المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18000 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

التنباك
2-1-2017
What is the place of articulation?
15-3-2022
كيفية حساب مواقع الكواكب
22-3-2022
Structure and Nomenclature of Aromatic Compounds
11-9-2020
أول الكفار بالقرآن
2023-03-23
Keq and ΔG0 Are Measures of a Reaction’s Tendency to Proceed Spontaneously
7-8-2016


متى أكمل الله الدين للمسلمين  
  
3199   04:37 مساءاً   التاريخ: 11-10-2014
المؤلف : ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : تفسير الامثل
الجزء والصفحة : ج3 ، ص417-423.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / سيرة النبي والائمة / سيرة الامام علي ـ عليه السلام /

 قال تعالى : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة : 3]

 إِنّ أهمّ بحث تطرحه هاتان الفقرتان القرآنيتان يتركز في كنهه وحقيقته كلمة «اليوم» الواردة فيهما.

فأيّ يوم يا ترى هو ذلك «اليوم» الذي اجتمعت فيه هذه الأحداث الأربعة

المصيرية ، وهي يأس الكفار ، وإِكمال الدين ، وإِتمام النعمة ، وقبول الله لدين الإِسلام ديناً ختامياً لكل البشرية؟

لقد قال المفسّرون الكثير في هذا المجال ، وممّا لا شك فيه ولا ريب أن يوماً عظيماً في تاريخ حياة النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ كهذا اليوم ـ لا يمكن أن يكون يوماً عادياً كسائر الأيّام ، ولو قلنا بأنّه يوم عادي لما بقي مبرر لإِضفاء مثل هذه الأهمية العظيمة عليه كما ورد في الآية.

وقيل أنّ بعضاً من اليهود والنصارى قالوا في شأن هذا اليوم بأنّه لو كان قد ورد في كتبهم مثله لإتّخذوه عيداً لأنفسهم ولاهتموا به اهتماماً عظيماً (1) .

ولنبحث الآن في القرائن والدلائل وفي تاريخ نزول هذه الآية وتاريخ حياة النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والروايات المختلفة المستفادة من مصادر إِسلامية عديدة ، لنرى أي يوم هو هذا اليوم العظيم؟

ترى هل هو اليوم الذي أنزل فيه الله الأحكام المذكورة في نفس الآية والخاصّة بالحلال والحرام من اللحوم؟

بديهي أنّه ليس ذلك لأنّ نزول هذه الأحكام لا يوجب إِعطاء تلك الأهمية العظيمة ، ولا يمكن أن يكون سبباً لإِكمال الدين ، لأنّها لم تكن آخر الأحكام التي نزلت على النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، والدليل على هذا القول ما نراه من أحكام تلت الأحكام السابقة في نزولها ، كما لا يمكن القول بأن الاحكام المذكورة هي السبب في يأس الكفار ، بل إنّ ما يثير اليأس لدى الكفار هو إِيجاد دعامة راسخة قوية لمستقبل الإِسلام ، وبعبارة أُخرى فإِنّ نزول أحكام الحلال والحرام من اللحوم لا يترك أثراً في نفوس الكفار ، فماذا يضيرهم لو كان بعض اللحوم حلالا وبعضها الآخر حراماً ؟!

فهل المراد من ذلك «اليوم» هو يوم عرفة من حجّة الوداع ، آخر حجّة قام بها النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (كما احتمله بعض المفسّرين) ؟

وجواب هذا السؤال هو النفي أيضاً ، لأنّ الدلائل المذكورة لا تتطابق مع هذا التّفسير ، حيث لم تقع أيّ حادثة مهمّة في مثل ذلك اليوم لتكون سبباً ليأس الكفار ولو كان المراد هو حشود المسلمين الذين شاركوا النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في يوم عرفة ، فقد كانت هذه الحشود تحيط بالنّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في مكّة قبل هذا اليوم أيضاً ، ولو كان المقصود هو نزول الأحكام المذكورة في ذلك اليوم ، فلم تكن الأحكام تلك شيئاً مهمّاً مخيفاً بالنسبة للكفار.

