المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
احكام الاسارى
2024-11-24
الخرشوف Artichoke (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24

صلاة لحديث النفس ـ بحث روائي
23-10-2016
ثواب الأمومة وأجرها
11-1-2016
الفاصلة القرآنية
5-11-2014
يتيمه تذكر فضل امير المؤمنين (عليه السلام)
21-01-2015
المعتمد والحسن بن مخلد
4-2-2018
The Molecular Orbitals of the Hydrogen Molecule
13-11-2020


قصة الأرغفة  
  
3228   04:37 مساءً   التاريخ: 20-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص37-38
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

رواها العامة والخاصة بأسانيدهم المتصلة ففي الاستيعاب ما لفظه :

وفيما أخبرنا شيخنا أبو الأصبغ عيسى بن سعيد بن سعدان المقري أحد معلمي القرآن رحمه الله أنبانا أبو بكر أحمد بن محمد بن قاسم المقري قراءة عليه في منزله ببغداد حدثنا أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد المقري في مسجده حدثنا العباس بن محمد الدوري حدثنا يحيى بن معين حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر بن حبيش قال جلس رجلان يتغديان مع أحدهما خمسة أرغفة ومع الآخر ثلاثة أرغفة فلما وضعا الغداء بين أيديهما مر بهما رجل فسلم فقالا اجلس للغداء فجلس وأكل معهما واستوفوا في أكلهم الأرغفة الثمانية فقام الرجل وطرح إليهما ثمانية دراهم وقال خذا هذا عوضا مما أكلت لكما ونلته من طعامكما فتنازعا وقال صاحب الخمسة الأرغفة لي خمسة دراهم ولك ثلاثة فقال صاحب الثلاثة الأرغفة لا أرضى إلا أن تكون الدراهم بيننا نصفين وارتفعا إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فقصا عليه قصتهما فقال لصاحب الثلاثة الأرغفة قد عرض عليك صاحبك ما عرض وخبزه أكثر من خبزك فارض بالثلاثة فقال لا والله لا رضيت منه إلا بمر الحق فقال علي ليس لك في مر الحق إلا درهم واحد وله سبعة فقال الرجل سبحان الله يا أمير المؤمنين هو يعرض علي ثلاثة فلم أرض وأشرت علي بأخذها فلم أرض وتقول لي الآن أنه لا يجب لي في مر الحق إلا درهم واحد فقال له علي عرض عليك صاحبك أن تأخذ الثلاثة صلحا فقلت لم أرض إلا بمر الحق ولا يجب لك بمر الحق إلا واحد فقال الرجل فعرفني بالوجه في مر الحق حتى أقبله فقال علي أ ليس للثمانية الأرغفة أربعة وعشرون ثلثا أكلتموها وأنتم ثلاثة أنفس ولا يعلم الأكثر منكم أكلا ولا الأقل فتحملون في أكلكم على السواء قال بلى قال فأكلت أنت ثمانية أثلاث وإنما لك تسعة أثلاث وأكل صاحبك ثمانية أثلاث وله خمسة عشر ثلثا أكل منها ثمانية ويبقى له سبعة وأكل لك واحدا في تسعة فلك واحد بواحدك وله سبعة بسبعته فقال له الرجل رضيت الآن (اه) .

وفي كتاب عجائب أحكامه : علي بن إبراهيم قال حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن عبد الرحمن بن الحجاج قال سمعت ابن أبي ليلى يقول قضى علي (عليه السلام) بقضية عجيبة وذلك أنه اصطحب رجلان في سفر فجلسا ليتغديا فاخرج أحدهما خمسة أرغفة وأخرج الآخر ثلاثة أرغفة فمر بهما رجل فسلم عليهما فقالا له الغداء فاكل معهما فلما قام رمى إليهما بثمانية دراهم وقال لهما هذا عوض مما أكلت من طعامكما فاختصما فقال صاحب الثلاثة الأرغفة هي نصفان بيننا وقال الآخر بل لي خمسة ولك ثلاثة فارتفعا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال لهما أمير المؤمنين ان هذا الأمر الذي أنتما فيه الصلح فيه أحسن فقال صاحب الثلاثة الأرغفة لا أرضى يا أمير المؤمنين إلا بمر القضاء قال له أمير المؤمنين فان لك في مر القضاء درهما واحدا ولخصمك سبعة دراهم فقال الرجل سبحان الله كيف صار هذا هكذا قال له أخبرك أ ليس كان لك ثلاثة أرغفة ولخصمك خمسة أرغفة قال بلى قال فهذه كلها أربعة وعشرون ثلثا أكلت منها ثمانية وصاحبك ثمانية وضيفكما ثمانية فأكلت أنت ثمانية من تسعة أثلاث وبقي لك ثلث فأصابك درهم وأكل صاحبك ثمانية أثلاث من خمسة أرغفة وبقي له سبعة أثلاث أكلها الضيف فصار له سبعة

دراهم بسبعة أثلاث أكلها الضيف ولك ثلث أكله الضيف .

وفي ارشاد المفيد : روى الحسن بن محبوب قال حدثني عبد الرحمن بن الحجاج قال سمعت ابن أبي ليلى يقول لقد قضى أمير المؤمنين بقضية ما سبقه إليها أحد وذلك أن رجلين اصطحبا في سفر فجعلا يتغديان وذكر الحديث بنحو ما مر إلا أنه قال فقال لهما أمير المؤمنين هذا أمر فيه دناءة والخصومة غير جميلة فيه والصلح أحسن فقال صاحب الثلاثة لست أرضى إلا بمر القضاء .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.