عمل بلا حساب، وغداً حسابٌ بلا عمل"[5].
لذلك، فإنّ الكافر - يومئذٍ - عندما يرى العذاب، لا ينادي: ارفعوا عنّي العذاب، وإنّما يقول: ﴿قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ﴾[6]، فلا حصاد من دون بذر.
4- المصير الخاصّ والمشترك:
في الدنيا يوجد مصير مشترك بين جماعات كبيرة من الناس، كما نشاهد في غالب المجتمعات البشريّة، البلاء ينزل فيعمّ الجميع، يطال الكبير والصغير، المجرم والبريء. وأمّا في الآخرة، فثمّة اختلاف وتمايز في المصير، من فردٍ إلى آخر، فإذا كان عمل الفرد في الدنيا يترك أثراً على المجتمع، ويوجب مصيراً واحداً للجميع، فإنّه في الآخرة لا أثر لعمل فردٍ على آخر بتاتاً: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾[7].
وإذا ثقب شخص - في الدنيا - سفينة ولم يمنعه الآخرون، بحجّة أنّه يثقب محلّه فقط، فإنّ السفينة ستغرق بجميع ركّابها، وهذا معنى المصير المشترك. وأمّا في الآخرة فالأمر ليس كذلك.
طبعاً لا نقصد عدم الاشتراك حتّى في الأعمال التي هي بطبعها مشتركة، لكنّ المقصود أنّ كلّ إنسان يلقى مصيره دون أن يترك ذلك أثراً على أحدٍ سواه.
[1] انظر: الشيخ مطهّريّ، العدل الإلهيّ، مصدر سابق، ص247-253.
[2] سورة العنكبوت، الآية 64.
[3] سورة يس، الآية 65.
[4] سورة فصّلت، الآية 21.
[5] الديلميّ، الشيخ الحسن بن محمّد، إرشاد القلوب، إيران - قم، انتشارات الشريف الرضيّ، 1415ه - 1374ش، ط2، ج1، ص192.
[6] سورة المؤمنون، الآيتان 99-100.
[7] سورة فاطر، الآية 18.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|