أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-06
830
التاريخ: 2023-09-24
806
التاريخ: 2024-03-01
926
التاريخ: 2023-11-15
1179
|
والظاهر أن الجيش قد ضرب خيامه فيها بضعة أيام، استطاع في خلالها «تحتمس» أن يطلق عيونه ليقفوا على مواقع العدو ومكانه، وفي اليوم السادس عشر من نفس الشهر عقد الفرعون مجلسه الحربي؛ ليتشاور مع ضباطه في أحسن الطرق التي يجب أن يقتحمها الجيش إلى «مجدو»، وسنترك المؤرخ المصري عند هذه النقطة يقصُّ علينا سير الحوادث (راجع: Urk. IV. p. 648 ff): السنة الثالثة (1) والعشرون، الشهر الأول من فصل الصيف، اليوم السادس عشر في بلدة «يحم»، لقد أمر جلالته أن يعقد مجلس حربي ليتشاور فيه مع رجال جيشه قائلًا: إن ذلك العدو الخاسئ صاحب «قادش» قد جاء بجيشه ونصب خيامه فيها، وهو مقيم بها في تلك الآونة، وقد ضمَّ إليه كل أمراء الأقاليم الذين كانوا يدينون بخضوعهم لمصر حتى نهر الفرات … ومعه السوريون وقوم «قودة» بخيلهم وجنودهم وعشيرتهم، وأنه يقول على حسب ما وصل إلى مسامعنا: سأقف هنا لمحاربة جلالته في بلدة «مجدو»، فحدِّثوني ما يدور بخلدكم في هذا الخطب. فأجابوا جلالته قائلين: كيف يتسنَّى للمرء أن يسير في هذا المضيق، وقد وصلتنا الأخبار بأن العدو على تمام الاستعداد هناك في خارج المدينة، وأن عددهم قد أمسى هائلًا؟ وهل يكون السير مستطاعًا إلا إذا سار الجواد إثر الجواد، والجندي إثر الجندي أيضًا؟ وهل ستكون مقدمة الجيش بهذه الطريقة في ساحة القتال، في حين أن المؤخرة تكون لا تزال واقفةً هنا في «عرونة» عاجزة عن محاربة العدو؟ على أنه يوجد طريقان أخريان؛ واحدة منهما تؤدِّي إلى «تاعناخ»، والأخرى تقع في الجهة الشمالية من بلدة «زفتى» مؤدِّية إلى شمال «مجدو»، وبذلك لا نضطر إلى سلوك هذا المضيق الوعر. وفي هذه الأثناء جيء بمعلومات عن ذلكم العدو الخاسئ، وبذلك استقرَّ النقاش في موضوع الخطة التي كانوا يتحدَّثون عنها فيما قبلُ.
ما قيل في الخيمة الملكية: فأجاب الملك قائلًا: إني ما دمتُ حيًّا، وما دام الإله «رع» يحبني، وما دام والدي «آمون» يرعاني، وما دام نفس الحياة ينعشني بالحياة والقوة؛ فلن أسلك إلا هذه الطريق المؤدية إلى «عرونة»، وليذهب منكم مَن يشاء في إحدى هاتين الطريقين الأخريين اللتين تحدثتم عنهما، وليتبعني منكم مَن يريد أن يسلك الطريق التي سيتخذها جلالتي؛ لأن الأعداء الذين يمقتهم الإله «رع» سيقولون: هل سلك جلالته طريقًا آخر؛ لأنه يخاف بأسنا وبطشنا؟ وعندئذٍ أجابوا جلالته قائلين: ليت الإله «آمون» والدك رب تيجان الأرضين وساكن الكرنك يرعى شعبك ويتعهَّده، تأمَّلْ! إنَّا سنكون في ركاب جلالتك أينما توجَّهت؛ لأنه من واجب الخادم أن يتبع سيده دائمًا. وعندئذٍ أمر جلالته بإصدار منشور لكل الجيش جاء فيه: إن سيدكم المظفر سيكون في طليعتكم لاقتحام ذلك المسلك الوعر الضيق. تأملوا، لقد أقسم جلالته يمينًا قائلًا: إني لن أسمح لجيشي المظفر أن يشقَّ طريقه إلا في هذا المكان؛ لأن جلالته عقد العزم على أن يتقدَّم طليعة جيشه بنفسه، وقد وزعت التعليمات على كل جندي بالأمر بالزحف، على أن يكون الجواد في إثر الجواد، في حين أن جلالته كان يسير في مقدمة جيشه.
...............................................
1- يُلاحَظ أن تغيير السنة من الثانية والعشرين إلى الثالثة والعشرين يرجع إلى أن «تحتمس» وصل غزة في يوم عيد تتويجه، أي في اليوم الأول على حسب سني حكمه.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|