أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-01
488
التاريخ: 2023-11-08
844
التاريخ: 2023-11-04
917
التاريخ: 2023-11-02
869
|
واستطاع نيقيفوروس Nicephorus أو نقفور أن يستولي على الإمبراطورية في يسرٍ وسهولةٍ كما سبق أن أشرنا، وكان ساميَّ الأصل إن لم يكن عربيًّا (1)، ولم يقتفِ آثار إيرينة في تنفيذ مقررات المجمع السابع، ولكنه لم يضطهد مَنْ قال بإكرام الأيقونات، ولا هو شَجَّعَهم، وجاهد جهادًا طيبًا في سبيل الخزينة، فنقض الإعفاءات من الضرائب التي كانت قد منحتها إيرينة استرضاءً، وأَعَادَ النظرَ في سجل الأراضي، وفي ضرائب الدخل، وفرض ضرائبَ جديدةً خصَّ بها الأغنياء؛ لتعبئة الجيش وتسليحه، فاكتسب بذلك كُرْهَ بعض الأوساط، ومن هنا — على الأرجح — تَهَجَّمَ عليه ثيوفانس المؤرخ (2). ومع أنه أخمد — بسهولةٍ — ثوراتٍ عِدَّة أشعلها ضباطٌ ساخطون؛ فإنه لم يكن موفقًا في حروبه الخارجية، فقد كتب منذ أوائل عهده إلى هارون الرشيد يقول: «إن هذه المرأة (إيرينة) وضعتْك موضع الرخ ووضعت نفسها موضع الشاة، فَأَدِّ إليَّ ما كانت المرأةُ تؤدي إليك.» فأجابه الرشيد: «بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله هارون أمير المؤمنين، إلى نقفور كلب الروم، أما بعد، فقد فهمت كتابك، والجواب ما تراه لا ما تسمعه (3) «. وأغار هارون على آسية الصغرى، واحتل في السنة 806 تيانة «طواني» وأنشأ فيها مسجدًا وجَعَلَها قاعدةً لأعماله الحربية، وغزا رودس في السنة 807، وفرض الغرامة، فَدَفَعَها نيقيفوروس كما دفعتها إيرينة من قبله (4). ثم شُغل هارون بالثورات في أقاليمه الشرقية، وغزا نقفور البلغار في السنة 811؛ لينتقم من مليكهم كرومِّ الذي كان قد سطا على تراقية، فأحرز عليه نقفور انتصارًا باهرًا، ولكنه فوجئ بعد ذلك بهجومٍ ليليٍّ اشتد فيه القتال، فسقط نقفور وجُرح ابنه وولي عهده ستوراقيوس. على أن الروم لم يقفوا حتى بلغوا أدرنة وتركوا جثة الفسيلفس في ميدان القتال، فقطع البلغاريون رأس نقفور واتخذوا جمجمته كأسًا (5).
وكان نيقيفوروس قد أشرك ابنه الوحيد ستوراقيوس في الحكم منذ السنة 803 وزوَّجه من نسيبة لإيرينة بعد أنْ فازت في مسابقة على الجمال، ولكن جرح ستوراقيوس كان قاتلًا فتولى العرشَ بعده صهرُهُ ميخائيل الأول، وهو من أسرة نبيلة عريقة في الشرف. وكان ميخائيل هذا لطيفَ المعشر معجبًا بالرهبان، فأبعد عن الوظائف جميع أعداء الأيقونات، فأثار غضبهم ودفع بهم وبمَنْ قال قولهم إلى التآمر. ومما زاد الطين بلة أن البطريرك نيقيفوروس أعلنها حربًا على المهاجرين الشرقيين، وكان هؤلاء قد نقلوا من الولايات النائية المتاخمة لحدود العرب إلى العاصمة وتراقية؛ ليحلوا محل الذين سقطوا في الحُرُوب أو ماتوا مِن جراء الطاعون. وهؤلاء الشرقيون كانوا لا يزالون يدينون بمذاهبَ لم تُقرها المجامع المسكونية، وعلى الرغم من وساطة البعض ورجائهم إلى البطريرك أن يُعامل هؤلاء بالحسنى ويتودد إليهم؛ لعلهم يعودون إلى حضن الكنيسة، فإن البطريرك تمادى في القسوة فعادت المشادة الدينية إلى ما كانت عليه من قبل (6). وكانت الحربُ البلغاريةُ لا تزال ناشبة، وكان الخاقان البلغار كرومُّ لا يزال يسطو على الأرياف والمُدُن حتى وصلتْ طلائعُ فرسانه إلى أسوار أدريانوبل، فضَجَّ السكانُ، وطالب المهاجرون الشرقيون بالعودة إلى أوطانهم في آسية، ورأى الوُجهاءُ والأعيانُ أَنْ لا مَفَرَّ من الحرب لصَدِّ هذا العدوان، فأَعَدَّ ميخائيل جيشًا كبيرًا، وزحف إلى الجبهة في أيار من السنة 813، فالتقى في الثاني والعشرين من حُزَيْرَان جيوش البلغار عند أدريانوبل، فدارت الدائرة على الروم وانهزم ميخائيل، فنادى الجند بلاوون الأرمني، أحد كبار القادة فيهم، فسيلفسًا، وفي العاشر من تموز دخل لاوون العاصمة فاستقبله الشيوخُ، وتنازل ميخائيلُ وتَرَهَّبَ واعتزل في دير من أديرة الجزر(7).
.........................................
1- Brooks, E. W., Byzantines and Arabs, Eng. Hist. Rev., (1900), 743ff
2- Bratiann, G., Etudes Byz. d’Hist. Econ. ET Soc., 196ff
3- القلقشندي، صُبْح الأَعْشَى، ج1، ص192، الدكتور إبراهيم العدوي، الإمبراطورية البيزنطية، ص79.
Bury, J. B., Hist. of Eastern Rom. Emp., 249-250
4- Theophanes, Chron., ed., Boor, 482-483
5- Ibidum, 489–491
6- Theophanes, Chron., 495; Theodore Studion, P. G., 1481–1485, Ep. II, 155
7- Theophanes, Chron., 500–503; Bury, J. B., Hist. of East. Rom. Emp. 29-30; Schlumberger, G., Les Iles des Princes, 35–38.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|