ثمّ هل المقصود بذلك «اليوم» هو يوم فتح مكة (كما احتمله البعض) ؟ ومن المعلوم أنّ سورة المائدة نزلت بعد فترة طويلة من فتح مكة !

أو أنّ المراد هو يوم نزول آيات سورة البراءة ، ولكنها نزلت قبل فترة طويلة من سورة المائدة.

والأعجب من كل ما ذكر هو قول البعض بأن هذا اليوم هو يوم ظهور الإِسلام وبعثة النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع أن هذين الحدثين لا علاقة زمنية بينهما وبين يوم نزول هذه الآية مطلقاً وبينهما فارق زمني بعيد جدّاً.

وهكذا يتّضح لنا أنّ أيّاً من الإِحتمالات الستة المذكورة لا تتلاءم مع محتوى الآية موضوع البحث.

ويبقى لدينا احتمال أخير ذكره جميع مفسّري الشيعة في تفاسيرهم وأيدوه كما دعمته روايات كثيرة ، وهذا الإِحتمال يتناسب تماماً مع محتوى الآية حيث يعتبر «يوم عذير خم» أي اليوم الذي نصب النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) علياً أمير المؤمنين (عليه السلام) بصورة رسمية وعلنية خليفة له ، حيث غشى الكفار في هذا اليوم سيل من اليأس ، وقد كانوا يتوهمون أن دين الإِسلام سينتهي بوفاة النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأن الأوضاع ستعود إِلى سابق عهد الجاهلية ، لكنّهم حين شاهدوا أنّ النّبي أوصى بالخلافة بعده لرجل كان فريداً بين المسلمين في علمه وتقواه وقوته وعدالته ، وهو علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، ورأوا النّبي وهو يأخذ البيعة لعلي (عليه السلام) أحاط بهم اليأس من كل جانب ، وفقدوا الأمل فيما توقعوه من شر لمستقبل الإِسلام وأدركوا أن هذا الدين باق راسخ.

ففي يوم غدير خم أصبح الدين كاملا ، إِذ لو لم يتمّ تعيين خليفة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولو لم يتمّ تعيين وضع مستقبل الأُمّة الإِسلامية ، لم تكن لتكتمل الشريعة بدون ذلك ولم يكن ليكتمل الدين.

نعم في يوم غذير خم أكمل الله وأتمّ نعمته بتعيين علي (عليه السلام) ، هذا الشخصية اللائقة الكفؤ ، قائداً وزعيماً للأُمة بعد النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) .

وفي هذا اليوم ـ أيضاً ـ رضي الله بالإِسلام ديناً ، بل خاتماً للأديان ، بعد أن اكتملت مشاريع هذا الدين ، واجتمعت فيه الجهات الأربع.

وفيما يلي قرائن أُخرى إِضافة إِلى ما ذكر في دعم وتأييد هذا التّفسير :

أ ـ لقد ذكرت تفاسير «الرازي» و«روح المعاني» و«المنار» في تفسير هذه الآية أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يعش أكثر من واحد وثمانين يوماً بعد نزول هذه الآية (2) ، وهذا أمر يثير الإِنتباه في حد ذاته ، إِذ حين نرى أنّ وفاة النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كانت في اليوم الثّاني عشر من ربيع الأوّل (3) (بحسب الروايات الواردة في مصادر جمهور السنّة ، وحتى في بعض روايات الشيعة ، كالتي ذكرها الكليني في كتابه المعروف بالكافي) نستنتج أن نزول الآية كان بالضبط في يوم الثامن عشر من ذي الحجّة الحرام ، وهو يوم غدير خم (4) .

ب ـ ذكرت روايات كثيرة ـ نقلتها مصادر السنّة والشيعة ـ أنّ هذه الآية الكريمة نزلت في يوم غدير خم ، وبعد أن أبلغ النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) المسلمين بولاية علي

بن أبي طالب (عليه السلام) ، ومن هذه الروايات :

1 ـ ما نقله العالم السنّي المشهور «ابن جرير الطبري» في كتاب «الولاية» عن «زيد بن أرقم» الصحابي المعروف ، أنّ هذه الآية نزلت في يوم غدير خم بشأن علي بن أبي طالب (عليه السلام) .

