افتتحت العتبة العباسية المقدسة، اليوم الأحد، المعهد العالي للتراث التابع للهيأة العليا لإحياء التراث في النجف الأشرف. وشهد الافتتاح حضور المتولي الشرعي للعتبة المقدسة السيد أحمد الصافي والأمين العام السيد مصطفى مرتضى آل ضياء الدين، ومدير مكتب المتولي الشرعي الدكتور أفضل الشامي، وأعضاء مجلس الإدارة وعدد من مسؤولي العتبة المقدسة. واستُهلت فعاليات الافتتاح بتلاوة عطرة لآيات من الذكر الحكيم بصوت القارئ السيد أحمد الزاملي من معهد القرآن الكريم في النجف الأشرف التابع للمجمع العلمي للقرآن الكريم، تلتها قراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق. وقال نائب مستشار الهيأة العليا لإحياء التراث السيد محمد محمد حسن إنّ "العتبة العباسية المقدسة دأبت على الاهتمام في إحياء التراث الفكري عن طريق تحقيق تراث العلماء في مختلف المجالات، وتُرجم هذا الاهتمام على أرض الواقع عبر المراكز العلمية التي افتتحتها العتبة المقدسة في مناطق البلاد شتّى". وأضاف أن "أهم المعوقات التي تواجه العمل في هذا المجال هو قلة عدد الملاكات المتخصّصة في تحقيق المخطوطات كونه من العلوم التي تحتاج إلى دقة وتخصص وتحتاج لمواصفات خاصة، لذلك عمدت الهيأة لإزالة هذه المعوقات من خلال افتتاح المعهد العالي للتراث". من جانبه قال مدير المعهد السيد عبد الحكيم الصافي إنّ "الأمم والحضارات تسمو بعلمائها الأفذاذ وتراثهم الفكري وتراثهم العلمي ومن النعم التي اختصنا الله تعالى بها وجود العلماء الذين حملوا على عاتقهم كتابة الحرف وحفظ الكلمة وإنارة العقل وشرح الأفكار وبسط العلوم وإحياء الأمة وبناء الإنسان وتعبيد الطريق له، إذ كانوا علامة مميزة، وما تركه لنا أولئك الأفذاذ من كتب ومخطوطات تزينت بها المكتبات الإسلامية عامة والشيعية خاصة".

وأضاف أنّ "هناك آلاف الكتب المخطوطة تنتظر إخراجها من عتمة الظلام إلى إشراقة النور، فضلًا عن أنّ المخطوطات تمثل الإرث الذي تركه علمائنا الأبرار، فهي تخطف لبّ كل من نظر إليها وتغمره بالسعادة والفخر بهذا الإرث العتيد، وأنّ المخطوطات لم تصل إلينا اليوم لولا أولئك الرجال النبلاء الذين حفظوها بشق الأنفس".