المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الاعتياد على المعصية  
  
863   10:00 صباحاً   التاريخ: 2024-04-01
المؤلف : الأستاذ مظاهري
الكتاب أو المصدر : الأخلاق البيتية
الجزء والصفحة : ص111ــ112
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-7-2018 1980
التاريخ: 1-4-2018 2250
التاريخ: 9-7-2022 1750
التاريخ: 31-10-2018 2046

إن من الأشياء التي توجب سلب العناية الإلهية من الشخص، ومن الدار بشكل إجمالي: المعصية، والمعاصي تقسم إلى قسمين على أحد الاعتبارات، معاصي كبيرة وأخرى صغيرة، وهو ما لا نعنيه في بحثنا هذا.

أما الذي نعنيه وباعتبارٍ ثانٍ هو: الاستمرار على المعصية، وعدم الاستمرار عليها.

ففي بعض الأحيان تبدر من أحدهم معصية من مثل الكذب ـ والعياذ بالله ـ وبسبب هذا العمل السيء يجب أن يتوب المسيء ويستغفر ربّه، ولكن نرى البعض يستمر على هذه الحالة فهو يكذب كل يوم، ويغتاب كلّ يوم، ويبث الشائعات كل يوم، ويظلم كلّ يوم، وهذا خطرٌ جداً، ولخطورته الشديدة تعرض له القرآن الكريم بشكل جليّ حيث قال فيه:

{ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ} [الروم: 10].

فالأفراد المداومون على المعاصي، يرتفع عنهم الاعتقاد بكلّ شيء، بل ويكذبون كل شيء، ويعتبرونه خرافة.

قال الإمام الصادق جعفر بن محمد سلام الله عليه في عدّة روايات:

(إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتةٌ سوداء، فإن تاب إنمحت وإنْ زاد زادت حتى تغلب على قلبه، فلا يفلح أبداً)(1).

لذا أطلب منكم أن تسعوا جهد إمكانكم أن لا تنقادوا إلى فعل المعاصي، وإذا ما بدر منكم ذلك، عليكم أن تستغفروا الله بسرعة، وتتوبوا إليه توبةً نصوحاً، وحاولوا أن لا تكونوا من المداومين على المعاصي والآثام.

وهناك تقسيم ثالث للمعاصي وهو: قد يكون للمعصية هيبة في القلب، أي قد يشع الفرد بتلاطم باطني بعد نظرةٍ شهوانية إلى ما حرّم الله تعالى النظر إليه ـ على سبيل المثال ـ، أو بعد أن يمارس الفرد اغتياب أحد الخيّرين، أو يكذب.

أما في بعض الأحيان تراه لا يشعر بشيء أبداً، لا تلاطم روحي، ولا امتعاض من عمل المعصية، وهذا ما تجلبه المداومة على المعاصي، حيث ينعدم الإحساس بجلال وهيبة الذنب.

وإذا ما حدث ذلك، وارتفعت هيبة وجلال المعصية من القلب كان ذلك أسوأ من الاستمرار في المعصية، لأن المستمرّ في المعاصي يمكن أن يوفق للتوبة في حال وجود تلك الهيبة والجلال من المعصية في القلب، لكنّ ارتفاع الهيبة والجلال لن يجعل الفرد يوفق إلى التوبة، وإذا تمكن من ذلك فالأمر لا يخلو من صعوبة بالغة.

___________________________

(1) بحار الأنوار ج73، ص327. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.