2 ـ ونقل الحافظ «أبو نعيم الأصفهاني» في كتاب «ما نزل من القرآن بحق علي (عليه السلام) » عن «أبي سعيد الخدري» وهو صحابي معروف ـ أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أعطى في «يوم غدير خم» علياً منصب الولاية ... وإِنّ الناس في ذلك اليوم لم يكادوا ليتفرقوا حتى نزلت آية : (اليوم أكملت لكم دينكم...) فقال النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي تلك اللحظة «الله أكبر على إِكمال الدين وإِتمام النعمة ورضى الرب برسالتي وبالولاية لعلي (عليه السلام) من بعدي» ثمّ قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله».

3 ـ وروى «الخطيب البغدادي» في «تاريخه» عن «أبي هريرة» عن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّ آية (اليوم أكملت لكم دينكم ...) نزلت عقيب حادثة «غدير خم» والعهد بالولاية لعلي (عليه السلام) وقول عمر بن الخطاب : «بخ بخ لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم» (5) .

وجاء في كتاب «الغدير» إِضافة إِلى الروايات الثلاث المذكورة ، ثلاث عشرة رواية أُخرى في هذا المجال.

ورود في كتاب «إحقاق الحق» نقلا عن الجزء الثّاني من تفسير «ابن كثير» من الصفحة 14 وعن كتاب «مقتل الخوارزمي» في الصفحة 47 عن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّ هذه الآية نزلت في واقعة غديرخم.

ونرى في تفسير «البرهان» وتفسير «نور الثقلين» عشر روايات من طرق مختلفة حول نزول الآية في حق علي (عليه السلام) أو في يوم غدير خم ، ونقل كل هذه الروايات يحتاج إِلى رسالة منفردة (6) .

وقد ذكر العلاّمة السيد عبد الحسين شرف الدين في كتابه «المراجعات» أن الروايات الصحيحة المنقولة عن الإِمامين الباقر والصّادق (عليهما السلام) تقول بنزول هذه الآية في «يوم غدير خم» وإنّ جمهور السنّة أيضاً قد نقلوا ستة أحاديث بأسانيد مختلفة عن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تصرح كلها بنزول الآية في واقعة غدير خم (7) .

يتّضح ممّا تقدم أنّ الروايات والأخبار التي أكّدت نزول الآية ـ موضوع البحث ـ في واقعة غدير خم ليست من نوع أخبار الأحاد لكي يمكن تجاهلها ، عن طريق اعتبار الضعف في بعض أسانيدها ، بل هي أخبار إِن لم تكن في حكم المتواتر فهي على أقل تقدير من الأخبار المستفيضة التي تناقلتها المصادر الإِسلامية المشهورة.

ومع ذلك فإِنّنا نرى بعضاً من العلماء المتعصبين من أهل السنّة كالآلوسي في تفسير «روح المعاني» الذي تجاهل الأخبار الواردة في هذا المجال لمجرّد ضعف سند واحد منها ، وقد وصم هؤلاء هذه الرواية بأنّها موضوعة أو غير صحيحة ، لأنّها لم تكن لتلائم أذواقهم الشخصية ، وقد مرّ بعضهم في تفسيره لهذه الآية مرور الكرام ولم يلمح إليها بشيء ، كما في تفسير المنار ، ولعل صاحب المنار وجد نفسه في مأزق حيال هذه الروايات فهو إن وصمها بالضعف خالف بذلك منطق العدل والإِنصاف ، وإن قبلها عمل شيئاً خلافاً لميله وذوقه.

وقد وردت في الآية (55) من سورة النور نقطة مهمّة جديرة بالإِنتباه ـ فالآية تقول : (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصّالحات ليستخلفنّهم في

الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنّهم من بعد خوفهم أمناً ...) والله سبحانه وتعالى يقطع في هذه الآية وعداً على نفسه بأن يرسخ دعائم الدين ، الذي ارتضاه للمؤمنين في الأرض.

