أكّدت شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية في العتبة العبّاسية المقدسة، أنّ حفل تخرّج دفعة بنات الكفيل هو البديل عن تلك التجمّعات المُسيئة التي يزخر بها الواقع. جاء ذلك خلال الكلمة الترحيبية لمسؤولة الشعبة السيدة بشرى الكناني بطالبات الجامعات العراقية، المشارِكات في حفل تخرّج دفعة بنات الكفيل السابعة. وقالت الكناني إن "حفل تخرّج دفعة بنات الكفيل سُنَّةٌ دأبت عليها العتبة العباسية المقدسة، لتكون بديلاً يرضاه الله ورسوله والمؤمنون، عن تلك التجمّعات المُسيئة التي يزخر بها الواقع والمواقع". وأدناه نصّ الكلمة: تتشرّف مدارسُ الكفيل النسويّة بإقامة هذه المحافل الكريمة للاحتفاء بالمتخرّجات في الجامعات والمعاهد العراقية في كلّ عام، سُنَّةٌ دأبت عليها العتبة العبّاسية المقدّسة لتكون بديلاً يرضاه الله ورسوله والمؤمنون، عن تلك التجمّعات المُسيئة التي يزخر بها الواقع والمواقع.. سُنّةٌ حسنة تحييها كلّ عام؛ لإقامة مراسيم الحمد والعِرفان لله تعالى لما وفّق من إتمام سنيّ الدراسة والتأهّل لمراتب الخدمة الاجتماعيّة لأبناء بلدنا الحبيب عراق الأحرار والحَرائِر.. فقد جاءَ في الأثر عن الرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: "مَن سنَّ سُنَّةً حسنةً في الإسلام، فله أجرُها وأجرُ من عَمِلَ بها بَعدَهُ من غير أن يَنقُصَ من أجورهم شَيء، ومَن سَنَّ سُنَّةً سَيئةً في الإسلامِ فَعَلَيهِ وزْرُهَا وَوزْرُ من عَمِل بها بعدَهُ، من غير أن تَنقُص من أوزارهم شيء". وها هي باقات الزهور تجتمع عند باب الكفيل حضوراً يقارب ليلة النصف من شعبان المعظّم من عامنا هذا، إذ تسمق ذكرى سطوع ضياء الإمام المنتظر وقد أشرقت الأرض بنور ربها، في زمن تتكالب فيه قوى الشرّ للإطاحة بالقيم الإلهية التي سَنَّها الله تعالى تعزيزاً لفطرة الإنسان، تلك القوى التي تستهدف تفكيك أقدس كيان بناه الله في هذه الدنيا وهو الأسرة، في زمنٍ تجوز فيه قُوَّةُ الحديد والنار على الأبرياء المستضعفين في غزّة، فتوفرُ الغطاء السياسيّ والنفسيّ لحربٍ مفتوحة ترمي لإبادة الشعب الفلسطيني وحقّه في الحياة والأرض، في خضمّ هذا الارتباك القيمي في مشهدِ الحياة وثوابتها تتسق بناتُ الكفيل بما يربو على الثلاثة آلاف زهرة واعدة في مشهدٍ مَهيبٍ؛ إذ سعين من مختلف محافظات العراق من البصرة ونينوى وبغداد وذي قار وميسان والمثنى والنجف وكربلاء وواسط والأنبار وبابل وصلاح الدين والديوانية وكركوك وديالى، من هذهِ المَنابع الطيّبة لتلتقي عندَ جُرفِ السَّاقي الكفيل، مُعلنةً التزامها بمبادئ المهنة، واحترام التخصّص، والعمل بما يُرضِي اللَّهَ وينفعُ الناسَ فإِنَّ خير الناس أنفعُهُم للناس. كما تُشاركنا في هذا المُلتقى الكريم مجموعةٌ من الخرّيجات الرائدات تبركاً بهذه القربة التي يراد بها وَجهُ الله تعالى.

على قيد الوفاء بالعهد نبقى زيناً لدين الله ومنهج رسوله الكريم وسنن الأئمّة المعصومين، وما خطّته الزهراء البتول من سبيلٍ لعزَّة المرأة المسلمة وكرامتها، وما ضحّت من أجلهِ السيّدة زينب الكبرى بنتُ عليّ(عليهما السلام) على طريق السّترِ والعفاف والتزام التكليف، واحترام الواجب الشرعيّ والوطنيّ الذي يُمليه الوفاء لأُصولِ المِهنة، من أجل خدمة المجتمع وترصينِ وجوده، وتعزيز بناءِ الأُسرة والتضحية من أجل هذا الوجود الإلهي المُكرّم. فباسم العتبة المقدّسة ومدارس الكفيل والقائمين على هذا الحفل الذي يُقامُ في كلِ سَنةٍ مرّتَين؛ إذ يستقطِبُ بناتِ الإسلام من داخل العراق وخارجه، نتقدَّمُ لكنَّ يا بنات الكفيل بأسمى آيات التهاني والتبريك بمنجزكنَّ العلمي، ونرفع أكُفَّ الدعاء لَكُنَّ بالتوفيق والسدادِ ونجدّد الترحيب بكنَّ وبِمَن حضر إلى رحاب الكفيل، ونسأل الله تعالى ببركة الكفيل وبنات الكفيل أن يوفّقنا لإقامة حفل التخرّج هذا في كلّ عام، وأمّتنا الإسلامية وبلادنا الحبيبة في خيرٍ وأمنٍ وأمانٍ ببركة دماء المُضحّينَ من أجلِ الأرض والعرض.