أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-05-2015
2832
التاريخ: 2024-01-01
1684
التاريخ: 2024-04-06
911
التاريخ: 2023-12-11
1222
|
{وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَـحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّـهِ وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ}
{ما أُنْزِلَ عَلَى الْـمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوت}: عَطفُ بَیَانٍ لِلـمَلَكَينِ، وَعَلَمانِ لَهُمَا [1].
الخَلَاقُ: النَّصِیبُ [2].
قِیلَ: سَبَبُ هُبُوطِ هَارُوت وَمَارُوت؛ أَنَّ الـمَلَائکَة تَعَجَّبَت مِن مَعَاصِي ابِن آدَم، مَعَ کَثرَةِ نِعَمِ اللَّـهِ عَلَیهِم! فَقَالَت طَائفَةٌ: أَمَا تَغضَب عَمَّا یَعمَلُ خَلقُكَ فِي أَرضِكَ، وَعَمَّا یَفتَرُونَ عَلَیكَ مِنَ الکَذِبِ وَالزُّورِ، وَیَرکَبُونَ مِنَ الـمَعَاصِي، وَقَد نَهَیتَهُم عَنهُ، وَُم فِي قَبضَتِكَ، وَتَحتَ قُدرَتِك.
فَأَحَبَّ اللهُ سُبحَانَهُ أَن یُعَرَّفِهُم مَا مَنَّ عَلَیهِم مِن عَجِیبِ خَلقِهِم، وَمَا طَبَعَهُم عَلَیهِ مِنَ الطَّاعَةِ، وَعِصمَتُهُم مِنَ الذُّنُوبِ.
فَقَالَ لَهُم: اندُبُوا مِنکُم مَلَکَینِ، حَتَّى أُهبِطهُمَا إِلَى الأَرضِ، وَأَجعَلُ فِیهِمَا مِن طَبَائعِ الـمَطعَمِ وَالـمَشرَبِ، وَالشَّهوَةِ، وَالحِرصِ وَالأَمَلِ، مِثلَ مَا جَعَلتُ فِي وُلدِ آدَم، ثُمَّ أَختَبِرهُمَا فِي الطَّاعَةِ.
فَنَدَبُوا لِذَلِك هَارُوتَ وَمَارُوت، فَقَد جَعَلتُ فِیکُمَا مِن طَبَائعِ الـمَطعَمِ، وَالـمَشرَب، وَالشَّهوَة، وَالحِرص وَالأَمَل، مِثلَ مَا جَعَلتُ فِي وُلدِ آدَم، فَانظُرَا أَن لَا تُشرِکَا بِي شَیئَاً، وَلَا تَقتُلَانِ النَّفسَ الَّتي حَرَّمَ اللهُ مِنهُ، وَلَا تَزنَيَا، وَلَا تَشرَبَا الخَمرَ.
ثُمًّ أَهبَطَهُمَا إِلَى الأَرضِ عَلَى صُورَةِ البَشَرِ وَلِبَاسُهُم، فَرُفِعَ لَهُمَا بِنَاءٌ مُشرِفٌ، فَأَقبَلَا نَحوَهُ، فَإِذَا امرَأَةٌ جَمِیلَةٌ حَسنَاءٌ أَقبَلَت نَحوَهُمَا، فَوَقَعَت فِي قُلُوبِهِمَا مَوقِعَاً شَدِیدَاً.
ثُمَّ إِنَّهُمَا ذَکَرَا مَا نُهِیَا عَنهُ مِنَ الزِّنَا فَمَضَیَا، ثُمَّ حَرَّکَتهُمَا الشَّهَوَة، فَرَجِعَا إِلَیهَا، فَرَاوَدَاهَا عَن نَفسِهَا، فَقَالَت: إِنَّ لِي دِيِنَاً أُدِنُ بِه، وَلَستُ أًقدِر فِي دِینِي عَلَى أَن أُجِيبُکُمَا إِلَى مَا تُرِیدَان، إِلَّا أَن تَدخُلَا فِي دِینِي.