ولمّا كان نزول سورة النور قبل نزول سورة المائدة ، ونظراً إِلى جملة (رضيت لكم الإِسلام ديناً) الواردة في الآية الأخيرة ـ موضوع البحث ـ والتي نزلت في حق علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، لذلك كله نستنتج أنّ حكم الإِسلام يتعزز ويترسخ في الأرض إِذا اقترن بالولاية ، لأن الإِسلام هو الدين الذي ارتضاه الله ووعد بترسيخ دعائمه وتعزيزه ، وبعبارة أوضح أن الإِسلام إِذا أُريد له أن يعم العالم كله يجب عدم فصله عن ولاية أهل البيت (عليهم السلام) .

أمّا الأمر الثّاني الذي نستنتجه من ضمن الآية الواردة في سورة النور إِلى الآية التي هي موضوع بحثنا الآن ، فهو أن الآية الأُولى قد أعطت للمؤمنين وعودا ثلاثة :

أوّلها : الخلافة على الأرض.

والثّاني : تحقق الأمن والإِستقرار لكي تكون العبادة لله وحده.

والثّالث : استقرار الدين الذي يرضاه الله في الأرض.

ولقد تحققت هذه الوعود الثلاثة في «يوم غدير خم» بنزول آية : (اليوم أكملت لكم دينكم ...) فمثال الإِنسان المؤمن الصالح هو علي (عليه السلام) الذي نصب وصيّاً للنّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ودلت عبارة (اليوم يئس الذين كفروا من دينكم ...) على أن الأمن قد تحقق بصورة نسبية لدى المؤمنين ، كما بيّنت عبارة : (ورضيت لكم الإِسلام ديناً) إِنّ الله قد اختار الدين الذي يرتضيه ، وأقرّه بين عباده المسلمين.

وهذا التّفسير لا ينافي الرواية التي تصرح بأنّ آية سورة النور قد نزلت في شأن المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف (8) ، وذلك لأنّ عبارة (آمنوا منكم) لها معنى واسع تحقق واحد من مصاديقه في «يوم غدير خم» وسيتحقق

على مدى أوسع وأعم في زمن ظهور المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف (وعلى أساس هذا التّفسير فإِنّ كلمة الأرض في الآية الأخيرة ليست بمعنى كل الكرة الأرضية ، بل لها مفهوم واسع يمكن أن يشمل مساحة من الأرض أو الكرة الأرضية بكاملها) .

ويدل على هذا الأمر المواضع التي وردت فيها كلمة «الأرض» في القرآن الكريم ، حيث وردت أحياناً لتعني جزءاً من الأرض ، وأُخرى لتعني الأرض كلها .
____________________

1- تفسير المنار ، ج6 ، ص155 .

2- تفسير الكبير ، ج11 ، ص139 .

3- أصول الكافي ، ج1 ، ص439 .

4- إن هذا الحساب يكون صحيحاً إذا لم ندخل يوم وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويوم غدير خم في الحساب ، وأن يكون في ثلاثة أشهر متتاليات مشهرات عدد أيام كل منهما 29 يوماً ، ونظراً لأن أي حدث تاريخي لم يحصل قبل وبعد يوم غدير خم ، فمن المرجح أن يكون المراد باليوم المذكور في الآية هو يوم غدير خم .

5- لقد أورد العلامة الأميني رحمه الله هذه الروايات الثلاثة بتفاصيلها في كتابة " الغدير " ، ج1 ، ص 230 و 231 و 232 كما ورد في " إحقاق الحق " ج6 ، و ص 353 أن نزول الآية كان في حادثة غدير خم نقلاً عن أبي هريرة من طريق ، كما نقلها عن أبي سعيد الخدري من عدة طرق .

6- راجع تفسير نور الثقلين ؛ وتفسير البرهان ، ذيل الآية مورد البحث .

7- راجع المراجعات ، الرسالة 12 ، ص38 .

8- تفسير مجمع البيان ، ج7 ، ص 267.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .