أكد المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي لوفد شبابي من ألمانيا، ضرورة العمل على عكس صورة الدين الإسلامي بشكل صحيح إلى الآخر. وقال سماحته خلال استقباله وفدًا شبابيًّا من ولايات ألمانية عدّة وفدوا إلى العراق لزيارة المراقد المقدسة، إنّ "الحديث مع الأخوة حديث شيق وطيب، ونحن نُسر عندما يفد الأخوة من بلاد الغرب إلى الحواضر الإسلامية والتاريخية العريقة كمحافظة النجف الأشرف". وأوصى سماحته "أول نقطة لا تستعجلوا في تبني أي فكرة أو سلوك ما لم تتأملوا فيه كثيرًا وتتأكدوا من صحته وسلامته ومعرفة من جاء بهذه الفكرة، والنقطة الثانية لا تبتعدوا عن طريق الاستشارة، وبالنسبة للأفكار حاولوا أن تستشيروا رجلاً أو جهة حريصة عليكم وغير فاشلة وتملك القدرة الحقيقية على أن تعطيكم مشورة صحيحة، خصوصًا مع وجود الأزمات الأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية التي تجعل الإنسان يتأثر فكره وقد يتبنى سريعًا بعض الأفكار". وأكد سماحته "أنّ الإنسان إذا كان لديه أصدقاء جيدون ومجموعة من الذين يتخذهم آباء سيكون في حصانة، وهذه نقطة مهمة أن تكون أفكار الإنسان محصنة، فالأفكار أخطر من الحروب، وقد ينتهي فيها بعض الأفراد، فالأفكار الخطرة قد تنتهي بها أمم بكاملها".

وشدّد سماحته "يجب أن تكونوا أقوياء وفي موقف واضح إمّا بالقدرة على التشخيص، أو بالاعتماد على من تستشيرونه مع صدقه وعدم خيانته، وقدرته وخبرته، وأن يكون أبًا ناصحًا، وهذا يكون إمّا عبر من يكون بين ظهرانيكم في بلادكم، أو يمكن أن يكون أيضًا عن طريق الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي بأن نستثمرها في سبيل أن نتطور فكريًا بالتواصل مع البعيدين من الثقاة الخبراء من الناصحين لكم"، داعيًا إلى "العمل على النجاح في الحياة اليومية، فهناك بيننا طلبة في الجامعات، أوصيهم أن يهتموا جداً بالدراسة ويكونوا بعد التخرج في وظائف تحقق الكسب المشروع والنجاح في خدمة الإنسانية". وحثّ سماحته "أنتم مسؤولون أن تعكسوا صورة دينكم بشكل صحيح أمام الآخر وهذه نقطة مهمة، فالسلوكيات العامة فيها جانبان، جانب نعكسه للآخرين ونقول هكذا أدبنا ديننا، والجانب الثاني فيما بينكم، لا بد أن يحافظ أحدكم على صاحبه، والحفاظ عليه حتى في ظهر الغيب، وخلال زيارة الأئمة الأطهار (عليهم السلام) أشركوا إخوتكم في الدعاء".