المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05

قصة ايام الفجار الثالثة
8-2-2021
الحب الرقيق / التواصل مع الأبناء
29/9/2022
مفهوم التجارة
6-12-2020
ضديد البروتون (Anti-proton)
17-1-2022
ثنائيات الأشعة السينية آلية عملها
2024-01-21
مخاطر الجبس بالنسبة للبناء
2023-03-05


حديث ابني آدم !  
  
1667   06:32 مساءاً   التاريخ: 11-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : شبهات وردود حول القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص 452-454.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة نبي الله آدم /

أمّا حديث ابني آدم إذ قَرّبا قُرباناً فتُقبّل من أحدهما ولم يُتقبّل من الآخر... فكان ذلك سبب قتل قابيل لهابيل... واحتارَ فيم يفعل بجّثة أخيه ، حتّى هَداه الغُراب ليُواريه في التُراب... (1)

فهذا حديث وَصَفه اللّه بأنّه نبأٌ حقّ : { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ} [المائدة : 27] ! فمِن الجُرأةِ على اللّه وعلى كتابه المجيد أنْ يُوصف بأنّه من الأساطير الشائعة في عقائد العديد من الشعوب القديمة والبدائيّة (2) .

نعم هذا الحادث في شَكله هذا الترتيب ، مِن عمل الفنّ التصويري في القرآن ، فهناك في بدء الخَليقة وقع تَشاحن بين بني آدم وهم في بداية مرحلة الحياة الاجتماعيّة ، والتي أَساسُها التعاون والتكافل في الحياة ، دون التباغض والتباعد ، لولا أنْ تتداركهم الهداية الربّانيّة الأمر الذي نبّه اللّه آدم وزوجه عليه حينما أَخَرجهما من الجنّة ليعيشا وذرّيّتهما على وجه الأرض ، {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة : 38].

قال سيد قطب ، هذه القصّة تُقدِّم نَموذجاً لطبيعة الشرّ والعدوان ، ونَموذجاً كذلك من الطيبة والوَداعة ، وتَقِفهما وجهاً لوجه ، كلّ منهما يتصرّف وِفق طبيعته...

واتلُ عليهم نبأَ هذَينِ النموذجَين مِن نماذج البشريّة ، اتلُه عليهم بالحقّ ، فهو حقّ وصِدق في روايته ، وهو يُنبئ عن حقّ في الفِطرة البَشريّة ، وهو يَحمل الحقّ في ضرورة الشريعة العادلة الرادعة .

إنّ ابني آدم هذَين ـ قبل كلّ شيء ـ هُما في موقفٍ لا يَثور فيه خاطرُ الاعتداء في نَفْسٍ طيّبةٍ ، فهما في موقف طاعة بين يدي اللّه ، موقف تقديم قُربان ، يتقرّبان به إلى اللّه : ( إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً ).. ( فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ ) ، والفعل مبنيٌّ للمجهول ؛ ليُشير بِناؤُه هكذا إلى أنّ أَمر القَبول أو عدمه مَوكول إلى قوّة غيبيّة وإلى كيفيّة غيبيّة... إيحاءً بأنّ الذي قُبِل قُربانه لا جريرةَ له تُوجب الحفيظة عليه وتبييت قَتلِه ، فالأَمر لم يكن له يدٌ فيه ، وإنّما توَلَّته قوّة غيبيّة بكيفيّة غيبيّته ، تعلو على إدراك كليهما وعلى مشيئته... فما هناك مُبرِّر ليَحنَق الأخ على أخيه ، وليَجيش خاطرُ القَتلِ في نفسه .

( قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ ) وهكذا يبدو هذا القول ـ بهذا التأكيد المُنبئ عن الإصرار ـ نابياً مُثيراً للاستنكار ؛ لأنّه يَنبعث من غير مُوجب ، أللهمّ إلاّ ذلك الشعور الخبيث المُنكَر ، شعور الحسد الأعمى ، الذي لا يَعمر نفساً طيّبة .

والسياق يَمضي ليزيد هذا الاعتداء نَكارَةً وبَشاعَةً بتصوير استجابة النَموذج الآخر ، وَوَداعَتِه وطِيبَة قلبه : ( قَالَ إِنّمَا يَتَقَبّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتّقِينَ ) ، هكذا في براءةٍ تَردُّ الأمرَ إلى وضعِه وأصلِه ، وفي إيمانٍ يُدرِك أسبابَ القَبول ، وفي توجيهٍ رفيق للمُعتدي أنْ يتّقي اللّه ، وهدايةٍ له إلى الطريق الذي يُؤدّي إلى القَبول ، وتَعريضٍ لطيفٍ به لا يُصرِّح بما يَخدِشُه أو يَستَثيرُه .

ثُمّ يَمضي الأخ المُؤمن التقيّ الوديع المُسالم ليَكسر مِن شَرَهِ الشرّ الهائج في نَفْس أَخيه الشرِّير : {لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} [المائدة : 28].

وهكذا يَرتسم نَموذَج مِن الوَداعَة والسلام والتقوى ، في أشدِّ المواقف استجاشةً للضمير الإنساني وحماسةً للمُعتَدى عليه ضدّ المُعتدي ، وإعجاباً بهُدُوئه واطمئنانه أمام نُذُرِ الاعتِداء ، وتقوى قلبه وخوفه مِن ربّ العالمين... (3)

... إلى آخر القصّة وهي حكاية عن تَقابُلِ نَموذَجَينِ مِن الطِّباع البشري مُنذ البِدء ولا يَزال ، هُما في تَناحر وتَنازع ، غير أنّ طابع الشرّ يَؤول لا مَحالة إلى الندمِ والخُسران في نهاية المَطاف .

ولا عَجَبَ إذ كان الطابعانِ قد تَمثّلا في ابني آدم يومذاك ، كما هو جارٍ في ذراريهما عِبر العُصور ، والعاقبة للمتّقين .
_________________

(1) المائدة : 5 : 27 ـ 31 .

(2) الفن القَصَصي في القرآن ، ص414 .

(3) مُلتَقَط من صفحات 704 ـ 707 في ظِلال القرآن ، المجلّد الثاني .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .