قدّمت المتخصّصة بالاستشراق المعاصر والسيرة النبوية وفلسفة الاديان م. م. هبة حسين الرماحي، دراسة حول موقف المستشرق الأمريكي جون وانسبيرو من السيرة النبوية في كتب التفسير الإسلامي. جاء ذلك ضمن فعاليات المؤتمر العلمي السنوي الثالث لدار الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله)، التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، الذي يُعقد تحت شعار (رَسُولٌ مِّنَ اللهِ يَتْلُواْ صُحُفًا مُّطَهَّرَةً) وبعنوان (السيرة النبوية في كتب التفسير). وتهدف الدراسة بحسب الرماحي إلى الخوض في عمق خفايا الاستشراق الأمريكي لمعرفة رؤيته حول مصادر التفسير الإسلامي وطرائقه في النصف الثاني من القرن العشرين، وذلك من خلال أبرز المستشرقين المعاصرين خلال هذا القرن، وهو جون إدوارد وانسبيرو الأمريكي، الذي هزّ أركان الدراسات القرآنية في الغرب خلال العقود الماضية من خلال كتابه: الدراسات القرآنية: مصادر وطرق تفسير الكتاب المقدس". وتقول الرماحي إنّ (الكتاب) يُعد من أهم الكتب التي أثرت مسار الدراسة الغربية للقرآن في النصف الثاني من القرن العشرين الذي شكل الجزء الأكبر من الأسئلة المعاصرة لهذا الدرس كما أنّه البداية الأساس لظهور الاتجاه التحريفي في دراسة تاريخ الإسلام والقرآن الكريم.

وأوضحت "عرضنا في هذا البحث أفكار (وانسبيرو) حول القرآن الكريم وتاريخه، وعلاقة السيرة النبوية بالكتاب الشريف وتفاسيره، وآراء وانسبيرو حول السيرة النبوية في كتب التفسير الإسلامية، بالإضافة إلى عرض مناهج المستشرقين وعلماء المسلمين من أمثاله، وكل ذلك كان بالاعتماد على المنهج التحليلي المعاصر في تحليل المباحث العلمية لآراء المستشرقين وعلماء المسلمين في دراسة هذه الآراء والسير فيها ومناقشتها.