فَقَالَا: وَمَا دِینُكِ؟ فَقَالَت: إِنَّ لِي آلَهٌ مَن عَبَدَهُ وَسَجَدَ لَهُ، کَانَ لِي السَّبِیلُ إِلَى أَن أُجِیبُهً إِلَى کُلِّ مَا سَأَلَنِي، قَالَا: وَمَا إِلَهُكِ؟ قَالَت: هَذَا الصَّنَمُ، فَوَضَعَتهُ بَینَهُمَا.
فَغَلَبَتهُمَا الشَّهوَةُ، فَقَالَا لَهَا: سَنُجِیبُكِ إلَى مَا سَأَلتِ، قَالَت: فَدُونَكُمَا فَاشرَبَا الخَمرَ، فَإِنَّهُ قُربَانٌ لَکُمَا عِندَهُ، وَبِه تَصِلَان إِلَى مَا تُرِیدَان.
فَقَالَا: هَذَهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ، قَد نَهَانَا رَبُّنَا عَنهَا، قَالَا لهَا: مَا أَعظَمَ البَلِیَّة بِكِ، قَد أَجَبنَاكِ، فَشَرِا الخَمرَ، وَسَجَدَا لِلصَنَمِ، ثُمَّ رَاوَدَهَا عَن نَفسِهَا، فَلَـمَّا تَهَیَأَت لَهُمَا، دَخَلَ عَلَیهِمَا سَائلٌ.
فَلَـمَّا رَأَیَاهُ فَزِعَا مِنهُ، فَقَالَ لَهُمَا: إِنَّکُمَا لَمُرِيبَانِ، قَد خَلَوتٌمَا بِهَذِهِ الـمَرأَةِ الحَسنَاءِ، إِنَّکُمَا لَرَجُلَا سُوءٍ، وَخَرَجَ عَنهُما.
فَقَالَتَ لَهُمَا: بَادِرَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَاقتُلَاه قَبلَ أَن یَفضَحَکُمَا وَیَفضَحُنِي مَعَکُمَا، ثُمَّ دُونَکُمَا فَاقضِیَا حَاجَتَکُمَا وَأَنتُمَا مُطمَئنَانِ آمِنَانِ.
قَالَ: فَقَامَا إِلَى الرَّجُلِ، فَأَدرَكَاهُ فَقَتَلَاهُ، ثُمَّ رَجَعَا إِلَيهَا، فَلَم يَرَيَاهَا، وَبَدَت لَهُمَا سَوآتِهمَا، وَنُزِعَ عَنهُما رِيَاشَهُمَا، وَسَقَطَ فِي أَيدِيَهُمَا.
فَأَوحَى اللهُ تَعَالَى إِلَيهِمَا إِنَّمَا أَهبَطتُكُمَا إِلَى الأَرضِ سَاعَةً مِن نَهَارٍ، فَعَصَیتُمَا فِي أَربَعِ مَعَاصٍ، قَد نَهَيتُکُمَا عَنهَا، وَقَد تَقَدَّمتُ إِلَیکُمَا فِیهَا، فَلَم تُرَقِبَانِي، وَلَم تَستَحِیَا مِنِّي، وَقَد کُنتُمَا أَشَدُّ مَن یَنقَم عَلَى أَهلِ الأَرضِ مِنَ الـمَعَاصِي، فَاختَارَا عَذَابَ الدُّنیَا أَو عَذَابَ الآخِرَة.
فَاختَارَا عَذَابَ الدُّنیَا، وَکَانَا یُعَلِّمَانِ النَّاسَ السِّحرَ بِأَرضِ بَابِل، ثُمَّ لـمَّا عَلَّمَا النَّاس رُفِعَا مِنَ الأَرضِ إِلَى الهَوَءِ، فَهُمَا مُعَذَّبَانِ مُنَکَّسَانِ، مُعَلَّقَانِ مِن بَینِ الهَوَاءِ إِلَى یَومِ القِیَامَةِ[3].
[1] جوامع الجامع، الطبرسي: 1/134.
[2] معاني القرآن، النحاس: 1/142، الفروق اللغوية، العسكري: 223، تفسير الرازي: 3/222.
[3] تفسير العياشي: 1/52ح75، مجمع البيان في تفسير القرآن، الطبرسي: 1/330، بحار الأنوار، المجلسي: 56/317.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|