تناول الباحث فاديف إيغور فياتشيسلافوفيتش رئيس قسم المجموعات بمتحف داروين الحكومي في روسيا، والباحث دميتري ميلوسردوف أمين متحف داروين الحكومي، وخبير وزارة الثقافة في الاتحاد الروسي، ببحث علمي إمكانية التعاون بين متاحف التاريخ الطبيعي والمتاحف التاريخية. وألقي البحث الموسوم (امكانية التعاون بين متاحف التاريخ الطبيعي والمتاحف التاريخية في مجال المحافظة والترويج الثقافي) ضمن فعّاليات مؤتمر متحف الكفيل الدولي الرابع الموسوم بـ (المَتَاحِفُ هُويَّةٌ ثَقَافِيَّةٌ)، المقام برعاية العتبة العباسية المقدسة للمدّة (23 – 24/ 11/ 2023م). وجاء في ملخص البحث أنّ "متاحف التاريخ الطبيعي الكبرى تُعدّ بمثابة كنوز حقيقية للتراث الطبيعي ولمتاحف التاريخ الطبيعي دور مهم، إلى جانب المتاحف التاريخية والفنية في الحفاظ على التراث الثقافي من خلال ملايين العينات والمقتنيات الطبيعية، التي تحافظ على تاريخ وتنوع العالم من حولنا، إذ تعتمد البشرية بشكل كامل على البيئة ودعمها، وإن التنوع اللامتناهي للطبيعة يكمن وراء تنوع الثقافات المحلية والحضارات العالمية، وفي الوقت ذاته، يشكل تراثنا الطبيعي المشترك أساسًا موثوقًا للتفاهم المتبادل والحوار بين المجتمعات الثقافية المختلفة". كما ذكر أنّ "الطبيعة تُعدّ بمثابة مخزن غني للموارد للبشرية، ومصدر إلهام للإبداع، ونموذج للأدوات والمنتجات والأعمال الفنية، وإنّ التعاون بين متاحف التاريخ الطبيعي والمتاحف التاريخية أمر طبيعي ومفيد وله تقاليد غنية وإمكانات جيدة، إذ تحتوي متاحف التاريخ والفنّ على مجموعة واسعة من عناصر التاريخ الطبيعي ومواده من الحرير، والقطن، والصوف، والفراء، والجلود، والعظام، والقرون، والأصداف، وصدف السلحفاة، وعظم الحوت، والعاج وغيرها". وورد في البحث أنّ "من مجالات التعاون المهمة فحص المواد الطبيعية المستخدمة في المصنوعات اليدوية، حيث تعتمد قيمة الكائن وظروف تخزينه وتفاصيل الترميم إلى حد كبير على التحديد الصحيح لنوع المادة الطبيعية، وإنّ التعاون مع المتخصّصين في متاحف التاريخ الطبيعي سيجعل هذا العمل ناجحًا بشكل خاص". ويشير البحث إلى أنّ "متاحف التاريخ الطبيعي تتمتع بخبرة وفرص واسعة في مجال إسناد هذه المواد وتخزينها وترميمها، ومثال على ذلك فحص منتجات العظام والقرون التي طُوِرت في متحف داروين الحكومي، ففي الممارسة المتحفية يمكن للأسماء العامة (العظم) و(القرن) إخفاء العديد من الاختلافات في المواد المتعلقة بالأجزاء التشريحية المختلفة للحيوانات من الأنواع البيولوجية المختلفة".

ويبيّن أنّ "تلك المواد تحتوي على عدد من الميزات المحددة التي تسمح بالتعرف عليها عن طريق الفحص البصري، حيث ستعرض السمات الرئيسية للمواد الأكثر شيوعًا- مثل عاج الفيل والماموث، وأنياب الفظ، والعظام الأنبوبية، وقرن وحيد القرن، وقرون البقر- في العرض التقديمي، لافتًا أنّ دقة التحديد تعتمد على خبرة المتخصص ومؤهلاته، فضلًا عن القدرة على مقارنة الأشياء التي تتمّ دراستها مع عينات علمية من مجموعة مرجعية من المواد، وهو أمر مفيد للغاية لتشكيلها في المتحف".