خامساً : تحديد مراكز الربحية الأفضل

تتأثر ربحية الشركات الدولية والمتعددة الجنسية بطبيعة وخصائص النشاط الدولي لهذه الشركات والتكاليف المرتبطة بهذا النشاط فى مختلف الفروع في الدول  المضيفة.

العوامل المؤثرة على نشاط وقدرة الشركات الدولية على تعظيم الربحية :

أ- رغبة الشركة الأم:

أي رغبة إدارة الشركة فى الدولة الأم فى زيادة سيطرتها وتوسيع نشاطها وتعدد فروعها في الدول المضيفة فى وجود إدارة مركزية تتحكم فى المصادر والإستخدامات.

ب ـ نطاق سلطة الشركة الأم:

في مدى مسئولية الشركة فى الدولة الأم والشركات والفروع التابعة لها وللأساليب المتبعة في : 

ـ إدارة حركة الأموال.

ـ تحسين الإيرادات المتوقعة.

ـ تطوير السوق المحلي والسوق الدولي.

ـ قدرتها على تخفيض الرسوم والضرائب.

ج- رغبة المساهمين:

رغبة المساهمين الوطنيين والمحليين لتعظيم ثراوتهم وتحسين مركز الشركة في الأسواق العالمية وزيادة القيمة السوقية لأسهم الشركة في أسواق المال العالمية.

ــ متغيرات تحديد أفضل المراكز الربحية

إن الهدف من تحديد أفضل المراكز الربحية هو إيجاد درجة عالية من المرونة في تحديد مصادر التمويل ومصادر الإنفاق - في جميع المجالات والأنشطة بما يحقق أعلى ربحية للشركة الأم.

وهناك عدد من المتغيرات عند إختيار أفضل المراكز الربحية ومنها :

أ- الشكل القانوني الأفضل للإستثمار :

أي تحديد أفضل شكل أو نمط من أنماط الإستثمار في الدول المضيفة من خلال :

- إنشاء توابع وفروع ملكية كاملة للشركة الأم.

- إنشاء شركات إستثمار مشترك.

ـ تحديد نمط التمويل المناسب لشكل الإستثمار المقترح

ـ الدقة في تحديد الشكل الأفضل منعا للإزدواج الضريبي.

ب- تحديد المصدر الأفضل للتمويل

أي تحديد ما إذا كانت الشركة الأم هي المصدر الطبيعي والدائم لتمويل الفروع والشركات التابعة فى الدولة المضيفة أم الإعتماد على مصادر التمويل المتاحة بالدول المضيفة من قروض - وإعادة استثمار أرباح. وهنا يفضل إختيار المركز الربحـي عـلـى أسـاس وظيفي لتحقيق هدف تعظيم الربحية للشركة. 

ج ـ إختيار الدولة المضيفة كمركز ربحي

ويتم إختيار أفضل الدول المضيفة تتمتع فيها الفروع والشركات :

ـ بإعفاءات ضريبية لمدى زمني طويل.

ـ إعتبارها مراكز إنتاج متميزة.

ـ أفضل الدول التى بها نشاط تسويقي متميز.

ويعمل مركز الربحية هنا كمركز إنتاج أو تسويق من خلال التالي:

ـ تراخيص إستغلال حق الملكية.

ـ التوكيلات التجارية.

د ـ القيود النقدية بالدول المضيفة :

كثيراً ما يكون هناك قيود تضعها السلطات المختصة بالدول المضيفة. فتلجأ الشركة بطرق شرعية أو غير شرعية للتحايل وكسر هذه القيود خاصة عند إستخدام أسلوب المقاصة لأسعار الصرف والتحويل من هنا يمكن تحديد مراكز الربحية على أساس إقليمي - جغرافي. 

و ـ ضمان الاستثمار في الدول المضيفة :

لابد من معرفة وتحديد الضمانات المقدمة من الدول المضيفة لإتمام المشروعات والأنشطة الإستثمارية داخلها حتى تطمئن الدولة الأم لحماية أعمالها من خلال الإتفاقيات بينها وبين الدولة المضيفة.

المقاطعة السياسية

فالخلافات السياسية بين الدول لها تأثير كبير على العلاقات الإستثمارية والتجارية بينهم كما أن لها تأثير على النشاط الإقليمي الدولي للشركات الدولية والمتعددة الجنسيات وما تشهده الساحة في السنوات القليلة الأخيرة في ضوء الإضطرابات السياسية من مقاطعة المستهلكين أنفسهم لمنتجات الشركات - كما أن الشركات نفسها يعتريها الخوف وانخفاض درجة الأمان والإستقرار فيما يتعلق بنتائج أعمالها.

وبعد تحديد مراكز الربحية ينبغي التالي :

ـ سيتم إدارة النشاط بصورة لا مركزية

ـ تصبح الشركة الأم مركز للربحية.

ـ يصبح الهدف تعظيم ثروة المساهمين من خلال :

ــ الإستخدام المشترك للموارد المالية من قبل الشركة الأم والفروع والتوابع .
ــ تحديد متى يتم إستخدام القروض من الغير.

ــ تحديد شكل القروض.

ــ تحديد الفروع أو أى من الشركات التابعة التي يجب عليها الإقتراض لتحسين الموارد المالية اللازمة للتمويل . 

الأعمال المترتبة على تحديد مراكز الربحية

ــ توحيد القوائم المالية على مستوى الشركة الأم والفروع والتوابع.

ــ إنشاء قاعدة بيانات ومعلومات تساعد على تقييم الأداء وإتخاذ القرارات.

ــ تحديد مصادر ربحية الشركة الأم فى الدول الأخرى والعمل على تنميتها.

من العرض السابق يمكن القول أن تحديد مراكز الإستثمار ومراكز الربحية بهدف تعظيم الربحية وتعظيم ثروات المساهمين من خلال الأنشطة الإستثمارية في الدول المضيفة والشركات التابعة والفروع

إلا أنه تحقيق هدف تعظيم الربحية ينطوي على مخاطر متوقعة منها المخاطر المالية ومخاطر الأعمال إلا أن عدم قدرة الشركة الأم وإدارتها على مواجهة مثل هذه المخاطر وأزماتها وما يتبعها من أزمات أخرى سيترتب عليه إنسحاب الشركة الأم من السوق الدولي.

وتعتبر إدارة هذه الشركات هي المسئولة أولاً وأخيراً عن تجنب وتحييد والإبتعاد عن مثل هذه المخاطر من فشل مالي وتجاري.

لذا ينبغي :

ـ الدقة في تحديد مراكز الإستثمار.

ـ الدقة والموضوعية عند إختيار مراكز الربحية.

ـ المرونة فى قرارات الإنفاق الإستثماري.

ـ التميز في الأنشطة والمنتجات.

ـ المزيج التمويلي عند تحديد مصادر التمويل المختلفة.

ـ الحفاظ على المساهمين بالدول الأم - وبالمثل المساهمين بالدول المضيفة.

ـ التنبؤ الدقيق والموضوعي بما يمكن أن يقع من مخاطر مالية وعمل خطط إستراتيجية لمواجهة مثل هذه المخاطر. وكيفية التعامل معها أثناء حدوثها وبعده والإستفادة من التجارب السابقة في الملخص للتعامل مع مخاطر الحاضر والمستقبل.