ناقش الباحث المدرّس الدكتور عقيل يوسف سعود من الكلّية التربوية المفتوحة (مركز البصرة - فرع القرنة الدراسي)، تأثّر كتب التفسير بالرواية الإسرائيليّة للسيرة النبوية (تفسير الكشف والبيان في تفسير القرآن المعروف بتفسير الثعلبي أنموذجاً). جاء ذلك خلال الجلسة المسائية للمؤتمر الدوليّ الثالث لدار الرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله)، التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدّسة، الذي يُعقد تحت شعار (رَسُولٌ مِّنَ اللهِ يَتْلُواْ صُحُفًا مُّطَهَّرَةً) وبعنوان (السيرة النبوية في كتب التفسير). وتطرّق البحث إلى أهمّية كتب التفسير -على اختلاف توجّهات مصنّفيها ومذاهبهم ومناهجهم التفسيرية- عن الجانب التاريخي، لكونها تعدّ منجماً ضخماً للروايات التاريخية التي ترتبط بالسيرة النبوية، وذلك لأنّها تتناول تفسير آيات القرآن الكريم التي هي من المصادر الأساسية لدراسة السيرة النبويّة المطهّرة.

كما أشار الباحث إلى أن الصورة التي تقدّمها الكتب التفسيريّة عن سيرة النبيّ(صلّى الله عليه وآله)، كثيراً ما كانت متأثّرة بالرواية الإسرائيلية ومرتبطة بها بشكلٍ أو بآخر، مثال على ذلك كتاب تفسير الكشف والبيان في تفسير القرآن لأبي إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي (ت 427هـ) المعروف بـ (تفسير الثعلبي)، وهو واحد من كتب التفسير التي قدّمت لنا صورةً ذات صبغة إسرائيلية واضحة عن سيرة النبيّ(صلّى الله عليه وآله)، من هنا يتناول هذا البحث تأثّر تفسير الثعلبي بالرواية الإسرائيلية للسيرة النبويّة، وما حواه من إسرائيليات شكّلت بمجملها صورةً مشوّهة ومختلفة عن السيرة النبويّة الصحيحة.